مسقط -العمانية
تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - فألقى خطابًا ساميًا بمناسبة العيد الوطني الخمسين المجيد.
وأكد جلالة السلطان المعظم في خطابه السامي عن تمكن عُمانُ- بفضلٍ من اللهِ وتوفيقِه - من تجاوزِ التحدياتِ التي مرتْ بها خلالَ العقودِ الفائتة بحكمةِ وقيادةِ سلطانِها الراحلِ، جلالةِ السلطان ِقابوسَ بنِ سعيدٍ -طيب الله ثراه- وتضحياتِ أبنائِها، التي ستظلُ مصدرَ قوةٍ وفخرٍ واعتزازٍ لنا جميعًا وللأجيالِ المقبلة كما تمكنت من بناءِ نهضةٍ عصريةٍ جعلت الإنسانَ محورَ اهتمامِها واكد جلالته -أيده الله- أن الإرث التاريخيُّ العريقُ والدورُ الحضاريُّ والإنسانيُّ شكل الأساسَ المتينَ لإرساءِ عملية التنميةِ التي شملتْ كافةَ ربوعِ السلطنةِ على اتساعِ رُقعَتِها الجغرافيةِ لتصلَ منجزاتُها لكلِّ أسرةٍ ولكلِّ مواطنٍ حيثُما كانَ على هذه الأرضِ الطيبة ورسّخَتْ قواعدَ دولةِ المؤسساتِ والقانونالتي سيكونُ العملُ على استكمالِها وتمكينِها، من ملامح ِالمرحلةِ المقبلة بإذن ِالله.
وجدد حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم التأكيد على مواصلة استلهامَ جوهرِ المبادئِ والقيمِ ذاتـِها، في إرساءِ مرحلةٍ جديدةٍ، تسيرُ فيها السلطنة -بعون ِالله- بخطىً واثقةٍ نحوَ المكانةِ المرموقةِ، التي "نصبو إليها جميعاً مكرّسينَ كافةَ مواردِنا، وإمكانياتِنا؛ للوصولِ إليها، وسنحافظُ على مصالحِنا الوطنيةِ باعتبارِها أهمَّ ثوابتِ المرحلةِ القادمةِ التي حددتْ مساراتِها وأهدافـَها "رؤيةُ عُمان 2040" سعياً إلى إحداثِ تحولاتٍ نوعيةٍ في كافة مجالاتِ الحياةِ، مجسدةً الإرادةَ الوطنيةَ الجامعة" مشيرا جلالته إلى أن "إنجاحَ هذهِ الرؤيةِ مسؤوليتُنا جميعاً - أبناءَ هذا الوطنِ العزيزِ- دونَ استثناء، كلٌ في موقعِه، وفي حدودِ إمكاناتِه ومسؤولياتِه".وأشار جلالة السلطان المعظم في خطابه السامي أنه وفي إطارِ دعمِ قدرِة الحكومةِ، على القيامِ بمتطلباتِ تحقيقِ الرؤيةِ، فقد تم العمل على تطويرِ الجهازِ الإداريِّ للدولة، وإعادةِ تشكيلِ مجلسِ الوزراءِ، الذي أوكلت إليهِ مسؤوليةَ تنفيذِ الخططِ التنمويةِ ومُمَكِّنَاتِها، بحسبِ الاختصاصاتِ المنوطةِ بكلِّ جهة، وبما يعززُ الأداءَ الحكومي، ويرفعُ كفاءَتـَه، كما أنَّ العملَ مستمرٌّ في مراجعةِ الجوانبِ التشريعيةِ والرقابيةِ وتطويرِ أدواتِ المساءلةِ والمحاسبة، لتكون ركيزةً أساسيةً من ركائزِ عُمانَ المستقبلِ، مؤكدينَ على أهميتِها الحاسمةِ في صون ِحقوقِ الوطنِ والمواطنين ودورِها في ترسيخ ِالعدالةِ والنـزاهةِ وستحْظى هذه المنظومةُ برعايتِنا الخاصة بإذن ِاللهِ تعالى.
وتطرق الخطاب السامي إلى نظام الإدارة المحلية مشيرا جلالته -أيده الله -بقوله" وضعْنا الأساسَ التنظيميَّ للإدارةِ المحليةِ، وذلك بإرساءِ بـنـيـةٍ إداريةٍ لامركزيةٍ للأداءِ الخدميّ والتنمويِّ في المحافظات، وسنتابعُ بصفةٍ مستمرةٍ، مستوى التقدمِ في هذا النظامِ الإداريِّ، بهدفِ دعمِهِ وتطويرِه لتمكينِ المجتمع ِمن القيامِ بدورِهِ المأمولِ في البناءِ والتنمية".وتوجه جلالة السلطان المعظم -حغظه الله ورعاه -بالشكر والثناء إلى أبناء عمان الأوفياء
في الذكرى الخمسينَ لنهضةِ عُمانَ الحديثة، على ما تقومونَ بهِ من أجلِ صوْن ِالمكتسباتِ،
التي تحققتْ في الوطن العزيز.
ووجه جلالته الشكر والتقدير لقواته الباسلة وجميع منتسبيها والأجهزةِ الأمنيةِ بفروعِها وتشكيلاتِها المختلفةِ مقدرينَ جهودَهم في الحفاظِ على سيادةِ الوطنِ وسلامةِ أراضيه والذودِ عن ترابِهِ الطاهِرِ في كلِّ شبرٍ منه، مؤكا جلالته -حفظه الله- رعايته ودعمه السامي لها على الــــدوام.