بيكي أوسكين-ترجمة: أحمد بدوي
قالت دراسة جديدة إن التأثير القوي للاحتباس الحراري من الممكن أن يدمر فرص الحياة على كواكب أخرى، وإلى أن يثبت العكس يفترض العلماء على الأرض أن المياه مطلب أساسي لوجود الحياة على الكواكب الأخرى.
وفي معرض البحث عن حياة خارج النظام الشمسي يركز العلماء على «المناطق القابلة لحياة الإنسان» والتي يمكن أن توجد حول النجوم الأخرى، حيث توجد كواكب شبيهة بالأرض داخل هذه المناطق الصالحة للسكنى في درجة حرارة معتدلة إلى حد يسمح بوجود الماء على سطحها. والمعروف أن الكوكب الذي يدور قريبا للغاية من شمسه يصبح جافا بسبب حرارة الشمس، والآن يعتقد العلماء أن تأثير الاحتباس الحراري الشديد يمكن أيضا أن يتسبب في ظروف جفاف مشابهة على غرار ما حدث على كوكب الزهرة. وأظهرت الدراسة الجديدة أن ارتفاع درجات الحرارة بسبب غاز ثاني أكسيد الكربون يماثل في قوته حرارة الشمس فيما يتعلق بتأثير الجفاف. وقد نشرت الدراسة الجديدة في مجلة نيتشر كميونيكيشن journal Nature Communications الأسبوع الفائت.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث ما بعد الدكتوراه في معهد ماكس بلانك للأرصاد الجوية في هامبورج ألمانيا، ماكس بوب، إن هذا مثير للاهتمام لأنه يخبرنا أن علينا أن نعرف أكثر من مجرد موقع الكوكب كي ندرك ما إذا كان صالحا للحياة أم لا.
وفي حالة كوكب الزهرة حيث ترتفع درجة الحرارة بشدة فقد تراكمت المياه التي تبخرت من على سطحه عاليا في الغلاف الجوي للكوكب وهربت في نهاية المطاف إلى الفضاء، وهذا ما يسمى «الاحتباس الحراري الرطب» وأصبح الغلاف الجوي لكوكب الزهرة اليوم بأكمله تقريبا ثاني أكسيد الكربون (أما الأرض فهي قادرة على الحفاظ على مياهها لأن الغلاف الجوي العلوي لكوكبنا جاف تماما).
ولفهم أفضل للظروف المسببة لمثل هذا الاحتباس الحراري المتطرف قام بوب مع زملائه بعمل نموذج ثلاثي الأبعاد يحاكي كوكب شبيه بالأرض مغطى تماما بالمياه، وهذا العالم المائي يعني أن العلماء بوسعهم تجاهل الآثار المعقدة للقارات ولفصول السنة. واكتشف الباحثون أنه بمجرد أن وصلت مستويات ثاني أكسيد الكربون في النموذج إلى 1520 جزءاً لكل مليون (بمعنى وجود 1520 جزءاً من ثاني أكسيد الكربون في كل مليون من جزيئيات الهواء) أصبح مناخ كوكب الأرض غير مستقر، وقفزت درجات الحرارة السطحية بسرعة إلى حوالي 135 درجة فهرنهايت (57 درجة مئوية) وتكون نظام احتباس حراري ساخن ورطب.
ويعتقد الباحثون أن التغيرات في أنماط السحب على نطاق واسع يمكن أن تتسبب في احتباس حراري ساخن ورطب، كما أن موقع وسمك الغطاء السحابي يمكن أن يغير كمية حرارة الشمس المحتجزة على الكوكب. وعلى الرغم من أن النتائج تشير إلى أن غازات الاحتباس الحراري يمكن أن تكون قاتلة للكوكب تماما كما لو أنه كان في مدار قريب للغاية من الشمس، وهو ما يمكن حدوثه مع مستويات أعلى بكثير من ثاني أكسيد الكربون عما هو موجود عليه اليوم على سطح الأرض إلا أن بوب يقول إنه من المستحيل أن يؤدي النشاط البشري إلى حدوث ظاهرة احتباس حراري رطب مماثل على الأرض، فهذا يعني رفع النشاط البشري المسبب لتركيز ثاني أكسد الكربون في الغلاف الجوي إلى حد كبير، ربما يفوق حرق جميع احتياطيات الوقود الأحفوري، ومن ثم فأي سيناريو مشابه لما قدمته الدراسة ليس محتملا أن يحدث على الأرض في أي وقت قريب.
عن لايف ساينس