برنامج "درس على الهواء" .. وسيلة أساسية للتعليم في ظل جائحة كورونا

بلادنا السبت ٠٧/نوفمبر/٢٠٢٠ ١١:٥٤ ص
برنامج "درس على الهواء" .. وسيلة أساسية للتعليم في ظل جائحة كورونا

مسقط - الشبيبة

تحديد قناة عُمان مباشر للصف 12 وقناة عُمان الثقافية للصفوف (4 ،9 ،10 ،11).

إعداد فريق مكون من 4 معلمين من ذوي الخبرة والكفاءة لكل مادة دراسية.

سيكون البرنامج مرجعا للطالب يسهل العودة إليه عبر شاشة التلفاز أو قناة الوزارة في موقع اليوتيوب

جاء العام الدراسي 2020/2021م مختلفا عما سبقه؛ نتيجة لما فرضته جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) من تبعات ألقت بظلالها على مختلف القطاعات ومن أهمها قطاع التعليم، مما دفع السلطنة إلى تبني التعليم المدمج مع التركيز على التعليم عن بعد بديلاً عن التعليم التقليدي؛ حفاظا على سلامة الطلبة وصحتهم.

 وقد حرص المعنيون في وزارة التربية والتعليم منذ وقت سابق على توفير أكثر من طريقة يتلقى من خلالها الطلبة تعليمهم خلال هذه الفترة، سواء من خلال الحضور المباشر للمدرسة لطلبة الصف الثاني عشر، والتعليم عن بعد عبر المنصات الإلكترونية التعليمية التي أعدتها الوزارة للمراحل الدراسية الأخرى، هذا إلى جانب تفعيل القنوات التلفزيونية كإحدى الوسائل التعليمية،لبث الدروس التعليمية لعدد من المواد الأساسية من خلال برنامج (درس على الهواء)عبر قناة عُمان مباشر، وقناة عُمان الثقافية.

تسخير كافة الإمكانيات

وعن الجهود المبذولة لبث برنامج ( درس على الهواء) قال أحمد بن سالم السلماني،رئيس قسم التنسيق للبرنامج اليومي بقناة عُمان الثقافية بوزارة الإعلام:منذ الاتفاق على بث البرنامج للصفوف من (9-11)، ومادة اللغة العربية للصف الرابع حسب الخطة التي وضعت من قبل المعنيين بوزارة التربية والتعليم، استعدت مختلف الطواقم الفنية في تلفزيون سلطنة عُمان لتجهيز الإمكانيات الفنية والبشرية واللوجستية المطلوبة للبث عبر قناة عُمان الثقافية، وعبر مختلف التطبيقات والنوافذ الإلكترونية التي تديرها وزارة الإعلام، حيث تم تخصيص استديو عالي التقنية مزود بكل الإمكانات عالية الجودة، ووضعت جداول خاصة بتنسيق المحتوى والدورة البرامجية وجدول البث اليومي المباشر والإعادات المجدولة من الأحد إلى الخميس بساعات بث محجوزة من الساعة الثانية ظهرا إلى السادسة والنصف مساء للمباشر، ومن التاسعة صباحا إلى الواحدة ظهرا للإعادة، مع التنويع في الفواصل والمواد التلفزيونية المصاحبة للبث لتناسب المحتوى وتواقيت الاستراحة للمعلمين والطلبة المتابعين والجمهور المتلقي بمختلف شرائحه، ولقد تم تسخير كافة الإمكانيات لمواصلة البث إلى انتهاء الحاجة لهذا الإجراء باذن الله.

في حين تحدث حسين بن سالم العلوي،مخرج برامج تعليمية بدائرة الإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم: لقد تم الإستعداد بفترة كافية قبل انطلاق برنامج (درس على الهواء) بجهود بذلت بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم،ووزارة الإعلام؛ليكون البرنامج خلال هذا العام منصة مكملة للمنصة التعليمية الإلكترونية،ودرسا إثرائيا للطالب يقرب له المادة العلمية ويعينه على فهم المنهاج،وتميز برنامج (درس على الهواء) لهذا العام بأن حلقاته اعتمدت على المعلم فقط بدون وجود مذيع يدير الحلقة ؛بهدف الاستفادة من وقت الحصة التلفزيونية بأكبر قدر ممكن لتقديم المعلومات للطالب،ولهذا حرص طاقم العمل على شرح وتوضيح بعض المفاهيم والأساليب للمعلم حول كيفية إدارة وتقديم البرنامج بصورة أقرب للحصة الدراسية عن البرنامج التلفزيوني.

