مسقط - الشبيبة
إن مناسبة العيد الوطني الخمسين حدث مهم لكل عماني وكل من يعشق هذه الأرض الطيبة وتأتي هذه المناسبة الغالية على قلوبنا ونحن لا نزال نتذكر تلك المآثر الكبيرة والخالدة وقد مرت بلادنا الحبيبة بمراحل عدة تمثلت في منجزات كثيرة على جميع الأصعدة، وفي جامعة السلطان قابوس نستعرض هذه المسيرة من خلال مجموعة من الأكاديميين من مختلف كليات ووحدات الجامعة فماذا قالوا؟!
رؤية 2040 ترجمة للـ50
تقول الدكتورة ماجدة بنت طالب الهنائية، مديرة مركز التعلم الذاتي "نعايش هذا العام عيدًا وطنيًا مختلفًا في إيقاعه مغايرًا في طريقتنا للاحتفال به. هو العيد الخمسون، اليوبيل الذهبي لنهضة عُمان. جاء وفي جنباته رياح التغيير ما بين سيرة السلطان الراحل ومسيرةٍ لنهضةٍ متجددة يحمل شعلتها السلطان هيثم -أيده الله- وتنبض قلوبنا "ماضون خلفك لا شقاق ولا فتن".
وتضيف "العيد الوطني هذا العام يعلن البدء في العقد السادس من فجر نهضتنا والعام الأول من البدء في رؤية عمان 2040، رؤية مخلصة طموحة. أرى بعيني من خلالها الغد مشرقاً، كيف لا وقد وضعت العنصر البشري وتطويره ضمن أولوياتها، فجاء التعليم بجودته واستدامته على رأس استراتيجياتها، وفي المكانة نفسها يقف البحث العلمي المحرك الدافع نحو مجتمع معرفي متطور. اليوبيل الذهبي يشهد حراكاً واثقًا مثابراً نحو تحقيق استراتيجيات رؤية عمان 2040، ما بين مرسوم سلطاني يدرج البحث العلمي في وزارة وآخر يقضي بإنشاء جامعة وطنية للعلوم التطبيقية والتقنية، إلى توجيهات ببناء 6 مدارس جديدة. كل ذلك يدفع بجدية نحو بناء وإعداد الكفاءات. ونحن هنا في الجامعة نستقبل العيد الوطني الخمسين ليس فقط بتطبيق التعليم عن بعد، بل ومن خلال مختبرات إعداد خطة تشغيلية للخطة الاستراتيجية في إطار يتسق ورؤية عُمان 2040".
أجيال من الأكاديميين
من جانبه يقول الدكتور نبهان بن حارث الحراصي، عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية "50 عامًا ساهمت خلالها مؤسسات التعليم العالي في الدولة في بناء أجيال من الأكاديميين العمانيين، الذين ساهموا بدورهم في تأهيل أبناء هذا الوطن لسوق العمل ورفد التنمية بالكفاءات الوطنية ذات القدرات والمهارات العالية التي تتوافق مع المتغيرات. كذلك قدم الأكاديميون خبراتهم الاستشارية والبحثية لمؤسسات الدولة، وترأس العديد منهم اللجان الوطنية والدولية، ومثلوا السلطنة في الملتقيات والمؤتمرات الدولية".
نعدكم بمخرجات تعليمية ترفع الرأس
وتوضح الأستاذة الدكتورة صباح بنت أحمد السليمان من قسم الهندسة الميكانيكية والصناعية بكلية الهندسة أن الخمسون عامًا قد تبدو رقمًا بسيطًا، لكن من يشاهد بأم عينيه سرعة التطور وعلى جميع الأصعدة يتفاجأ بقدرة السلطنة على الإنجاز والعطاء. وتقول "كأكاديمية في جامعة السلطان قابوس، أرى العطاء كل يوم في عيون طلبتي وطالباتي، أبنائي وأبناء هذا الوطن الناهض في معظم المستويات. عُمان الخضراء وفي عيدك الخمسين أعجز عن وصفك، بل أجد نفسي وكلماتي شحيحة بالقدرة على رد بعض عطائك لي. هذا العام نحتفل بالعيد الخمسين وقد فارقنا بعض الأحبة الذين نفتقدهم بشدة، لكننا أقسمنا أن نكمل المشوار ونعطي المزيد. ونحن نحتفل بعيد عُمان الخمسين فارقنا السلطان قابوس طيب الله ثراه، هذا الرجل الذي بنى وخطط وسعى واقترب من شعبه وسمعهم وشاركهم حياتهم، ولكنه دوما معنا بإنجازاته التي لا تنضب ولا تتوقف حتى بعد مماته. وفي عيد عُمان الخمسين هذا العام يكمل المشوار سلطاننا هيثم الذي عاهد السلطنة على حمل المسؤولية الكبيرة وهو خير خلف لخير سلف. ونعد أنفسنا بأن نكون معه نسانده في حمل بعض المسؤولية من على عاتقه".
