عدن – إبراهيم مجاهد
من المقرر أن تبدأ يوم غد الاثنين مفاوضات السلام في الكويت وسط تفاؤل حذر من طرفي المفاوضات التي يأمل اليمنيون أن تفضي إلى حل دائم لوقف الحرب الدائرة وإنهاء الصراع في اليمن.
ومن المقرر أن يتم بحث آليات تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، حيث يؤكد المسؤولين اليمنيين على أن المفاوضات ستتركز على الانسحاب من المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة. ومن المقرر أن يتوجه وفد الحكومة اليمنية اليوم إلى العاصمة الكويتية استعداداً لانطلاق المحادثات.
وفي هذا السياق قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن المشاورات المقبلة بين ممثلين عن الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي وصالح، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الصراع واستئناف حوار وطني جامع وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 وقرارات مجلس الأمن الأخرى ذات الصلة.
جاء ذلك خلال إلقاء ولد الشيخ كلمة خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساء يوم الجمعة لمناقشة الوضع في اليمن.
إجراءات أمنية انتقالية
وأضاف ولد الشيخ إن المحادثات ستركز «على إطار يمهد للعودة إلى انتقال سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني».
وأشار إلى أنه سيطلب من المشاركين في المشاورات «وضع خطة عملية لكل من النقاط التي سوف ننطلق منها وهي الاتفاق على اجراءات أمنية انتقالية، وانسحاب الميليشيات والمجموعات المسلحة؛ وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة؛ وإعادة مؤسسات الدولة واستئناف حوار سياسي جامع؛ وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين».
الخروقات والهدنة مستمرة
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد الخروقات للهدنة التي تتم في مختلف جبهات القتال، حيث تفيد إحصائيات غير دقيقة، أنه وحتى صباح يوم السبت فقد تجاوزت الخروقات أكثر من "280" خرقاً، في كل من تعز والجوف ونهم ومأرب والبيضاء وشبوة وميدي. وعلى الرغم من هذه الخروقات إلاً أن المسؤولين اليمنيين يؤكدون أنه رغم الخروقات التي ترتكبها قوات صالح ومسلحي الحوثي إلاً أن الهدنة لازالت صامدة.
صمود هذه الهدنة مع تزايد الخروقات من شأنه أن يقطع الطريق أمام آمال الكثير من اليمنيين بإمكانية تمديد مدة هذه الهدنة المحددة بعشرة أيام ستنتهي في اليوم الثاني لبدء مفاوضات السلام اليمنية في الكويت.
سلام قابل للاستدامة
من جانبه؛ قال مندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خالد اليماني إن الشعب اليمني يتطلع إلى مشاورات الكويت للتوصل إلى سلام قابل للاستدامة وتوافقات تعيد ألق مسيرة التغيير في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقررات مجلس الأمن ذات الصلة وأبرزها القرار 2216″.
ودعا اليماني المجتمع الدولي إلى تقديم كافة أشكال الدعم لجهود ولد الشيخ باعتبار أن المسار الذي تقوده الأمم المتحدة هو المسار الوحيد الذي الشرعية لوضوح أجندته ومرجعياته التي تتمثل في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن 2216.
وأشار اليماني إلى أن لجنة التهدئة والتنسيق التي باشرت عملها في الكويت منذ الثالث من ابريل الجاري مازالت تتلقى عشرات البلاغات حول استمرار جماعة الحوثي إعتداءاتها على مدينة تعز ومحاولاتها المستميتة لتركيع أهلها واستهداف المدنيين والمدن المأهولة بالسكان والمناطق السكنية بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية.
وأكد اليماني استمرار في محاولاتهم العبثية لفتح جبهات جديدة مما يؤكد جليا للمجتمع الدولي أنهم يرفضون الانتقال إلى مربع السلام ويعتقدون أن تمسكهم بالعنف قد يحقق لهم بعض المكاسب الواهية على طاولة المفاوضات. وأضاف اليماني: “كنا نتوقع من الحوثيين وصالح أن يُظهروا حسن النوايا قبل الذهاب الى جولة الكويت بأن يُفرجوا عن آلاف المعتقلين من أبناء شعبنا من السياسيين والعسكريين والمثقفين والصحفيين والناشطين الذين يتعرضون إلى كل صنوف التعذيب الجسدي والنفسي".
قواعد عسكرية دائمة
ميدانيا؛ كشف مصدر عسكري رفيع لـ "الشبيبة" أن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن لاستعادة الشرعية وإنهاء الصراع بين الأطراف اليمنية، اتفقت مع الحكومة اليمنية على أن جعل قاعدة العند العسكرية، الواقع بين محافظتي لحج وعدن جنوبي اليمن، قاعدة عسكرية دائمة لقوات التحالف العربي، موضحاً أن دول التحالف تقوم منذ تحرير محافظة عدن في يونيو الماضي بإعادة تأهيل وتجهيز قاعدة العند الاستراتيجية لجعلها قاعدة عسكرية دائمة لقوات التحالف العربي تنطلق منها عملياتها ضد أي تهديدات أمنية أو عسكرية تستهدف اليمن أو الدول المجاورة لها.