تفعيل القنوات التلفزيونية

وحول أهمية هذا البرنامج في رفد الطالب بالمعارف والمعلومات جنبا إلى جنب مع الوسائل التعليمية الأخرى، حدثنا سلطان بن سيف الحسني مشرف أول مادة الجغرافيا بدائرة الإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم قائلا: لقد تم وضع خطة برنامج درس على الهواء لهذا العام الدراسي وفق الظروف الحالية لتأثيرات جائحة كورونا (كوفيد 19)،والتي فرضت على العالم أجمع التحول من التعليم التقليدي للتعليم عن بعد، وبالتالي السعي لإيجاد وسائل لتقديم المعلومة للطالب بديلا عن التعليم المباشر، فإلى جانب المنصات الإلكترونية حرص المعنيون بدائرة الإشراف التربوي بالتعاون مع دائرة الإعلام التربوي بالوزارة على تفعيل دور القنوات التلفزيونية في العملية التعليمية،وذلك بما يتوافق مع الخطة الدراسية المعتمدة،وتم تخصيص قناة عُمان مباشر للصف (الثاني عشر)، لأهمية هذه المرحلة بالنسبة للطالب،ولوجود تقويم مركزي خاص بهذا الصف وبالتالي كان لزاما التركيز على تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات الخاصة بالمواد الدراسية لهذه المرحلة، أما قناة عُمان الثقافية فتم تحديدها للصفوف (الرابع،والتاسع،والعاشر،والحادي عشر)،بمعدل أربع ساعات يوميا لكل قناة.

المواد الدراسية

وحول المواد الدراسية التي تتضمنها خطة البرنامج لهذا العام،أوضح سلطان بن سيف الحسني: في الصف الرابع تم التركيز على مادة اللغة العربية؛ وذلك لإعداد الطلبة للدراسة الدولية بيرلز (PIRLS)، أما بالنسبة للصف التاسع فقد تم التركيز على مواد العلوم لكون منهج مواد العلوم (الفيزياء والكيمياء والأحياء) يتم تفريعها لمنهج سلاسل الأعداد (كامبريدج) والذي يعد منهجا جديدا ويحتاج إلى إثرائه والتركيز عليه، إلى جانب مواد: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات.

أما الصف العاشر فيتضمن مواد: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم، في حين تم التركيز في الصف الحادي عشر على نفس المواد التي سبق ذكرها في الصف العاشر إلى جانب مادة اللغة الإنجليزية (مهارات).

معلمين ذوي كفاءة

وأوضح صابر بن سعيد الفاخري،مشرف أول مادة الفيزياء بدائرة الإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم آلية اختيار المعلمين المشاركين في البرنامج قائلا: لقد تم التواصل مع المشرفين الأوائل بالمديريات التعليمية بالمحافظات، وطلب منهم ترشيح معلمين من ذوي الكفاءة والخبرة والتمكن من المادة العلمية لمختلف المراحل التعليمية، وتم عمل فريق مكون من أربعة معلمين لكل مادة دراسية.

نافذة تفاعل

وعن الأهداف المؤمل تحقيقها من برنامج (درس على الهواء)،أضاف صابر بن سعيد الفاخري: سيتم بث البرنامج على مدار عام دراسي كامل لخدمة مسار العملية التعليمية باعتباره أحد الأدوات التعليمية الأساسية التي تم اعتمادها خلال هذا العام، ومن خلاله يسعى المعلمون إلى إكساب الطلبة المعارف والمهارات والقيم المتضمنة بالمناهج الدراسية، وتدريبهم على التعامل مع المادة العلمية والإجابة عن استفساراتهم، وبالتالي تقديم مصدرا آخر للمعلومة في حال تعذر على الطالب فهم أو الحصول على المعلومة من خلال المنصة التعليمية الإلكترونية، فيصبح البرنامج نافذة تفاعل جديدة بين المعلم والطالب.

