في غرب ضلكوت: مكتب حفظ البيئة يؤكد وجود النمر العربي

بلادنا الأحد ٠١/نوفمبر/٢٠٢٠ ١٤:٢٣ م
في غرب ضلكوت: مكتب حفظ البيئة يؤكد وجود النمر العربي

مسقط - الشبيبة

**الدكتور هادي الحكماني -مدير دائرة الشؤون البيئية بصلالة-: مسوحاتنا الشاملة في ولاية ضلكوت هدفت إلى التحقق من وجود النمر العربي فيها ، ورصد وتوثيق الثديات البرية الأخرى التي تعيش في المنطقة.

     كشفت دراسة بيئية حديثة نفذها مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ممثلا في دائرة الشؤون البيئية بصلالة خلال العام الجاري ٢٠٢٠ عن تسجيل علمي جديد يؤكد وجود النمر العربي في المنطقة الواقعة غرب ولاية ضلكوت بمحافظة ظفار. حيث نفذ المكتب في السابق بعض الدراسات الميدانية في المنطقة إلا أنها لم تسجل أي دلالات لوجود النمر العربي غرب الولاية على الرغم من إفادة الأهالي بوجود هذا الحيوان النادر. كما أظهرت نتائج الدراسة الجديدة رصد وتوثيق أنواع أخرى من الثديات البرية النادرة.

     وتعليقا على هذه الدراسة أفاد الدكتور هادي بن مسلم الحكماني مدير دائرة الشؤون البيئية بمكتب حفظ البيئة بصلالة : بأن منطقة الدراسة البيئية تقع ضمن نطاق انتشار النمر العربي في جبال محافظة ظفار ، وقد أجريت فيها بعض الدراسات والمسوحات الميدانية المتقطعة في السابق إلا أن هذه الدراسات المبدئية لم توثق دلالات لوجود النمر على الرغم من توفر الموائل الطبيعية كالفرائس والتضاريس الجبلية المهمة لحركة النمور.

حيث قام الباحثون بدائرة الشؤون البيئية بمكتب حفظ البيئة بمحافظة ظفار هذه السنة على عمل دراسة بيئية جديدة ومسوحات ميدانية علمية ومنهجية شاملة في عدد من المناطق الجبلية الواقعة غرب ولاية ضلكوت للتحقق من وجود النمر العربي وتوثيق الثدييات البرية الأخرى التي تعيش في المنطقة.

      وحول الوسائل المستخدمة في الدراسة أضاف الحكماني : نظرا لوعورة المنطقة وصعوبتها والنظام المعيشي للنمر العربي وغيرها من الحيوانات البرية فقد استخدم الباحثون البيئيون عددا من الوسائل والتقنيات الحديثة التي أثبتت فاعليتها في دراسة الأنواع النادرة والتي من الصعب دراستها بطرق مباشرة أبرزها الكاميرات الفخية ، ومسوحات للآثار ، بالإضافة إلى جمع عينات من روث المفترسات وذلك لعمل التحاليل الجينية المستقبلية لمعرفة مصدر هذه العينات.

     وأشار الحكماني إلى آليات العمل المتبعة قائلا : سعينا جاهدين لاجراء الدراسة بطريقة علمية شاملة حيث قمنا بتقسيم المنطقة التي خصصت لتنفيذ الدراسة فيها غرب ولاية ضلكوت إلى حوالي ٦٠ مربع (مساحة كل مربع ١ كم مربع). عقب ذلك توصلنا إلى معرفة أهم مسارات الحيوانات البرية حيث تم تركيب فيها ما يقارب ١٧ كاميرا فخية لمدة حوالي ٨٠ يوما بعدها تم تجميع تلك الكاميرات وفرز البيانات التي احتوتها وتحليلها.

     وفيما يختص بنتائج الدراسة قال الحكماني : كشفت نتائج الدراسة البيئية الجديدة عن اثبات وجود النمر العربي غرب ولاية ضلكوت بمحافظة ظفار فقد تم تأكيد رصده في موقعين مختلفين. وتعتبر هذه الدراسة أول توثيق علمي متخصص لهذا النوع النادر بالمنطقة. كما كشفت لنا الدراسة عن وجود ثمانية أنواع من الثدييات البرية التي تقطن المنطقة وهي حسب مؤشرات الكثافة النسبية لها كالاتي : الذئب العربي ، والشيهم ، والرباح ، والوشق ، والضبع المخطط ، وغرير العسل ، والنمس ، والوبر الصخري.

وأكد الحكماني : أن هذه الأنواع التي تم توثيقها لها أدوار مهمة في منظومتها البيئية وهي تمثل ما لا يقل عن ١٧% من الثدييات البرية الأرضية المسجلة في السلطنة. وتشير هذه النتائج إلى التنوع الأحيائي في منطقة الدراسة وأهميتها البيئية خاصة مع احتضانها لعدد من الثديات البرية التي تعتبر مهددة أو معرضة للانقراض وفقا لتصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة وبالتالي يدفعنا الأمر إلى بذل جهود كبيرة في حماية المنطقة وتشديد الرقابة البيئية فيها من أجل صون التنوع الايكولوجي بها.

     الجدير بالذكر أن النمر العربي سلالة نادرة من النمور التي تستوطن الجزيرة العربية وقد صنفه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة على أنه مهدد بالانقراض بالمستوى الحرج. وفي السلطنة يوجد هذا الحيوان النادر في محافظة ظفار حيث أكدت الدراسات الميدانية التي نفذها ديوان البلاط السلطاني ممثلا في مكاب حفظ البيئة خلال ما يقارب ٢٣ عاما وجود النمر العربي على امتداد جبال المحافظة من نيابة حاسك في الشرق وصولا إلى ولاية ضلكوت في الغرب ، بالإضافة إلى رصده في السنوات الأخيرة في بعض المناطق النجدية شمال جبال ظفار. وتبذل السلطنة ممثلة في ديوان البلاط السلطاني جهود كبيرة ومتواصلة لحماية النمر العربي والمحافظة عليه من الانقراض فقد ساهمت هذه الجهود الحثيثة في استقرار أعداده والحفاظ على ديمومة موائله الطبيعية في المحافظة. كما يوجه مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني الشكر والثناء إلى كل المتعاونين في مشروع صون النمر العربي ويخص بذلك المجتمع المحلي بظفار على ما قدموه ويقدمونه من عطاءات ساهمت وتساهم مع الجهات ذات العلاقة في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي بكل المشاريع البيئية القائمة في محافظة ظفار.