بيونجيانج : الاسلحة النووية " خيار لامفر منه "

الحدث الأحد ١٧/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٠٥ ص
بيونجيانج : الاسلحة النووية " خيار لامفر منه "

سول – ش – وكالات

أعلنت كوريا الشمالية امس السبت أن تطويرها للاسلحة النووية هو "خيار لا مفر منه للدفاع عن النفس" ردا على ما وصفته بالتهديدات النووية الامريكية.
وتقول الدولة الشيوعية منذ فترة طويلة إنها يجب أن تدافع عن نفسها بأسلحة نووية في وجه غزو محتمل بقيادة أمريكية، مستشهدة بالتدريبات العسكرية السنوية الكورية الجنوبية والامريكية التي تجرى حاليا.
وتصر سول وواشنطن على أن التدريبات دفاعية محضة في طبيعتها .
وذكرت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية في تعليق باللغة الانجليزية "ان حصول كوريا الشمالية على أسلحة نووية لا يمثل تهديدا، لكنه خيار للدفاع عن الذات لا مفر منه لحماية البلاد والشعب من الكارثة النووية التي ستجلبها الولايات المتحدة".
وأضاف الوكالة "كلما زادت قوة الاسلحة النووية الكورية الشمالية على الضرب، كلمت زادت القوة على ردع العدوان، وان الحرب ستأتي".
وقالت الوكالة الكورية الشمالية "التهديد النووي والابتزاز الامريكيين والتدريبات العسكرية المشتركة، تمثل مصدرا لدفع الوضع في شبه الجزيرة الكورية الى شفا الحرب.".
وكانت كوريا الشمالية قد صعدت من تهديداتها وخطابها الغاضب في الاسابيع الاخيرة بعد أن تبنى مجلس الامن الدولي عقوبات صارمة لمعاقبة النظام الشيوعي بسبب التجربة النووية الرابعة التي أجراها في يناير وإطلاقه صاروخا طويل المدى في شباط/فبراير الماضيين.

ادانة دولية
من جانبه دان مجلس الامن الدولي بشدة في بيان صدر بإجماع اعضائه الخمسة عشر اطلاق كوريا الشمالية امس الاول الجمعة صاروخا بالستيا، مؤكدا ان هذه التجربة الصاروخية تمثل انتهاكا لقراراته حتى ولو انها فشلت.
ودعا المجلس في بيانه بيونج يانج الى الكف عن انتهاك قراراته التي تحظر على النظام الستاليني تطوير تكنولوجيا الصواريخ البالستية.
وقال المجلس انه على استعداد "لفرض اجراءات جديدة مهمة" ضد كوريا الشمالية، مؤكدا انه يتابع من كثب تصرفاتها.
واضاف البيان انه "على الرغم من ان عملية اطلاق الصاروخ البالستي" الكوري الشمالي "كانت فاشلة، فان هذه المحاولة تمثل انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الامن الدولي".
وردا على سؤال عن اخفاق التجربة، قال الناطق باسم الامم المتحدة فرحان حق "بالتأكيد نشعر بالقلق من المعلومات الاخيرة عن نشاطات تقوم بها الجمهورية الكورية الشعبية الديموقراطية".
واضاف "ندعو الجمهورية الكورية الشعبية الديموقراطية مجددا الى الامتناع" عن القيام بهذه التجارب.
وقامت القوات الاميركية والكورية الجنوبية برصد ومتابعة تجربة اطلاق الصاروخ.
وتحتفل بيونج يانج سنويا في 15 ابريل بذكرى ولادة مؤسسها بعروض عسكرية او اطلاق صواريخ. وهذا اليوم عطلة رسمية في البلاد.