وسيلة أساسية

وحول أهمية تقديم الدروس على مدار العام الدراسي من خلال برنامج (درس على الهواء) ودور ذلك في تقديم المعارف والمعلومات للطالب، أشارت أصيلة بنت ربيع الفزارية المعلمة الأولى لمادة الجغرافيا بتعليمية محافظة شمال الباطنة قائلة: تعد فكرة درس على الهواء في هذا العام ممتازة، حيث تقف على مختلف جزئيات المادة الدراسية مع الطالب منذ بداية العام الدراسي، وهذا يسهل على الطالب المتابعة مع المعلم والمراجعة بشكل دوري، كما يمكن للطالب الرجوع لهذه الحلقات في أي وقت يشاء عن طريق قناة الوزارة في اليوتيوب، ومن خلال مشاركتي في تقديم الدروس لهذا العام سأعتمد استراتيجية تحليل محتوى المادة على شكل أسئلة يجاب عليها بطريقة نموذجية، مع توظيف نماذج أسئلة الاختبارات السابقة المرتبطة بموضوع الدرس وتدريب الطلبة على آلية الإجابة عنها.

من جهته قال سعيد بن حمد المحروقي معلّم مادة اللغة العربيّة بتعليمية محافظة الدّاخليّة: أعتبر (درس على الهواء) وسيلة أساسية للطالب خلال هذا العام لأنه البديل لما قد يعاني منه الطالب وولي الأمر من مشاكل التّقانة وشبكات الإنترنت والأجهزة الحاسوبيّة، وأجد أن الطالب العُماني لديه الاستعداد والرّغبة لتلقى التعليم عبر هذه التقنيات، وهو قادر على مواكبة العصر الحديث والتعامل مع هذه المستجدات بكل سهولة ويسر بشرط أن يتحلى بالصبر والمثابرة.

حلقة التكامل

وأشار هلال بن سالم السعيدي،معلم أول لمادة الفيزياء بتعليمية محافظة الباطنة شمال:سيكون برنامج (درس على الهواء) أحد الركائز التي سوف يعتمد عليها الطلبة خلال الفترة القادمة وهو جزء لا يتجزء من المنظومة التعليمية،وسيكون حلقة التكامل مع التعلم عن بعد عبر المنصة الإلكترونية والتعلم المدمج ،والبرنامج يقوم بشرح الدروس بطريقة شيقة وتقديم عروض تطبيقية للدروس واستقبال الاستفسارات من الطلاب بصورة مستمرة على مدار العام الدراسي.

ترسيخ المعلومات

أما بدرية بنت ناصر الرواحية المعلمة الأولى لمادة اللغة العربية بتعليمية محافظة الداخلية، فتحدثت قائلة: مما لا شك فيه أن دور المعلم لا تعوضه الوسائط بمختلف أنواعها إلا أن الظروف الحالية فرضت نوعا جديدا من التعليم، ومنها بث الدروس عبر برنامج (درس على الهواء) والذي يسهم في تهيئة الطالب للدرس لا سيما وأن البرنامج يأتي قبل شرح المعلم للدرس، وبالتالي يصبح الطالب حاضراً بحيث تترسخ المعلومات في الذهن بصورة أفضل كونها تمر عبر قنوات مختلفة، وسأحرص على توظيف البرامج والتطبيقات التفاعلية التي استفدت منها في التدريب الإلكتروني على المنصة التعليمية.

