المسكري: فوزي بوسام "الشمس المشرقة" الياباني .. هو إشادة بالتعليم العماني

مزاج الأربعاء ١١/نوفمبر/٢٠٢٠ ١٩:٢٩ م
المسكري: فوزي بوسام "الشمس المشرقة" الياباني .. هو إشادة بالتعليم العماني


مسقط - خالد عرابي 

أكد سعادة سالم المسكري، الأمين العام السابق لمجلس التعليم العالي أن حصوله على وسام الشمس المشرقة "النجمة الذهبية والفضية" من جلالة الإمبراطور الياباني ناروهيتو مؤخرا لهو إشادة بمستوى التعليم العماني واعتراف بمستوى ما وصل إليه وذلك منذ فترة السعي لإقامة علاقات تعاون في المجال التعليمي بين البلدين منذ أواخر الثمانينات، كما أنه اعتراف بمستوى جودة وقوة وتقدم التعليم في السلطنة، فاليابان وكما هو معلوم من الدول المتقدمة في العديد من المجالات وأبرزها التعليم، وحينما تنشد التعاون مع السلطنة في مجال التعليم فهذا شيء إيجابي جدا واعتراف ياباني بمستوى ما وصلت إليه السلطنة في التعليم.

وأردف المسكري قائلا: أقول هذا وأنا أرى أن البعض قد ينظر إلى مستوى التعليم في السلطنة على أنه ربما ما زال يحتاج الكثير أو أنه غير متميز عالميا، ونسى هؤلاء أنه إذا كان مستوى التعليم العماني كذلك فكيف لدولة مثل اليابان وبمستوى تعليمها الذي نعرف مدى تقدمه تسعى ومنذ أواخر الثمانينات للتعاون مع السلطنة في التعليم، ولماذا أرسل اليابانيون أبناءهم ومنذ بداية التسعينات لإكمال دراسة درجات الماجستير والدكتوراة في جامعة السلطان قابوس وكذلك دراسة اللغة العربية.

وحصل سعادة سالم بن ناصر المسكري قبل أيام على وسام الشمس المشرقة "النجمة الذهبية والفضية" والذي منحه إياه جلالة الإمبراطور الياباني تقديرا لجهوده في تعزيز العلاقات الثنائية بين السلطنة واليابان في مجال التعليم.

وحول ما يمثله له هذا الوسام لسعادة الشيخ سالم المسكري قال: هذا الوسام لم يمنح لي لشخصي فقط وإنما منح للأسرة التعليمية والتربوية في السلطنة بصفة عامة، حيث أن طريقة المنح بأنه منح لرجالات التعليم وهذا يمثل اعتزاز لنا جميعا وللعلاقات بين البلدين لأن جلالة الامبراطور الياباني لديه ولحكومته اهتمامات بالقضايا التعليمية والتربوية في السلطنة، فالعلاقة ليست كلها سياسية أو تجارية أو اقتصادية وإنما التعليم يمثل حجر زاوية في اتجاهات اليابان البنائة بالنسبة لسلطنة عمان.

أوجه التعاون بين البلدين

وعن أوجه التعاون بين السلطنة واليابان في التعليم قال المسكري: في الحقيقية أوجه التعاون كثيرة وبدأت مبكرا منذ الثمانينات، وعندما كنت أمين عام مجلس جامعة السلطان قابوس، وأراد اليابانيون أن يختاروا جهة ما يركزوا على التعاون معها ورأو أن جامعة السلطان قابوس ناشئة في ذاك الوقت وأنها قد تعطيهم الفرصة التي ينشدونها وبالفعل بدأوا يجسوا النبض بالجامعة والجميل في هذه السياسات أنهم بدأوا بالتساؤلات مع صغار الموظفين في الجامعة -إذا جاز لي استخدام هذا التعبير- وتدروجوا حتى أخبرت بأن هناك إتجاه لدى اليابان لتعزيز التعاون في المجال التعليمي والبحثي الجامعي والأكاديمي فبدأنا معهم في العام 1990م تقريبا في تعزيز هذا التعاون وبدأنا أولا في مجال التبادل الطلابي وجاءوا طلاب من اليابان لدراسة اللغة العربية وإكمال تعليمهم في درجة الماجستير والدكتوراة ونحن في المقابل أرسلنا لهم مجموعة، ولا أنسى أن وزارة التجارة والصناعة العمانية في ذاك الوقت أرسلت موظفين للحصول على دورات تأهيلية في الإدارة والاطلاع على الأنشطة الصناعية والأعمال في اليابان ومعرفة الأمور وسر تقدم هذه الدولة وبالطبع تدريجيا ازداد التعاون بين البلدين وبدأت الجامعة عندنا ترسل مجموعة طلاب للدراسات اللجامعية والماجستير والدكتورة.

