صناعة المحتوى الإعلامي

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٨/نوفمبر/٢٠٢٠ ٠٧:٥٧ ص
صناعة المحتوى الإعلامي

مسقط - الشبيبة

بقلم: علي المطاعني 

عند الحديث عن الإدارة الإعلامية في السلطنة ، فإننا نتحدث عن واقع وممارسات إعلامية غير سليمة في العمل الإعلامي وتبعث برسائل غير إيجابية في خضم الأزمات الراهنة وتعكس قدرا من التشاؤم لايستهان به يعتمل في نفوس الناس والمستثمرين على وجه الخصوص ،عليه فإن إنتقاء الرسائل الإعلامية بدقة متناهية أمر حتمي وجدير بالإهتمام لإيصال رسالة لتحقيق هدف بعينه يُعد من أهم أولويات الإعلاميين وموجهي الرأي العام ، ولا يتعين التهاون في هذا الشأن بالغ الأهمية.

فهناك أمثلة كثيرة لمثل هذه الهفوات في الفترة الفائتة خلفت سحبا من غبار حجبت الرؤية وأظهرت تعاطيا حكوميا غير مكتمل الأركان إزاء التناغم مع الأزمة المالية ، وبعث برسائل غير إيجابية سوف تمتد آثارها لسنوات قادمة وبدون إتاحة أي فرصة للمتلقين لمعالجة الوضع أو حتى المساهمة في إبداء الرأي وإقتراح الحلول .

فمؤسساتنا تفتقر لعنصر إدارة المحتوى بنحو محترف ويملك القدرة على تجنب أي إحتمال لسؤ الفهم ، وهي النقطة التي يتورط فيها عادة معدي البيانات الإعلامية الذين يفتقر بعضهم للحاسة السادسة التي تؤهلهم مع غيرها لإدراك إنعكاسات مايكتبونه .

ما يحدث يكبد الجهات والشركات الكثير من الجهد لإعادة البريق القديم للصورة الذهنية والعلامة التجارية لها ، كل ذلك كان من الممكن تلافيه ببساطة عبر صياغة محتوى رصين يوضح للرأي العام وللناس ما يحدث بالضبط .

هنا يظهر الفرق بين الإعلاميين المتمرسين وأصحاب الخبرات التراكمية والذين ينظرون للهدف البعيد المراد أصابته في مقتل فيصوبون نحوه بغير خطأ ، ذلك أن الأخطاء في هذا المجال غير قابلة للتبرير لسبب وأحد وبسيط هو أن عواقبها فادحة بكل المقاييس ويصعب تعويضها أو سد ثغراتها في وقت قريب .

كما أن تبعاتها تتجاوز الإعلان الإداري أو الإطار القانوني للإعلان عن تبعات كثيرة تبدو مخيفة في مجملها ، لذلك لابد وأن تؤخذ هكذا توجهات وخطوات بالحرص والدقة والإنتباه مع تخيل مسبق للتبعات ولردود الأفعال ، فالمسألة تتجاوز حدود البلاد الجغرافية وصولا لسمعة السلطنة ومكانتها على الخارطة الإستثمارية العالمية وتلامس قدراتها على إستقطاب الإستثمار والمستثمرين .

إن المتابع لبعض بيانات الدولة سيجد أن هناك ملاحظات إعلامية ينبغي وضع خط باللون الأحمر تحتها ، وكان من الممكن تلافيها لو تم الإلتزام بما أشرنا إليه وبنحو يعكس صورة إيجابية تسر الناظرين للدولة بمجالسها وهيئاتها ومستوياتها ، ويعيد البريق خاطفا لهيبتها على كافة المستويات المحلية والدولية.

بالطبع محاولات الإجتهاد الإعلامي من بعض غير المحترفين يمكن قبولها في إطار التدريب والصقل وإعداد الكوادر لتحمل المسؤوليات المستقبلية ، ولكن ذلك يجب أن يجري تحت الإشراف المباشر من المتخصصين والمحترفين حتى يشتد عودهم مع مرور الأيام وتوالي السنين ، تلك هي سنة الحياة وسر الوجود .

نأمل بصدق أن نعيد صياغة التوجهات الإعلامية والعلاقات بين الأطراف وصناعة محتوى ورسائل إعلامية أكثر رصانة ورزانة وتحقق الأهداف المرتجاة منها بأقصر الطرق وأقل عدد ممكن من الكلمات ، فخير الكلام أبدا هو ماقل ودل.