وأشار المصدر العسكري –الذي يعمل في أحد غرف العمليات المشتركة للتحالف و طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية الموضوع- أشار إلى أن دول التحالف العربي ستنشئ قاعدة عسكرية ثانية في إحدى المحافظات الشمالية لكن لم اختيار المحافظة التي سيتم فيها إنشاء القاعدة العسكرية. إلاً أنه ذكر أنها ستكون في شمال الشمال، مؤكداً في الوقت ذاته أن سلاح الطيران والقوات الجوية للجيش اليمني وقوات التحالف سيكون مقر معظم هذه القوة في قاعدة العند الاستراتيجية لما تمتلكه من مقومات وبنية تحتية أساسية لهذا الغرض، وسيتم تطويرها بحسب ما يواكب تطور سلاح القوات الجوية والطيران الحربي..
وفي هذا السياق قال العميد عادل الحالمي، مدير أمن محافظة لحج، إن محافظة لحج يوجد فيها قاعدة العند وهي من أكبر القواعد العسكرية في الشرق الأوسط وإن قاعدة العند مخولة بأن تتحول إلى قاعدة عربية إسلامية لمحاربة الإرهاب وتأمين باب المندب. جاء ذلك في سياق تصريحه لموقع "يافع نيوز" عن الحملة الأمنية والعسكرية التي نفذتها قوات من الجيش الوطني مسنودة بطائرات حربية وطائرات الآباتشي التابعة لقوات التحالف العربي، والتي تمكنت من خلالها قوات الجيش الوطني من السيطرة على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج ومدينة تبن، وتأمينهما من أي تواجد لمسلحي القاعدة وداعش.
طلب مساعدة أمريكية
من جانب آخر ذكرت وكالة رويترز أن الولايات المتحدة تدرس طلباً من دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم عسكري يساعد في شن هجوم جديد ضد تنظيم القاعدة باليمن.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم كشف هوياتهم إن الإمارات طلبت مساعدة الولايات المتحدة في عمليات إجلاء طبية وبحث وإنقاذ خلال القتال ضمن طلب أكبر بدعم جوي ومخابراتي ولوجيستي أمريكي.
ولم يتضح هل يشمل الطلب الإماراتي إرسال قوات أمريكية خاصة المحملة بأعباء في ظل الصراعات الدائرة في العراق وسوريا وأفغانستان.
وقد تتيح حملة عسكرية إماراتية تدعمها واشنطن لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرصة للمساعدة على توجيه ضربة جديدة للتنظيم الذي دبر في السابق مؤامرات لإسقاط طائرات أمريكية.
واستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في اليمن ليكتسب المزيد من القوة عن أي وقت مضى ويسيطر في الوقت الراهن على مساحات من الأراضي اليمنية. وقال المسؤولون الأمريكيون إن الإمارات تجهز لشن حملة على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لكنهم رفضوا الإدلاء بتفاصيل.
خطة لإعادة اللاجئين
وعلى الصعيد الإنساني؛ تكفلت دولة قطر بإعادة قرابة 170 عائلة يمنية لاجئة في جيبوتي الى اليمن في إطار خطة لاعادة جميع النازجين اليمنيين خلال الفتره القادمة .وقال رئيس اللجنة العليا للإغاثة وزير الإدارة المحلية اليمنية، عبد الرقيب فتح، في تصريجات صحفية إن " جميع اللاجئين عبروا عن رغبتهم في العودة إلى اليمن".
وأشار فتح إلى أن ترتيبات عودة اللاجئين اليمنيين، جاءت بدعم وتمويل من قبل مبادرة ترعاها سفارة قطر في جيبوتي. وأضاف فتح "إذا سارت الأمور وفق الترتيبات المتفق عليها، فإن الأسبوع المقبل سيشهد عودة أول مجموعة إلى منازلهم في اليمن، بعد أن تتم دراسة ملفاتهم من قبل الأجهزة الأمنية".
وأوضح فتح انه هناك مساعي للتنسيق مع السفارة القطرية، لتتواصل المبادرة حتى تشمل عودة جميع اللاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال.
من جهتها، قالت مبعوثة الأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية والإغاثية، الشيخة حصة آل ثاني، إن "الجمعيات الخيرية الخليجية تقوم بجهود متميزة في دعم مخيمات اللاجئين اليمنيين في جيبوتي"، لافتة إلى أن "أحوال اللاجئين متردية للغاية في ظل نقص الغذاء والدواء والأمور المتعلقة بالتعليم".
يذكر أن وفدا من لجنة حقوق الإنسان العربية "لجنة الميثاق" توجه منتصف الشهر الماضي إلى جيبوتي في أول زيارة للجنة إلى المخيم في إطار تفقد أوضاع اللاجئين اليمنيين والجهود الإنسانية التي تقدم لهم لتخفيف معاناتهم.