وأكد المسكري على أن هذه التوجه المبكر لمثل هذا التعاون قد قد بدأه وخط نهجه ومنذ فترة مبكرة المغفور له بإذن الله تعالي السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- فهو من بدأ التعاون مع دول الشرق وذلك بإرسال مبعوثين من السلطنة إلى تلك الدول ومنها اليابان والصين وغيرهما وذلك من خلال ديوان البلاط السلطاني للاطلاع على تلك الدول وتجاربها وعاداتها و تقاليدها ودراسة لغاتها وذلك حتى يدعمهم في عملهم بالديوان وخاصة المراسم، وعلى سبيل المثال كان من هؤلاء الذي أرسلوا من قبل المراسم إلى اليابان في وقت مبكر اي في الثمانينيات ودرسوا فيها الشيخ صالح بن منصور العامري وكان بالديوان وحصل على درجة الماجستير من اليابان هو يجيد اللغة اليابانية بطلاقة وكان لهذا البعثات المبكرة الدور الكبير في هذا الفكر ولذا فنحن اهتدينا بهذا الهدي وهذا الفكر وسرنا على نهجة ولذا فبنجرد أن عرض التعاون بيننا طبقنا هذا التعاون المبكر مع اليابان وغيرها من الدول الأخرى. وأكد سعادته أن ذلك أتى ثماره ومن ذلك مؤخرا فعندنا متحدثين باللغة اليابانية وعندنا عدد من الطلاب العمانيين النابهين الذين يقدمون بحوث علمية وأذكر منهم الدكتورة فاطمة الحبسية التي كانت في مختبر جامعة كيوتو وفازوا بجائزة نوبل قبل سنتين وهذا من ثمار التعاون أيضا وغيرها الكثير.

ثمار هذا التعاون 

وأشار الشيخ سالم المسكري إلى أنه من النتائج الطيبة ومن ثمار هذا التعاون المبكر بين السلطنة واليابان كمثال أن هذا التعاون انعكس إيجابا على الطرفين ومنه على سبيل المثال أن الطلاب الذين جاءوا من اليابان ودرسوا في جامعة السلطان قابوس لدرجة الماجستير والدكتوراة تم ذلك بإشراف ثنائي عليهم أي من جامعتهم في اليابان ومن جامعة السلطان قابوس وهذا أدى إلى اطلاع دائم ومستمر على كل ما يتم من تطور أو تغيير في نظم التعليم هناك كما منح اليابانيين فرصة الاطلاع على نظام التعليم العماني.

وأكد الشيخ سالم المسكري قائلا: بأن اليابان بالنسبة للسلطنة دولة شقيقة وليست مجرد صديقة فهي أقرب من الصديقة وأن العلاقات بين البلدين طيبة جدا، فاليابان قيادة كإمبراطور وحكومة واليابان قريبة جدا من عمان، والسلطنة تكن كل الود لليابان، وهي التي تقف معنا في كثير من الأمور ولنا أن نعرف أن ميناء صحار ممول كاملا من اليابان وبقرض يسير جدا، وهناك تبادل زيارات في إطار دبلوماسي وعلاقات دولية متميزة يضرب بها المثل عالميا، وهناك ود متبادل وتقارب فكري وعقلي بين العمانيين واليابانيين، وحتى لا ننسى زواج المغفور له بإذن الله تعالى السلطان تيمور من اليابان في العام 1935 وتبادل الزيارات والسفن العمانية بين البلدين قبل مائة عام وهذا ما يعتد به اليابانيون كثيرا في العلاقات ما بين البلدين.. وأشار إلى إصرار الطلاب العمانيين الذين سافروا للدراسة في اليابان على تعلم اللغة اليابانية وذلك على سبيل المثال تجد طلاب درسوا البكالويوس أو الماجستير ويجيدون اليابانية بطلاقة وحتى عندنا أساتذة في جامعات يابانية.