كشفت قيادة الاحتلال «الإسرائيلي» في المنطقة الجنوبية، عن إعدادها لخطة قتالية شاملة وحاسمة لخوض معركة محتملة في قطاع غزة في حال تصعيد الأوضاع جنوب الأراضي المحتلة.
ووفقاً لموقع إذاعة «صوت إسرائيل» فإن الخطة التي أعدتها قيادة المنطقة الجنوبية للاحتلال الإسرائيلي تهدف لضرب «حماس» عسكرياً وحسم المعركة. وأوضح المصدر، أن الخطة تعتمد على عدة عناصر من بينها حشد القوات بسرعة والقيام بقصف مكثف على أهداف بغزة وتعزيز الحماية للقرى «الإسرائيلية» القريبة من القطاع».
وبحسب المصدر فإن الخطة تشمل العمليات الدفاعية وإخلاء القرى «الإسرائيلية» المحاذية للسياج الحدودي الفاصل، مشيراً إلى أنه جرى وضع الخطة بعد تنسيق مع هيئة الاستخبارات وقوات الجو والبحرية.
كما أفاد الموقع أن قوات الجيش تجري في الأشهر الأخيرة تدريبات عسكرية تتمشى مع مقومات تلك الخطة.
إلى ذلك كشف ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بعض الخطط العسكرية للمواجهة القادمة في قطاع غزة ورسم صورة تشبه في جزء من مزاياها الفترة التي سبقت الحرب العام 2014 على القطاع، وبحسبها فإن حماس تدفع نحو التصعيد لإخراج عمليات في الضفة الغربية، دون أن تكون معنية بمواجهات مباشرة مع إسرائيل في قطاع غزة، وذلك في محاولة لمواصلة استغلال الموارد لبناء قواتها وتعزيزها من جديد.
وأضاف الضابط الإسرائيلي: «حماس تشتبه بنا، إلى حد كبير، بأن نقوم بالمبادرة لعمليات هجومية فجائية ضدها، لذلك فإن التخوف من وجود حسابات خاطئة قائم، ومستوى الحساسية لديهم من تصريحاتنا مرتفع جدا ، وهي لاحظت ما يجري في الضفة الغربية وترى بذلك فرصة استراتيجية حتى أيضا لو كان الثمن مخاطرة لتصعيد الأوضاع في غزة».
وبحسب الضابط فإن «حماس أقامت قوة للحفاظ على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتمنع العمليات ضد إسرائيل».
ووفق الضابط ففي الأماكن التي نفذت فيها عمليات إطلاق قذائف فإن حركة حماس تعمل بسرعة على اعتقال مطلقي القذائف ومنذ الحرب الأخيرة أطلق من قطاع غزة 35 قذيفة من قبل عناصر متشددة سقط معظمها بمناطق مفتوحة.
كما قال: «التقديرات المشتركة للجيش الإسرائيلي وللهيئات الأمنية الأخرى تهتم حركة حماس بنقل الرسائل إلينا بأنها تعمل ضد شن عمليات ضدنا، وأنها غير معنية بالإضرار بمصالحها من خلال تسخين المنطقة، وذلك لأن الحركة تعمل على ترميم قدراتها وترميم القطاع».
تقديرات
وتشير التقديرات حسب التقرير إلى تعاظم قوة حماس وذلك من خلال استثمار الحركة في تدريبات النخبة، وهي الوحدة الخاصة التي ستقوم بعمليات نوعية مثل العمليات الاستراتيجية. وقامت حماس بتوسيع قوات النخبة وزادت من عدد قوات الوحدة ووصلت اليوم إلى نحو 5000 مقاتل من بين 20 ألف عنصر يخدمون في الذراع العسكري للحركة.
وبحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية فإن حماس تقوم بالاستثمار بوسائل قتالية متطورة وبتدريبات خاصة لقوات الكوماندو البحري، وذلك كجزء من العبر التي استخلصتها من عملية «زيكيم» خلال الجرف الصامد، وضاعفت حماس عدد مقاتلي الوحدة ، وذلك بالإضافة إلى الاستثمار في تطوير طائرات بدون طيار بتمويل إيراني. وفقا للتقرير الإسرائيلي.
أما بخصوص الصواريخ والقذائف -يزعم التقرير- بأن حركة حماس تعاني من نقص كبير في المواد الخام وخاصة بسبب إغلاق معظم أنفاق التهريب من رفح على يد الجيش المصري.
