مسقط - العمانية
لقد كان للإستجابة المجتمعية لمرض كوفيد19 في السلطنة والتي تجسدت في التزام الأفراد والمؤسسات بالإجراءات الوقائية المتخذة للحد من انتشار كوفيد-19 بالغ الأثر في التقليل من الآثار الناجمة عن الجائحة، الأمر الذي برز جليا من خلال تناقص عدد الحالات وبؤر التفشي المسجلة وما ترافق مع هذا من انخفاض نسبة المراضة والتنويم خصوصا في وحدات العناية المركزة وكذلك انخفاض نسبة الوفيات.
وقد أضحى المسح الوطني الاستقصائي المصلي لعدوى مرض فيروس كوفيد-19منذ انطلاقته في شهر يوليو 2020 إحدى الركائز الأساسية التي تدعم الاستراتيجية الوطنية للتصدي لجائحة كوفيد-19 من خلال الأهداف التي يقوم عليها المسح والتي تتلخص في تقييم مدى انتشار عدوى كوفيد-19 حسب الفئات العمرية، ورصد الحالات غير المشخصة مخبريا، و تقدير مستوى العدوى في مختلف الولايات في السلطنة وكذلك نسبة العدوى فيمن لم تظهر عليهم أعراض، وتقييم آثار إغلاق المناطق على انتشار الوباء.
ولقد جاءت نتائج المرحلة الأولى للمسح الوطني متوائمة والأهداف المرجوة منه ، حيث أظهرت النتائج أن معدل الإنتشار العام للمرض في السلطنة بلغ ما نسبته 6% بواقع 3.9% في العمانيين و 8.7% لغير العمانيين، و بناء على هذه النتائج فان الدراسة في هذه المرحلة تشير الى ان عدد الإصابات في السلطنة تقدر ب 276685 إصابة (بين من ظهرت عليهم الاعراض و من لم تظهر عليهم) .
هذا وقد حققت محافظتي مسقط والوسطى أعلى معدل انتشار للمرض بنسبة بلغت 9.2% لكل منهما بينما جاءت نتائج بقية المحافظات كالتالي : محافظة البريمي (7.3%)، محافظة شمال الباطنة (5.7%) ، محافظة جنوب الباطنة (5.6%)، محافظة شمال الشرقية(3.6%) ، محافظة الداخلية (3.2%)، محافظة ظفار (2.6%)، محافظة جنوب الشرقية (2.3%)، محافظة الظاهرة (1.9%)، محافظة مسندم (0.9%).
وعلى الرغم من أهمية حصيلة المعلومات التي تم الحصول عليها من عينات المرحلة الأولى إلا أنه ينبغي التنويه على ان مرحلية المسح وما سيتمخض عنه من نتائج في المراحل القادمة هي الأهم، وهنا ينبغي التشديد على ضرورة الاستمرار في الإقبال على المشاركة من قبل المواطنين والمقيمين في عملية المسح . كما يجب التنويه بأن النتائج النهائية للمسح ستنصب في خدمة الفرد والمجتمع ، كما ان مشاركة الأفراد تلعب دورا مفصليا في تسيير عملية المسح وإنجازها كما هو مخطط لها، ولا يتأتى ذلك إلا بتظافر جهود الجميع تفعيلا للمسؤلية الفردية والمجتمعية خدمة للوطن.