كولونيا – – وكالات
قام مجهولون بمهاجمة وإصابة أجانب يحملون الجنسية الباكستانية والسورية في مدينة كولونيا الألمانية. وذكرت الشرطة أمس الاثنين أن مجموعة مكونة من حوالي 20 فرداً اعتدت مساء أمس الأول الأحد بالضرب على ستة باكستانيين بالقرب من محطة القطار الرئيسية في المدينة، ما أسفر عن إصابة اثنين من المعتدى عليهم ونقلهم إلى المستشفى. وبعد فترة قصيرة، هاجمت مجموعة من خمسة أفراد سورياً (39 عاما)، وأصابته بإصابات طفيفة.
وتجري الشرطة تحقيقاتها بتهمة التسبب في إصابات جسدية خطيرة لضحايا الهجومين. ولم يتضح بعد ما إذا كانت هناك علاقة بين الهجومين. وبحسب بيانات صحيفة «إكسبريس» الصادرة في مدينة كولونيا، تواعدت مجموعة من مغنيي الروك ومثيري الشغب في الملاعب وحراس الملاهي الليلية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على «مطاردة أفراد» في وسط مدينة كولونيا.
تقرير أولي
وكشفت السلطات الألمانية أمس الاثنين عن التقرير الأول المعمق للتحقيق حول أعمال العنف التي جرت في كولونيا وقدمت بشأنها أكثر من 500 شكوى، في وقت أضعفت هذه الأحداث موقف المستشارة انجيلا ميركل في مسألة اللاجئين. ونظم الفرع المحلي لحركة «الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب» (بيجيدا) المعادية للإسلام في مساء أمس تظاهرة ضد اللاجئين وضد ميركل في لايبزيج (شرق) بعد تجمع جرى في كولونيا في نهاية الأسبوع الفائت وتخللته صدامات مع الشرطة.
واستمع برلمان مقاطعة شمال الراين-فيستفاليا (غرب) إلى الوزير المكلف شرطة كولونيا رالف ييجر المشرف على الشؤون الداخلية في المقاطعة. وقد وعد بعرض شامل لما توصل إليه التحقيق حول موجة الاعتداءات التي وقعت في ليلة رأس السنة واستهدفت بصورة خاصة نساء.
وتعتبر جلسة الاستماع هذه الأولى من نوعها في هذه القضية إذ اتسم موقف شرطة كولونيا منذ أسبوع بالبلبلة في نقل المعلومات وبقلة العناصر التي تم الكشف عنها، ما دفع ييجر إلى إقالة رئيسها في نهاية الأسبوع الفائت. ويسجل ارتفاع في عدد الشكاوى بشأن أعمال العنف ليلة رأس السنة في كولونيا يوماً بعد يوم، وبلغ بحسب آخر معلومات الأحد 516 شكوى، حوالي 40 % منها تتعلق باعتداءات جنسية.
مخاوف السكان
ولم تعلن الشرطة بعد عن أي أدلة تثبت تورط لاجئين في الأحداث إلا أن ما حصل في كولونيا أثار شكوكاً متزايدة لدى الرأي العام حول قدرة البلاد على دمج طالبي اللجوء المليون الذين توافدوا العام الفائت وحده إلى ألمانيا قادمين من سوريا والعراق وأفغانستان وشمال أفريقيا.
وبات حوالي 57 % من الألمان يخشون تزايد الجرائم مع وصول هذه الأعداد من المهاجرين، مقابل 40 % يخالفونهم الرأي وفق استطلاع للرأي أجرته شبكة «ار تي ال». وفي مثل هذه الأوضاع، تراجع وزن شعار «سوف ننجح» الذي أطلقته ميركل بتصميم كبير حول اللاجئين. وفي مواجهة تحدي أحداث كولونيا قبل أقل من عامين من الانتخابات العامة المقبلة، اضطرت المستشارة إلى الحد من سياسة فتح الأبواب للمهاجرين وأعلنت في نهاية الأسبوع الفائت عن تسهيل آلية طرد طالبي اللجوء بالنسبة للذين يخالفون القانون. ويعتزم وزير داخليتها تكثيف انتشار كاميرات المراقبة ونشر المزيد من عناصر الشرطة في الساحات العامة. وتباشر الكتل النيابية لأحزاب الائتلاف الحاكم اعتباراً من الاثنين التحضير للتدابير التشريعية بهذا الصدد.
انتقادات
وتضع المعارضة في ألمانيا رالف ياجر وزير داخلية ولاية شمال الراين-فستفاليا تحت ضغط بسبب تفاصيل التحقيقات بشأن الإسلامي المشتبه فيه الذي قتل رمياً بالرصاص في العاصمة الفرنسية باريس.
وقال رئيس حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي بالولاية، أرمين لاشت، لصحيفة «بيلد» الألمانية في عددها الصادر أمس الاثنين: «وزير الداخلية المحلي ياجر يعد مشكلة للأمن الداخلي». وشدد على ضرورة أن يتم على الفور استيضاح الطريقة التي استطاع بها شخص تابع لتنظيم داعش وكانت لديه سوابق التخفي ببساطة في ولاية شمال الراين-فستفاليا، وأشار إلى أن الولاية تعد منذ فترة طويلة «نطاق أمن للسلفيين».