غزة - علاء المشهراوي
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مساعيه للتقليل من تداعيات تصريحات أحد ضباطه الكبار اعتبر فيها أن حرباً قريبة قد تندلع وأن قوة حماس تضاعفت، الأمر الذي أفزع المستوطنين وطلبوا تفسيراً لذلك. وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية النقاب عن قيام قائد المنطقة الجنوبية "إيال زامير" بلقاء قادة مستوطني الغلاف اليوم، وذلك في محاولة للتهدئة من روعهم والتقليل من أهمية تصريحات ضابط الجيش.
وفي ذات السياق بعث رئيس مجلس مستوطنات "شاعر هنيغيف" برسالة تهدئة هو الآخر لمستوطنيه قال فيها إن "الأوضاع على ما يرام وأنه يثق بأن أمنهم بأيدي أمينة". وتوالت ردود مستوطني الغلاف الغاضبة رداً على تصريحات الضابط التي وصفوها بمسلسل الرعب متهمين الجيش بالتواطؤ مع الحكومة للقيام بحملة رعب جديدة، لعجزهما عن إيجاد حل واقعي لمشكلة المواجهة مع القطاع.
وجاء على لسان أحد مستوطني الغلاف ويدعى "أرنون حازوني" وتعقيباً على تصريحات الضابط أن ما يجري عبارة عن مسلسل رعب موجه من إنتاج مكتب نتنياهو لإخافة السكان ليس أكثر. أما " أوري رتسون" فقد علق على تصريحات الضابط قائلاً " كفى تخويفاً، فلا يوجد لديهم طائرات أو دبابات أو سلاح ثقيل"، في حين رأى "دافيد كوهن" أن مسلسل التخويف بدأ من جديد وأن الجوقة ينقصها قيام عضو الكنيست ورئيس مجلس مستوطنات أشكول الأسبق حاييم يلين بالتصريح بضرورة القيام بشيء لأن أمن السكان مفقود.
وأعرب "شمعون جولان" عن سخريته من تصريحات الضابط عندما قال إن وحدة حماس الخاصة أصحبت تضم آلاف الجنود، قائلاً إن هذا الأمر لا يمكن تصديقه فكيف تكون وحدة خاصة بآلاف الجنود، على حد تعبيره. وشهد الأسبوع الحالي سيلاً من التصريحات المتضاربة لمسؤولين إسرائيليين، بشأن جاهزية حركة (حماس) في قطاع غزة لمواجهة مقبلة مع إسرائيل، و"نوايا الحركة" في هذا السياق ، كما طُرحت تساؤلات عما إذا كانت "حماس" لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار، وتثبيته على أرض الواقع مع "منع الفصائل والجهات الخارجة عن طوعها من التصعيد.
ودفع هذا القلق بجيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب صحيفة "هآرتس"، إلى نفي وجود توتر أمني على الحدود مع قطاع غزة. كما تمّ توضيح أن التدريبات الأمنية الجارية على الحدود هي عادية ومنتظمة منذ نهاية عدوان 2014.
وفي السياق، أبرزت "هآرتس" تصريحات ضابط وصفته بأنه رفيع المستوى، قال في حديثه مع المراسلين العسكريين، إن "حماس معنيّة باستكمال جهوزيتها لحرب محتملة، لكنها لا تسعى في المرحلة الراهنة إلى الخوض في تصعيد عسكري ضد إسرائيل. الحركة مشغولة حالياً بترميم قدراتها العسكرية لكن ليس لها أي مصلحة بتدهور الأوضاع في غزة بسبب الردع الإسرائيلي لها"، وإنّ القوة التي شكّلتها "حماس لردع حركات وفصائل أخرى عن إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل تعمل من أجل تحقيق ذلك، وهم يقومون باعتقال الجهات التي تطلق صواريخ باتجاه إسرائيل". انتهى