من هم الأوفر حظاً بخلافة بان كي مون؟

الحدث السبت ١٦/أبريل/٢٠١٦ ١٦:٤٢ م
من هم الأوفر حظاً بخلافة بان كي مون؟

انتهت جلسات استماع عامة تجرى للمرة الأولى على الإطلاق للمرشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة بعد 18 ساعة من الأسئلة والأجوبة على مدار ثلاثة أيام مع تسعة مرشحين متنافسين.

وتعد جلسات الاستماع خطوة مهمة للسماح بتدقيق علني على الأمين العام المقبل للأمم المتحدة وذلك بعد أن كان المنصب يتم حسمه من خلال مفاوضات واتفاقات سرية بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن خلال الأعوام السبعين الفائتة. وأجاب المرشحون التسعة، ومن بينهم رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو جوتيريس ورئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك، اللذان يعتبران الأوفر حظاً، عن أسئلة من الدول الأعضاء للأمم المتحدة خلال جلسات استماع استغرقت ساعتين. وقال الدنماركي موجنس ليكيتوفت، الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ترأس جلسات الاستماع إنه انبهر بالشفافية الجديدة بالرغم من التشكيك من جانب بعض الدول الأعضاء حول مدى تأثير الجلسات العامة على النتيجة.
ومن المتوقع أن يجري مجلس الأمن استطلاعات رأي اعتباراً من يوليو ويوصي بأحد المرشحين للمنصب للجمعية العام بحلول نهاية سبتمبر. وسيتولى الأمين العام المقبل مهام منصبه في أول يناير بعد انتهاء الولاية الثانية على التوالي للأمين العام الحالي بان كي مون.

هيلين كلارك

هي رئيسة الوزراء النيوزلندية السابقة، إذ ترأست حكومة وسط اليسار في نيوزيلندا، لثلاث ولايات متتالية من 1999 حتى 2008، كما أنها المديرة العامة لبرنامج الأمم المتحدة.
حصلت كلارك على البكالوريوس بمرتبة الشرف، ومن ثم درجة الدكتوراة. وكان موضوع أطروحتها هو التمثيل السياسي الريفي العام 1974، وبالتالي خلال دراستها الجامعية أخذت توجهاتها وآراؤها السياسية بالظهور، فانتقدت نظام التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا خلال نضال الأفارقة ضد نظام الفصل العنصري.
العام 1986، مُنحت هيلين جائزةَ السلامِ من مؤسسة السلام الدنماركية، على مُجمل عملها في دعم نزع السلاح. تولت مسؤولية حقائب وزارية عدة، من بينها الدفاع والإســـكان والعمل والصحة، بداية من العام 1987.
زارت المرشحة الأممية هيلين كلارك ورئيسة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الكيان الصهيوني في فبراير 2014؛ في محاولة لتوطيد العلاقات بين الطرفين، خاصة بعد أن كانت قد جمدت كرئيسة وزراء نيوزيلندا العلاقات بين بلادها مع الكيان الصهيوني في العام 2004، وقتها كانت كلارك ثالث أعلى مسؤول رفيع في التسلسل الهرمي للأمم المتحدة. وأصدرت وزارة خارجية الاحتلال الصهيوني بيانًا قالت فيه إن الزيارة تمثل “خطوة إضافية في تعزيز العلاقة بين إسرائيل والأمم المتحدة، وإن إسرائيل تُعَدُّ شريكًا هامًّا للأمم المتحدة في تنفيذ سياستها الرامية إلى القضاء على الفقر والتنمية وخلق فرص العمل”.
مقاطعة كلارك للكيان الصهيوني لم تكن من أجل القضية الفلسطينية ، فإعلانها تجميد العلاقات بين بلادها والكيان الصهيوني جاء في أعقاب إلقاء القبض على إسرائيليين حاولا الحصول على جوازات سفر نيوزيلندية عن طريق الاحتيال، وأدينا بالسجن فترات متفاوتة، وتم تغريمهما 100 ألف دولار، قبل ترحيلهما إلى إسرائيل، إضافة لاحتجاز الحكومة النيوزيلندية اثنين من عملاء وكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، وهو الأمر الذي لم تعترف به إسرائيل علنًا قط، وأكدت حينها كلارك أنه سيتم تجـــــديدها، بعد أن تصــــدر اســـرائيل اعتذارًا والتزامًا بأن أعمالًا مماثلة لن تحدث في المستقبل. وفي العام 2005 أرسل وزير الخارجية آنذاك سيلفان شالوم رسالة اعتذار، معربًا عن “أسفه للأنشطة التي أســــفرت عن اعتقال وإدانة اثنين من المواطنين الإسرائيليين في نيوزيلندا بتهم جنائية ”والاعتذار“ لإشراك المواطنين الإسرائيليين في مثل هذه الأنشطة “.

أنطونيو جوتيرس

مُرشح البرتغال. وقد شغل سابقًا منصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين لفترتين حتى العام الفائت، عمل خلالهما على أزمة اللجـــوء في منطــقة الشرق الأوســــط. ومن بين المناصـــب التي شـــغلها الستيني جوتيريس، رئاسة الوزراء سابقًا، من العام 1990 إلى 2002، واعتبرت البرتغال حينها أن مسيرته السياسية، وخبرته الــدولية، تؤهــله كمرشح مثالي للمنصب، إلى جانب أنه عضـــو في نادي مدريد الإسباني.
بدأت حياته السياسية العام 1974، عندما انضم إلى الحزب الاشتراكي، حتى بات واحدًا من قادة الحزب، بيد أنه في أواخر العام 2001، استقال من الحزب بعد نتيجة كارثية له في الانتخابات.
العام 2005 انتخب لمنصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى أنه شعر بالفخر وقتها كونه يرأس واحدة من أكبر المنظمات الإنسانية في العالم، مع أكثر من تسعة آلاف موظف، يعملون في 123 دولة، لتوفير الحماية والمساعدة لأكثر من 46 مليون لاجئ، وكذا العائدين والنازحين داخليًا، وعديمي الجنسية.
غالبًا ما يركز رئيس الوزراء السابق للبرتغال، أنطونيو جوتيريس، والمرشح لتولي منصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، على أنه في حال فوزه بالمنصب سوف يتعاون مع مصر بشكل وثيق؛ من أجل العمل على حل المشكلات المأساوية في المنطقة؛ ما يبرز اهتمامه بالمنطقة العربية عمومًا، كما أن جوتيريس، الذي كان قد شغل منصب المفوض السامي طوال السنوات العشر الفائتة، وجه انتقادات لاذعة لدونالد ترامب، المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية؛ بسبب اقتراحه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، إضافة إلى حكام عدد من الولايات الأمريكية والقادة الأوروبيين، وأوضح أن اللاجئين ضحايا الإرهاب، مشيرًا إلى دراسة أجرتها الأمم المتحدة أظهرت أن حوالي نصف السوريين الذين يلجؤون إلى الخارج تلقوا تعليمًا جامعيًّا.
وفي تصريح يبدي فيه جوتيرس تعاطفًا مع المسلمين قال في معرض هجومه على ترامب وبعض حكام الولايات الأمريكية وزعماء أوروبيين “أولئك الذين يرفضون اللاجئين السوريين، وخصوصًا إذا كانوا مسلمين، هم أفضل حلفاء للدعاية والتجنيد للجماعات المتطرفة”.