سول – – وكالات
ذكر تقرير إخباري أمس الاثنين أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، شجع الباحثين في مجال برنامج القنبلة الذرية في البلاد، على العمل من أجل تحقيق «المزيد من النجاحات» في مشروع الأسلحة النووية. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أمس الاثنين أن كيم أشاد بالعلماء والفنيين والعاملين، لمساهمتهم فيما زعمت كوريا الشمالية أنها أول تجربة ناجحة تقوم بها لقنبلة هيدروجينية.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأن فريق العمل قام بتحية كيم بحماس، ووقف معهم الزعيم الكوري الشمالي لالتقاط صورة جماعية. وكان الاختبار الذي تم يوم الأربعاء الفائت، تسبب في حالة من الغضب سادت جميع أنحاء العالم، رغم أن زعم النظام الكوري الشمالي بأنه أجرى تجربة لقنبلة هيدروجينية قوبل بالتشكك في الخارج.
وقال خبراء إن التحليلات الأولية للهزات، تشير إلى اختبار قنبلة ذرية عادية، وليس اختبار قنبلة هيدروجينية والتي تكون هزاته أقوى من ذلك بكثير.
حالة التأهب
من جانبها أعلنت حالة التأهب القصوى في صفوف القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية أمس الاثنين تحسبا لأي استفزاز من كوريا الشمالية في أعقاب التجربة النووية التي أجرتها الأسبوع الفائت. وقال مسؤول في قيادة الأمم المتحدة قيادة القوات المشتركة والقوات الأمريكية في كوريا إن كيرتس سكاباروتى قائد هذه القوات أصدر هذا الأمر خلال زيارة لقاعدة أوسان الجوية التي تديرها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشكل مشترك.
وبحثت الولايات المتحدة وحليفتها كوريا الشمالية أمس الاثنين إرسال المزيد من الأسلحة الأمريكية الاستراتيجية لشبه الجزيرة الكورية بعد يوم من تحليق طائرة أمريكية قاذفة من طراز بي-52 فوق أراضي كوريا الجنوبية ردا على التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية الأسبوع الفائت. وقالت كوريا الشمالية إنها أطلقت قنبلة هيدروجينية يوم الأربعاء الفائت في رابع اختبار نووي لها منذ 2006 الأمر الذي أثار غضب الصين حليفتها الأساسية وكذلك الولايات المتحدة التي قالت إنها تشك في أن الجهاز الذي تم تفجيره كان قنبلة هيدروجينية.
وفي استعراض للقوة ودعما لحلفائها في المنطقة أرسلت الولايات المتحدة أمس الأول الأحد طائرة قاذفة من طراز بي-52 التي تملك قدرات نووية وكانت متمركزة في جوام في رحلة فوق كوريا الجنوبية.
وقالت صحيفة رودونج سينمون الكورية الشمالية الناطقة باسم حزب العمال الحاكم إن الولايات المتحدة تدفع الموقف إلى شفا حرب. وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن الولايات المتحدة قد ترسل إلى كوريا الجنوبية قاذفات من طراز بي-2 وغواصات تعمل بالطاقة النووية والمقاتلات الشبح إف- 22.
ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تقديم أي تفاصيل.
وقال كيم مين-سيوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية امس الاثنين إن »الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تجريان بشكل متواصل وعن كثب مباحثات بشأن إرسال مزيد من العتاد الاستراتيجي».
ودعت الصين كل الأطراف لتفادي تأجيج التوتر. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونج لي ردا على سؤال بشأن رحلة القاذفة الأمريكية بي-52 «حماية السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا يصب في مصلحة كل الأطراف». وتابع قوله «نأمل أن تستطيع كل الأطراف الحفاظ على ضبط النفس والتحرك بحرص وتفادي تأجيج التوتر بشكل متلاحق».
رصد الإشعاع
كما كلفت الحكومة الصينية أكثر من 500 شخص برصد الإشعاع على مدار الساعة على طول حدودها مع كوريا الشمالية بعد أن أجرت بيونجيانج الأسبوع الفائت رابع تجربة نووية لها إلا أنهم لم يرصدوا حتى الآن أي شيء غير طبيعي.
وأغضبت تجربة كوريا الشمالية يوم الأربعاء الفائت كلا من الولايات المتحدة والصين التي لم يجر إخطارها مسبقا رغم أن الحكومة الأمريكية وخبراء أسلحة يشككون في مزاعم كوريا الشمالية بأنها اختبرت قنبلة هيدروجينية.
وقالت وزارة البيئة الصينية في بيان أمس الاثنين إن أكثر من 500 شخص يشاركون في رصد الإشعاع وبينهم نحو 350 شخصا على طول الحدود ذاتها إضافة إلى 37 محطة رصد ثابتة و14 محطة متحركة.
وعرضت صورا على موقعها على الإنترنت لمركبة رصد إشعاع تتحرك على طريق تغطيه الثلوج على الحدود ومسؤول يقف وسط الثلوج وينظر إلى إحدى المعدات الفنية. لكن الوزارة «استبعدت أساسا» بالفعل احتمال أن يكون للتجربة أي أثر إشعاعي على الصين مضيفا أنه لم يجر رصد أي شيء غير عادي.
وتختبر الوزارة عينات من الهواء والتربة والثلوج وستستمر في اختباراتها وستبقى على آلية الرد الطارئ الحالية.
دعاية مضادة
وذكرت مصادر كورية جنوبية امس الاثنين، أن كوريا الشمالية نشرت مكبرات صوت على طول الحدود بين الكوريتين كإجراء مضاد للبث الذي بدأت سول في بثه كرد فعل على التجربة النووية لبيونج يانج. وأوردت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية على نسختها الإنجليزية أنه ردا على التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية يوم الأربعاء الفائت، استأنف الجنوب حملة البث المناهض لبيونج يانج يوم الجمعة، مشيرة إلى أنه شكل من أشكال الحرب النفسية التي تكرهها الدولة الشيوعية، حيث يتم حظر المعلومات الخارجية بإحكام بها.
وقال مصدر حكومي في سول أن «كوريا الشمالية قامت في البداية بتشغيل مكبرات الصوت الخاصة بها في موقعين ثم قامت بتوسيع أماكنها الآن لعدة مواقع». مضيفا أنه «في الواقع، يبدو أن البث المضاد للجنوب يأتي من كل مكان كان الجنوب يبث قبالته». وتبث كوريا الجنوبية دعايتها المناهضة للشمال حاليا عبر 11 نقطة على طول الحدود المتوترة.
وأضاف المصدر أن البث الكوري الشمالي غير مسموع بوضوح في الجانب الكوري الجنوبي من الحدود، ولكن في الغالب هذه الدعاية تعمل كجزء من الرسائل الدعاية الداخلية والموسيقى التي تروج للزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون.. وأنه لوحظ أن البث يحتوى أيضا على رسائل انتقادات للرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه.
وقال مصدر حكومى آخر، «نحن لسنا متأكدين من ما إذا كان ضعف الصوت نتيجة لانخفاض الطاقة الكهربائية أو هو ناتج عن أداء مكبرات الصوت، ولكن الصوت ضعيف جدا». وتستمر الحملة عبر مكبرات الصوت الكورية الجنوبية لليوم الرابع، فيما لم يظهر الجانب الشمالى أى علامات على العمل العسكرى ردا على البث.. فى الوقت الذى رفع فيه الجيش الكورى الجنوبى مستوى التأهب فى مناطق البث إلى أعلى مستوى لاحتمال قيام بيونج يانج بعمل عسكرى.