شهدت منطقة وسط القاهرة أمس الجمعة تكثيفًا للإجراءات الأمنية؛ تحسبًا للتظاهرات التي دعا نشطاء وقوى سياسية فضلاً عن جماعة الإخوان أمس الجمعة، تحت شعار «جمعة الأرض»؛ رفضًا لإعلان مجلس الوزراء أنَّ جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان.
وبحسب ما أورده موقع النيل للأخبار أمس فقد كثَّفت الأجهزة الأمنية من إجراءاتها بمحيط ميادين وسط القاهرة، حيث تمركزت مدرعتان وسيارة نجدة بأحد الميادين وسيارتا نقل جنود، وثلاث سيارات شرطة بالقرب من ميدان التحرير الذي انطلقت منه شرارة ثورة 25 يناير 2011 ضد الرئيس المصري الأسبق حسنى مبارك، بالإضافة إلى ثلاث مدرعات شرطة وسيارتي نقل جنود بالقرب من مقر الجامعة العربية بالميدان.
وتمركز عددٌ من مجموعات التدخل السريع ببعض ميادين العاصمة، مع تسيير دوريات أمنية متحركة من قطاع الأمن المركزي، والإدارة العامة لمباحث القاهرة، وضباط الأقسام؛ لملاحظة الحالة الأمنية على مدار الساعة.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أصدرت الخميس بيانًا أعربت فيه عن تقديرها واحترامها الكامل لحقوق المواطنين في حرية التعبير عن الرأي، مشيرةً إلى توافر معلومات مؤكدة لدى الأجهزة الأمنية بإطلاق جماعة الإخوان دعوات تحريضية منظمة وتوزيع نشرات تدعو لتنظيم مسيرات تستهدف إثارة الفوضى ببعض الشوارع والميادين، واستثمارها في خلق حالة من الصدام بين المواطنين وأجهزة الأمن، حسبما جاء في البيان.
وأهابت «الداخلية» بالمواطنين عدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة، محذِّرةً من أي محاولات للخروج على الشرعية، مؤكِّدةً أنَّها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية الحاسمة حفاظًا على حالة الأمن والاستقرار؛ انطلاقًا من مسؤوليتها في الحفاظ على أمن الوطن.
وحذرت وزارة الداخلية المواطنين من «أي محاولات للخروج على الشرعية» و»عدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة».
كان نشطاء ومعارضون قد أطلقوا دعوات للاحتجاج أمس الجمعة على اتفاقية أبرمت الأسبوع الفائت بين مصر والسعودية أقرت مصر بموجبها بملكية الأخيرة لجزيرتي تيران وصنافير وهو ما أثار جدلاً شعبياً وإعلامياً بين مؤيد ومعارض.
ميدانياً نشبت اشتباكات بين المتظاهرين المحتشدين بميدان مصطفى محمود، وقوات الشرطة، عقب صلاة الجمعة، للتنديد بقرار ترسيم الحدود وتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين عقب قيامهم بترديد هتافات مناهضة، وقطع الطريق، ورشق القوات بالحجارة.
وسادت حالة من الكر والفر بين الجانبين، فيما حاول المتظاهرون الاختباء بالشوارع الجانبية عقب سماع دوي إطلاق نار.
كما تمكنت قوات الأمن، من فض مسيرة انطلقت من مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، بقنايل الغاز المسيل للدموع، استجابة لدعوة النزول للتظاهر تحت شعار «جمعة الأرض هي العرض».