وتضيف "من هذا الصرح الأكاديمي صرح جامعة السلطان قابوس، نعدكم بمخرجات تعليمية ترفع الرأس، ونفخر ونفاخر بها نحن كمعلمين. ودومًا ما كنت أكرر على طلبتي أنهم هم قلاع الوطن وهم القمم الشامخة للمستقبل الآتي. فالتعليم بشقيه العام والعالي هو أحد أهم منجزات النهضة المباركة التي أرسى قواعدها المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس، طيب الله ثراه. لقد كانت أوامره في مطلع العقد الثامن من القرن المنصرم بإنشاء جامعة السلطان قابوس، تتويجاً للمكانة التي يريدها لأبناء الوطن، وتطلعاً للمستقبل، ووفاءً بوعده بأن يكون المواطن أساس التنمية".
نحافظ على ما مضى ونصنع القادم
ويختصر الدكتور عادل بن محمد العجمي، أستاذ مشارك بقسم هندسة النفط والكيمياء بكلية الهندسة تعبيره في الكلمات الآتية "مرت السلطنة في تاريخها بفترات من العوائق الاقتصادية لأسباب متعددة وعبرتها، وسنعبر المرحلة الحالية ببلوغ مقدارها المقدر. في هذا العيد الوطني الخمسين وفترته اختبار صبر وتنقيح وحسن بصيرة للحفاظ على ما مضى وصنع القادم كما أردناه، ولكل إنسان ما سعى".
الإنسان العماني أهم منجزات الخمسين
أما الدكتورة آمنة بنت محمد الفطيسية، أستاذ مشارك في كلية الطب والعلوم الصحية، واستشاري أول مخ وأعصاب أطفال في مستشفى جامعة السلطان قابوس فتقول "إن بناء الإنسان العماني هو أهم منجزات الخمسين عاما من النهضة المباركة التي أسس ركائزها الخالد فينا السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه"، مشيرة إلى أن بناء الإنسان نقل عُمان إلى مصاف الدول العصرية في مختلف مجالات الحياة، وأصبحت دولة ذات ثقل وصيت يشار لها بالبنان، وذات دور إقليمي وعالمي في إرساء أواصر السلام والسلم والإخاء بين الشعوب.
وتضيف "رحل باني نهضة عُمان الحديثة ولكن يبقى الأثر الخالد لهذا البناء أبد الدهر متجليًا في القيم والمبادئ التي يتحلى بها العماني الذي اكتسب احترام شعوب العالم ومحبتها. سيبقى الجميع على الوعد والعهد في إكمال المسيرة والحفاظ عل مكتسبات الوطن والرقي به في ظل القيادة الرشيدة والعهد الميمون لمولانا السلطان هيثم بن طارق أدامه الله وأبقاه".
بناء عصري بخطوات متسارعة
وذكر الدكتور عبدالله بن سالم الهنائي أستاذ مساعد بكلية التربية بأنه إذا ذكرت عُمان فمن المؤكد أن يذكر اسم السلطان الراحل معها عبر السنين اللاحقة، وسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه لأمور كثيرة لا تتسع هذه العجالة لسردها لكن يأتي في مقدمتها انه عند قدومه كان أهل عمان عزين فوحدهم من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب كما توحدت القبائل ومختلف التوجيهات تحت رايته وهنالك بدأ يبني البلاد بناء عصريا بخطوات متسارعة ثم بعد عقد ونصف من عهده العامر أنشأ جامعة السلطان قابوس مركز الشعاع العلمي والبحثي في البلد إلى أن أضحت هذه الجامعة الفتية تناطح وتزاحم كبريات وأمهات الجامعات العريقة على مستوى العالم وبعد ثلاثة عقود ونصف من إنشاء الجامعة تنسم الراية السلطان الهمام هيثم بن طارق-حفظه الله ورعاه- وهو خير خلف لخير سلف بحول الله في اهتمامه بالعلم وأهله ونشر التقدم العلمي والمهني والبحثي لأن العصر والمصور يتطلب ذلك.
بين حزن وفخر وترقب للمستقبل
وأشارت الدكتورة إيمان بنت سعيد الحسنية من قسم الإحصاء بكلية العلوم بأن العيد الوطني الخمسين المجيد لهذا العام يأتي بمشاعر مختلطة بين حزن وفخر وترقب للمستقبل، فرحيل باني نهضة عُمان المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد ترك أثرا كبيرا على أبناء السلطنة الغالية، فلم تفقد سلطانا بل فقد كل بيت على أرضنا الطيبة فردا، فسماع خبر رحيله كان ثقيلا على قلب عُمان ولكن ما تركه من إرث راسخ أبقاه حياً خالداً معظماً مضيفة في الصدد ذاته بأن السلطنة تواصل مسيرة النهضة المباركة في عهدها الجديد بقيادة السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه- وفق الرؤية المستقبلية لعُمان 2040، التي أمر ببلورتها السلطان الراحل-طيب الله ثراه- وأشرف على إعدادها السلطان هيثم –حفظه الله ورعاه-، وكلنا فخر بالنهج التشاركي الذي تبنته الرؤية لوضع ركائز التنمية الشاملة والمستدامة التي تضمن الاستقرار والتطور الإنساني والاجتماعي للمواطن العماني، فالعيد الخمسين لنهضة عمان يتضمن وصايا قابوس ورؤية هيثم وبهما نحتفل بمستقبل خلاق ومزهر لعُمان.
كلام الصور:
1- د. ماجدة بنت طالب الهنائية
2- د. نبهان بن حارث الحراصي
3- أد. صباح السليمان
4- د. عادل العجمي
5- د. آمنة الفطيسية
6- د. عبدالله الهنائي
7- د. إيمان الحسنية