مرجع للطالب

وأوضح ماجد بن سعيد الفارسي معلم مادة اللغة العربية من تعليمية محافظة مسقط: لقد تخوف ولي الأمر كثيرا من مصطلح (التعليم عن بعد) باعتباره طريقة جديدة لم يعتد عليها في التعليم، ومن هنا جاءت فكرة بث دروس المناهج الدراسية عبر برنامج (درس على الهواء)؛ لتعزيز تعلم الطلبة، وتغطية جميع جزئيات المنهج، حيث تصبح هذه الحلقات مرجعاً للطالب في أي وقت يريد الاطلاع عليها سواء عبر التلفاز أو على قناة الوزارة في اليوتيوب، وبالتالي يكون لديه منهجا متكاملا متنوع المصادر، وأجد بأن هذه الطريقة في التعليم ستنقلنا إلى الأمام-بإذن الله-مع أهمية التأكيد على تكاتف وتعاون الجميع بما يضمن بناء جيل مواكب لمتطلبات العصر الحديث.

تطبيقات تعليمية تفاعلية

وعن أهم الإستراتيجيات التي يعتمد عليها المعلم أثناء شرح الدرس عبر البرنامج، أشار قيس بن ناصر الشبيبي المعلم الأول لمادة الرياضيات بتعليمية محافظة جنوب الباطنة أن برنامج (درس على الهواء) يعد مصدرا إثرائيا لطلبة المدارس، وسيحرص على الاعتماد على الألعاب التعليمية عند تقديم شروحات المادة من خلال عدة تطبيقات تعليمية تفاعلية منها (برنامج wordwall )، وبرنامج المسابقات الشهيرة (Quizizz) مع إمكانية تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي مثل التويتر من خلال طرح بعض الأسئلة والواجبات البسيطة عبر هاشتاج البرنامج.

فرصة سانحة

وأكد بدر بن حمد العدوي،معلم مادة اللغة الإنجليزية بتعليمية محافظة جنوب الباطنة على أهمية الاستفادة من هذا الظرف الاستثنائي للتعليم بقوله :على مدى سنوات طوال ساهم برنامج (درس على الهواء) بشكل فاعل في التواصل مع الطلاب بشكل مباشر عند وجود ما يصعب عليهم فهمه، وفي ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم من المهم بمكان أن يستخدم المعلم أساليب التقانة الحديثة التي سهلت شرح الدروس بطريقة محببة ومرحة، والتي تحتوي في كثير منها على برامج التفاعل المباشر بين المعلم والطالب والتي بدورها خففت حالة الخوف التي أصابت الطلبة، وأولياء الأمور جرّاء فكرة عدم الذهاب للمدرسة، وهذا الظرف الاستثنائي فرصة سانحة ومؤاتية للتحول إلى العالم الرقمي لتصبح عمان كما أراد لها جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وكما يريد لها أيضا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.

جوانب ايجابية

وحول جوانب استفادة الطلبة من بث الدروس عبر برنامج (درس على الهواء) قالت الطالبة إرم بنت حمد القاسمية من مدرسة حيل العوامر للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة مسقط: من أهم الجوانب الايجابية أن يُتاح للطالب مشاهدة الدرس أكثر من مرة، وفي أي مكان وزمان، دون الخوف من عدم وضوح صوت المعلم بسبب ضعف شبكة الإنترنت، بجانب إكتساب مهارات ومعارف متنوعة.

من جهته قال الطالب محمد بن ناصر السعيدي من مدرسة عبدالله بن أنس للتعليم الأساسي (5-12) بتعليمية محافظة شمال الباطنة: الحصول على المعلومات بشكل واضح من خلال تقديم شرح مرئي وتقديم المساعدة لنا لحل أسئلة اختبارات سابقة، وبهذه الطريقة يتمكن الطالب من فهم الدروس التي لم يفهمها في المنصة التعليمية ويأخذ عليها تدريبات وأنشطة أخرى بأكثر من وسيلة، وأرجو من المعلمين التركيز على المسائل الرياضية في مادة الرياضيات البحتة والفيزياء والدروس التي يجد المعلم أنها ضرورية للطالب في مادة الكيمياء بجانب التركيز على القواعد النحوية في اللغة العربية والإنجليزية،والتمهل أثناء تقديم الشرح حتى يتسنى للطالب المتابعة مع المعلم.