مدينة المستقبل الاقتصادية

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٤/أغسطس/٢٠٢٠ ٢٢:٢٠ م
مدينة المستقبل الاقتصادية

بقلم: محمد ين رامس الرواس

"ان التفاعلات التجارية الجديدة في العالم سوف تخلق خطوط ملاحية وتجارية عالمية من شمال الاطلسي الي المحيط الهندي"..
الكاتب الاميركي روبرت كابلان

على ضفاف بحر العرب والمحيط الهندي تقع مدينة الدقم بمنطقتها الاقتصادية الخاصة وبموقعها الاستراتيجي الفريد، قرب مسارات الملاحية الدولية، حيث تمخر بقربها السفن التجارية، ومنها العملاقة من الجيل الخامس والسادس شرقاً وغرباً، وتعتبر الدقم ارض للمستقبل الاقتصادي العماني والاقليمي، بمدينتها الواعدة وبمنطقتها الاقتصادية الخاصة، فموقعها يعتبر واحد من أفضل المواقع الاستراتيجية العالمية الجاهزة لمتطلبات الأعمال اللوجستية والخدمية والتجارية والصناعية.

إن المنطقة الاقتصادية بالدقم بكافة مكوناتها ومشاريعها الحالية والمستقبلية، سوف تنطلق باذن الله في عصر الدولة المتجددة عبر هيئة المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة لتحصد مزيد من النجاحات الواعدة، من خلال التشجيع والدعم والمساندة لمنظومة إدارية جديدة تنقلها الي العالمية.

لقد بدأت تتضح معالم مدينة المستقبل العمانية الدقم، بمنطقتها الاقتصادية الخاصة ومشاريعها الكبرى من أجل أن تكون علامة فارقة في الاقتصاد العماني على خارطة الاقتصاد الاقليمي والعالمي، ومواكبة لرؤية عمان 2040 من اجل دفع الاقتصاد الي الامام في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية الجديدة التي تشهدها المنطقة ويشهدها العالم ككل، حيث أن السلطنة يتوقع لها أن تقود واحدة من أنشط القطاعات اللوجستية الناشئة في العالم من خلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي ومن خلال بنيتها التحتية شبه المتكاملة ومن خلال موانئها الكبرى صلالة، وصحار والدقم.

أن التكامل الاقتصادي للمشاريع الحيوية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يمكن من خلاله ان تدار واحدة من اكبر التجمعات الوجستية والخدمية والصناعية والتجارية بالسلطنة، والتي تحتاج اليوم مزيد من الشراكات الاقتصادية الاقليمية والعالمية، في ظل توفر خدمات متكاملة ومجتمعة بموقع واحد، بدء من مطار الدقم والميناء، والحوض الجاف والمنطقة الصناعية، والمنطقة الحرة، ومصفاة النفط العملاقة التي اقيمت باستثماراتها الخليجية كبرى، وميناء الصيد وغيرها من المشاريع مما يمكنها من قيام صناعات وخدمات متميزة لتخدم عمُان ومحيطها الاقليمي والعالمي، خاصة من خلال الربط اللوجستي القادم بأذن الله تعالى بمشروع الحزام والطريق الصيني الذي يربط الصين بالعالم ومنها خط منطقة الخليج وشمال افريقيا عبر المحيط الهندي، ولقد استبقت الصين الحزام والطريق (طريق الحرير) عبر تواجدها بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بمشروع استثماري صيني كبير (المدينة الصناعية الصينية بالدقم).

مدينة الدقم، مدينة المستقبل سوف تحقق بأذن الله تعالي واحدة من اكبر التطلعات العمانية لإقامة احد المشاريع العالمية الكبرى بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، خاصة في ظل وجود بنية أساسية خدمية توفر مجموعة من الفنادق السياحية والمجمعات السكنية والاماكن التجارية والمؤسسات التعليمية والتدريبية، هذا بجانب تمتع المنطقة بطقس معتدل جميل وبأماكن سياحية فريدة على شواطئها وخلجانها، وكهوف البحرية الجميلة، بالإضافة الي منطقة الصخور الطبيعة النادرة، ومنطقة "بر الحكمان" البكر واسراب طيور النورس والفلامنجو والسلاحف البحرية.

واليوم فأن الشركات العمانية والعالمية ورجال الاعمال مدعُوون لنقل علاماتهم التجارية لوجهة اقتصادية واعدة بالدقم، تضم شبكة مشاريع متنوعة ومتعددة بجانب المشاريع العملاقة، منها التعليمية مثل جامعة الدقم والشركات السمكية والمصانع متعددة الاغراض والمشاريع السياحية والمشاريع التجارية والسكنية والخدمية الترفيهية، حيث فرص الاستثمار العالمي سوف تنشط خاصة في ظل وجود لائحة قانون الاستثمار الاجنبي بالسلطنة الذي صدر مؤخراً، بالإضافة الي جملة من القوانين الاخرى التي تتيح المجال لاستثمارات آمنة للشركات ولرجال الاعمال من كافة الجنسيات المختلفة في موقع اقتصادي مثالي لإدارة اعمالهم بمؤشرات وفرص ومساحات تنتظر الاستثمارات بمدينة المستقبل الدقم.