وتناول الضابط الكبير ثلاثة عوامل من شأنها أن تدفع باتجاه استئناف الحرب في الجنوب: سوء تفاهم مع أحد الأطراف بسبب عملية محددة أو تصريح محدد، ديناميكية التصعيد على ضوء أحداث في الضفة والشعور باليأس من الحصار بهدف التخلص منه. وبالمقابل، صادقت قيادة الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة على خطة للحرب في قطاع غزة والتي وضعت في مقر القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي.
وشرح الضابط الإسرائيلي: «لدينا خطة لحسم القتال ضد الذراع العسكري لحماس بحسب معايير مختلفة جرى تحديدها»، وبحسب الضابط: «كل فرقة عسكرية ستقاتل، في طريقها نحو الهدف الذي حدد لها، ستقتل أكبر عدد من نشطاء حماس وستضرب أكبر عدد ممكن من البنى التحتية للحركة. النية تتجه نحو إنهاء المعركة القادمة في وضع تكون به حماس قد عادت سنوات كثيرة إلى الخلف. الخطة الإسرائيلية تستند إلى إسناد مسؤولية الدفاع القوي عن محيط القطاع إلى كتيبة غزة من خلال إبعاد تجمعات القوات العسكرية عن تهديدات القذائف قصيرة المدى».
هجوم
وأضاف الضابط الإسرائيلي أنه «سيتم إنجاز الحسم من خلال الهجوم وليس الدفاع، وكي نبادر ولا ننجر للرد، لن ننجر وراء خطوات العدو. يجب أن نمتلك عنصر المفاجئة وبقوة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك فإن القوة النارية من الجو ستكون جدية أكثر وناجعة أكثر، الخطة ستسمح بخيارات مختلفة ابتداء بضربة رادعة وحتى احتلال كامل لكل قطاع غزة. الخطة من الممكن أن تتطور لاتجاهات متطرفة جدا وأن تقود لضربات موجعة للجهاز العسكري لحركة حماس».
وتتضمن الاستعدادات لدى قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الاستكمالات التي أجريت في الفترة الأخيرة بمواضيع مختلفة من بينها استدعاء قادة الألوية والمناطق في الجيش للتعلم حول كيفية حسم المعركة مع حماس. وبحسب الضابط: «تم إعداد كتاب حول الفرقة العسكرية التي ستواجهها كل كتيبة عسكرية في قطاع غزة، بما في ذلك كل التفاصيل والمزايا التي تخص كل فرقة».
صيف ساخن
ويتوقع اللواء احتياط جلعاد «صيفاً ساخناً» مشيراً بهذا إلى الحرب المتوقعة وقال: «سيكون الصيف ساخناً وستكون درجة الحرارة مرتفعة... ما زال ردعنا فعالاً جداً، لكن قد لا تهاجمنا حماس خوفاً على نفسها». وقال مصدر عسكري إسرائيلي كبير إنه جرت ومنذ أكتوبر الفائت حوالي عشر محاولات اختطاف بدون نجاح. وأكد أن 72% من العمليات التي نفذت في الضفة الغربية كانت موجهة ضد جنود، وأن الجيش الإسرائيلي هدم أو أغلق 13 منزلاً لمنفذين وذلك من مجموع مئات من المنفذين.
وحدّدوا في فرقة «يهودا والسامرة» المناطق التي فضل المنفذون القيام بالعمليات فيها منذ بدء الهبة الحالية: الخليل، مفترق طرق غوش عتصيون في لواء بيت لحم، منطقة تفوح، نابلس، دوار ارئيل، شعار بنيامين ومنطقة رام الله.
ورغم تصريحات السياسيين فقد أعيدت معظم جثامين الشهداء إلى أهاليهم، وتحتجز إسرائيل اليوم ثلاثة جثامين لمنفذين قاموا بعملياتهم مؤخراً. ويوصون في الجيش المستوى السياسي بإعادة الجثامين في الأوقات وإلى الأماكن المناسبة وذلك «لأنه ليست جميع الضفة الغربية ذات معايير موحدة».
وعرض الضابط موقفاً واضحاً حيال هدم المنازل واعتبر هذا الإجراء فعالاً.
وكشف موقفه هذا عن وجود خلافات بالآراء في الجيش حيال هذا الموضوع، لاسيما وأن الإدارة المدنية تتبنى موقفاً يؤكد بأن هدم المنازل لا يساعد في وقف العمليات.
وفي القدس المحتلة أدان مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر حملة الاعتقالات الإسرائيلية التي طالت إعداد كبيرة من المقدسيين والإجراءات الإسرائيلية لمنع المصلين من دخول الأقصى خاصة كبار السن في إجراء غير مسبوق منذ العام 67.