نعم.. لمهرجان مسقط

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٣/يناير/٢٠١٦ ٠١:٢٠ ص

أختلف في نقاط عدة مع بلدية مسقط، وأنتقدتها مرة بعد مرة، ولها من الإخفاقات ما نلحظه متفشيا في مؤسسات حكومية عدة، وهي تعاني آلام بيروقراطية الأداء وتراجع مستويات التخطيط، والشواهد حولنا نراها حتى في البنايات التي تتراص مع بعضها البعض دون أن يكون بها حيز لمواقف سيارات، وسكانها بمتوسط عائلة في كل شقة، وفي كل دور عدة شقق.

لكني أقف معها فيما يخص مهرجان مسقط، وأعتبر نفسي أحد مناصريه منذ انطلاقته قبل سنوات طوال، ومن باب حرية الرأي أحترم جدا من يقف ضده، وقد عبروا عن رؤيتهم، ولذلك لي رأيي هنا..

المهرجان أبرز فعالية ترفيهية في البلاد، وأكبرها مشاركة وحضورا.. ونعاني في السلطنة من غياب فعاليات ترفيهية تجذب إليها المواطنين والزوار، وتحقق الفرجة للعائلات، وتقدم تراث البلاد، وثقافات بلدان أخرى..
الفرجة والترفيه اللذان لا تصنعهما المجمعات التجارية.. وبهوية عمانية استطاع مهرجان مسقط أن يحققها، وظني أن عين السخط «تبدي المساويا»، فهذه الفعالية تستقطب عشرات الآلاف يوميا، وما ينفق عليه لا يعد كبيرا مقابل أهداف أخرى ليست بالضرورة جميعها تسير بحسب كشف الفواتير.

وبكل بساطة فإن مهرجان مسقط لا يعني بلدية مسقط فقط، بل قرار دولة يستحق مواطنها الترفيه من أقصى بقعة إلى آخر بقعة على ترابها.

نعم لمهرجان مسقط، كحدث سياحي سنوي ينال كل ذلك الاهتمام اليومي لمتابعة فعالياته، والتي أغلبها تراثي.. لكن هل مستواه كما نأمل؟ وهل هو بحاجة إلى تطوير يحرك البضاعة الكاسدة في سوقه السنوي؟

نقول «نعم» بصوت مبحوح يتكرر سنويا، ولأن بلدية مسقط ترى أن المهرجان ملكية خاصة بها فلن يتحقق التطوير، ولو أنها رمت الكرة في ملعب المجلس البلدي، والفعاليات التي تطالب بتطويره.. أو برأسه، وقالت لهم هاتوا ما لديكم من أفكار للتطوير، باعتباركم شركاء لا متلقين، ولا متفرجين.. لكان الفعل الوطني أجمل، حيث لا انفراد، وما يرشح إلى العامّة من معلومات يعطي الفرصة للبناء عليها سلبا في أكثر الأحايين.

هناك من يزن الفوائد وفق أرقام المصاريف، ولا يرى الصورة الشاملة حيث إن لغة أرقام زوار المهرجان، من داخل السلطنة وخارجها، دالة على حضور كبير للفعالية في الشأن السياحي المحلي، وما نريده التفكير خارج الصندوق التقليدي، أن يتحول إلى مهرجان تعيشه عمان فعلا، تتنفسه حتى المحلات التجارية، بعيدا عن الأفكار المكررة عاما بعد عام.

نريد مهرجانا عصريا لا يتناسخ كل سنة، ولذلك فإن المطالبة بالإلغاء خطأ، والبقاء على ذات النمطية خطأ أكبر.
وسيبدأ المهرجان.. والتجهيزات متأخرة، كأنما اكتشفت البلدية فجأة أن الوقت أزف.. وبوغتت في التوقيت.. الذي اختارته بقناعتها.