أنا أتحمل المسؤولية..

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٧/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:١٠ ص
أنا أتحمل المسؤولية..

خميس البلوشي

هذا العنوان بكلماته الثلاث كان حديث الوسط الرياضي الكروي العماني طوال الأيام الفائتة وهو في الحقيقة العنوان الرئيسي لذلك الحوار الإذاعي الذي أجراه برنامج «بطاقة بيضاء» مع رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم بعد الخروج البائس من سباق التصفيات الآسيوية المزدوجة والتي تسببت في حالة واسعة من السخط الجماهيري على المنتخب المتواضع والاتحاد الذي أضاع الأحلام الواحد تلو الآخر ..أنا أتحمل المسؤولية كلام جميل ومقدر لرأس الهرم في اتحاد الكرة فهو الرئيس الذي يتحمل إخفاقات المجلس ويدافع بكل مسؤولية عن أعضائه ويبعد الضغط عنهم وهو في المقابل الشخص الأفضل منطوقاً والمسيطر على الوضع الإعلامي لمنظومة الاتحاد وعلى المشهد الذي يود أن يكون قريباً منه باعتباره شخصاً مُفوّهاً يعرف نظْمَ الكلام ويُحسن استخدامه بأساليب جميلة لا نختلف عليها.. أنا أتحمل المسؤولية في إشارة لكل السقطات والنكبات التي مرت على الكرة العمانية وخاصة منذ العام 2009 حين كسبنا لقب كأس الخليج في مسقط بفريق ذهبي أخذ وقتاً طويلا من التكوين والنضج وعلى يد خبرات إدارية عمانية وخبرات فنية محلية وأجنبية ..أقدم التحية لرئيس الاتحاد على ذكائه لتحمله للمسؤولية لأسباب كثيرة، أولها أنها تنم عن شجاعة غائبة أو مفقودة أو لم تدخل قاموس الاتحاد أصلاً لأننا ومنذ العام 2007 لم نسمع أن هذا الاتحاد أو ذلك الشخص يتحمل مسؤولية ما يحدث في كل مشاركة عندما نخرج بنفوس حزينة وقلوب مكسورة ..

وثاني هذه الأسباب التوقيت الذي ظهر فيه والمحسوب بدقة حيث إن هذا هو التوقيت الذي يسبق وبأشهرٍ بسيطة الانتخابات المقبلة لمجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم وهو توقيت ذكي بالفعل لأن الجماهير أرادت أن تسمع متحدثاً من اتحاد الكرة يقدم لها واجب العزاء في وفاة حلمها الجديد ومُبرِراً لها ما حدث من باب( تطهير النفس) رغم أن أغلبها وأكاد أجزم لم يعد يهمه ما يقال في هذه التصريحات ولا يريد إلا التغيير الجذري لهذه الحالة التي أعادت الكرة العمانية إلى السنوات الفائتة ..

الجماهير الآن لا يهمها كثرة الحديث عن الأسباب والأعذار لأنها باتت أكثر وعياً وفهماً للوضع (من الألف إلى الياء) كما يقولون وهي تنادي بالتغيير من أجل الأفضل..أقدر شخصياً موقف رئيس الاتحاد وتحمله لمسؤولية ما يحدث رغم أنه يلقي باللوم على المنظومة الغلط التي لا تساهم في النجاح وخاصة الواقع المرير للأندية الذي انصدم به المدرب الجديد لوبيز كارو كما جاء في الحوار وكذلك واقع دورينا الضعيف حيث إننا لا نملك الدوري القوي فنياً الذي تكون نتائجه إيجابية وتنعكس على المنتخب وكأننا عندما تأهلنا لكاس آسيا 2004 و2007 كنا نملك دوري للمحترفين يتحدث عنه القاصي والداني وكأننا عندما تأهلنا مرتين لنهائي كأس الخليج قبل أن نظفر باللقب العام 2009 كنا نعيش في أندية مثالية لا ينقصها أي شيء..
الحقيقة ومع كل التقدير والاحترام وبدون التقليل من عمل الآخرين أو إقصاء أدوارهم أقول إن تحمل المسؤولية عن وقوع الأخطاء ليس بالكلام فقط ..لأن الاستمرار في الخطأ هو أكبر الأخطاء.. ثم ما هي تبعات تحمل أي شخص لمسؤولية ما حدث ؟! وكيف يمكن أن نفسر هذا التحمل؟! المعروف أن تحمل المسؤولية تتبعه قرارات تغييرية وتطويرية مهمة وواضحة وحاسمة يقتنع بها الجميع ..لا أقصد هنا تلك الرؤى المخملية المتجددة كل أربع سنوات ولا أقصد تلك التصريحات والحوارات التي لم تغير من الواقع شيئا.. إنني أقصد وبكل وضوح بأن من يتحمل المسؤولية عليه أن ينظر لمصلحة الوطن ومصلحة الكرة العمانية بعين أخرى تجعله يقيّم الوضع ويقتنع بأن عليه وبعد كل هذه السنوات من الاجتهاد أن يفارق تلك «المنظومة الغلط» لأنه من الصعب على الإنسان -وبعد كل هذه السنوات -أن يضيع وقته وجهده وفكره في مجال لم يأت فيه بما كان يطمح.. ولم يحقق فيه ما يريد من تطوير ..ولم يستطع إصلاح ما يمكن إصلاحه.. وأصبحنا نمشي للوراء بكل ثقة..