وفشلت كوريا الشمالية امس الاول الجمعة في تجربة اطلاق صاروخ بالستي يرجح انه من طراز موسودان المتوسط المدى، وذلك بعد سلسلة من النجاحات التي اعلنت عنها في برنامجيها النووي والبالستي.
واعلن مسؤول في الاستخبارات الكورية الجنوبية ان الصاروخ اختفى من على شاشات الرادار بعد ثوان على اطلاقه، بينما اكدت وزارة الدفاع الاميركية انه انفجر في الجو.
ويأتي الإطلاق الفاشل في أعقاب إجراء بيونجيانج تجربتها النووية الرابعة في يناير كانون الثاني وإطلاقها لصاروخ بعيد المدى في فبراير شباط مما دفع الأمم المتحدة إلى فرض عقوبات جديدة عليها.
لكن بيونجيانج مضت قدما في برنامجها الصاروخي الذي يشرف عليه كيم في انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء إنه يبدو أن المحاولة كانت لإطلاق صاروخ موسودان الذي يبلغ مداه أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية أجرت محاولة لإطلاق صاروخ في وقت مبكر من صباح الجمعة لكن عملية الإطلاق فشلت فيما يبدو. لكن المسؤول لم يتمكن من تأكيد نوع الصاروخ.
وفي واشنطن قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)إن الجيش الأمريكي رصد وتابع عملية إطلاق الصاروخ التي جرت صباح الجمعة وأضاف البيان أن الصاروخ لم يشكل تهديدا لأمريكا الشمالية.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية "نجدد دعوتنا لكوريا الشمالية للامتناع عن التصرفات والمهاترات التي تزيد من تصعيد التوترات في المنطقة وأن تركز بدلا من ذلك على اتخاذ خطوات ملموسة نحو الوفاء بتعهداتها والتزاماتها الدولية."
وغضبت الصين من التجارب النووية والصاروخية لكوريا الشمالية وقال لو كانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية إن مجلس الأمن الدولي كان واضحا بشأن التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية.
وقال للصحفيين "الوضع الراهن في شبه الجزيرة معقد وحساس. نأمل أن تحترم كل الأطراف بشدة قرارات مجلس الأمن وأن تتفادى اتخاذ أي خطوات قد تزيد التوترات سوءا."
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي متوسط المدى على الرغم من فشله هو أحدث حلقة في سلسلة تهديدات بالحرب من جانب بيونجيانج.
وأضافت الوكالة قائلة في تعليق بالانجليزية "إطلاق جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (كوريا الشمالية) لصاروخ متوسط المدى يوم الجمعة -رغم فشله- هو أحدث حلقة في سلسلة تهديدات بالحرب إذا لم تتوقف فإنها لن تقود البلاد إلى أي نتيجة."
والصين أهم داعم اقتصادي ودبلوماسي لكوريا الشمالية لكنها غاضبة من إجراء بيونجيانج تجارب نووية واختبارات لإطلاق الصواريخ في تحد لعقوبات الأمم المتحدة التي أيدتها الصين أيضا.
ودأبت كوريا الشمالية على التهديد بتدمير جارتها الجنوبية والولايات المتحدة وكثيرا ما أطلقت صواريخ أثناء فترات التوتر في المنطقة أو عندما تتعرض لضغوط للتخلي عن برامجها لأسلحة الدمار الشامل.

تجربة جديدة نووية
في السياق نفسه قال مسؤولون كوريون جنوبيون وخبراء دوليون إن احتمال إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية خامسة ربما خلال أسابيع زاد بسبب فشلها في إطلاق صاروخ يوم الجمعة فيما مثل نكسة محرجة لزعيمها كيم جونج أون.
وتعقد كوريا الشمالية مؤتمرا لحزب العمال الكوري الحاكم في أوائل مايو أيار من المحتمل أن يعلن فيه كيم انجازاته في تعزيز كفاءة الأسلحة الكورية الشمالية. ويقول مسؤولون وخبراء كوريون جنوبيون إنه سيحرص على الذهاب إلى المؤتمر باستعراض للقوة وليس بتجربة فاشلة في إطلاق صاروخ.
وقال مسؤول كوري جنوبي كبير يشارك في سياسات الأمن الوطني التي تضم كوريا الشمالية إن"كوريا الشمالية قادرة على إجراء تجربة نووية إضافية في أي وقت إذا صدر قرار من كيم جونج أون."
وعندما سئل عما إذا كان الفشل في إطلاق صاروخ زاد من احتمال أن يأمر كيم بإجراء تجربة نووية فقال المسؤول إن من المحتمل أن "تقوم (كوريا الشمالية) باستفزازات إضافية."
وقال مايكل إيليمان وهو خبير صواريخ مقره الولايات المتحدة يعمل مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن من غير المحتمل إجراء تجربة صاروخية في أي وقت قريب.
وأضاف"في ضوء فشل هذه التجربة قد تختار كوريا الشمالية إجراء تجربة نووية أخرى."
وقال جون شيلينج وهو خبير طيران إنه لا يتوقع أن تحاول كوريا الشمالية إطلاق صاروخ آخر إلا بعد أن تعرف المشكلة. وأضاف"قد يستغرق هذا عدة أشهر كحد أدنى ومن المحتمل أطول من ذلك بكثير."