شبيب العاصمي: الفــن انعكاس للمشاعر والأحاسيس الممزوجة بالألوان

مزاج الجمعة ١٥/أبريل/٢٠١٦ ٠٣:١٥ ص
شبيب العاصمي: الفــن انعكاس للمشاعر والأحاسيس الممزوجة بالألوان

الحمراء : طالب بن علي الخياري

يقول الفنان التشكيلي شبيب العاصمي في حواره لـ»الشبيبة»: عشقت الفن منذ الصغر فكنت أشاهد أخي الأكبر وهو يمارس الرسم والتلوين واستخدمت أدواته وأقلامه في وقت لم يكن يقدم معلم الفنون بالمدرسة آنذاك أي شيء للطلاب، فمشوار حياتي الفني لم يكن مزخرفا ممهدا، فقد كانت مرحله الابتدائي في مدرستي خالية تماما من معلم متخصص لتدريس الفنون، فكنت أرسم ما أشاء في كراستي وكان يشجعني ويزيد حماستي للفن زملائي في الصف الذين كانوا يبدون إعجابهم برسوماتي الطفولية.

ويضيف العاصمي: في مرحلة الإعدادي انتقلت إلى مدرسة أخرى حيث كانت فيها حصص ومعلم فنون ولكن للأسف كانت لا تعطي الجديد بل مجرد حصة احتياط بعناوين فنية على السبورة، فكانت لي في تلك الفترة كراسات خارجية كثيرة أرسم فيها في أوقات فراغي كما بدأت في المشاركة في المسابقات الفنية التي يطلبها معلم الفنون آنذاك، كنت سعيدا بالمشاركة في هذه المسابقات الفنية ولكن تبدد ذلك بعد تكريم من قبل معلمي بـ» قلم حبر»، لم يحبطني ذلك وحسب بل» اعتزلت» بعدها الرسم والألوان بالرغم من حصولي على شهادة تقدير من المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة ومن قبل مدرستي إلا أن الإحباط كان أكبر من كل شيء.

ويقول العاصمي: مرت مرحلة الثانوي وأنا لم أمسك قلما أو ألوانا أو كراسة، كانت كلمات التشجيع والتعزيز وإحياء الفن المدفون من سنوات هي كلمات أخي أحمد الذي وقف بجانبي تلك الفترة ولكي أتقدم لامتحان القدرات بجامعة السلطان قابوس، كنت مترددا لأنه امتحان على مستوى السلطنة لاختيار الأفضل من الأفضل ولله الحمد تم قبولي وأثبت موهبتي.
وحول بداية مشواره الفني يشير العاصمي: بدأت أهم وأجمل مرحلة في مشواري الفني الذي اكتسبت منه الكثير الكثير من المهارات والمعرفة الفنية لدى أبرز الفنانين الأكاديميين المميزين من دول وثقافات مختلفة مع خيرة الأصدقاء المنافسين في هذا المجال، هكذا كان مشواري الفني مليئا بالأحداث المحبطة والأحداث الرائعة، كذلك فلا يجب أن نستسلم عند أول سقوط وعلينا الوقوف والمواصلة.
وعما يشكل له الفن يقول العاصمي: الفن هو أسلوب حياة لدى الفنان وهو انعكاس جميل للمشاعر والأحاسيس ممزوجة بالألوان والأفكار والحياة فلا يمكن اختزال الفن في لوحة أو مشهد أو مجسم ولكن يمكن القول إن كل ماهو جميل هو فن.
وعن المجالات الفنية التي يعشقها قال العاصمي: كل المجالات الفنية رائعة ولها ما يميزها عن غيرها في الأساليب والخامات ولكني قد أميل لمجال النحت والمجسمات فهو مجال تخصصي و لما فيها من جماليات وأساليب وتقنيات.
وعن رسالة الفن قال: الفن رسالة عالمية لا تتوقف عند لغة أو بلد، فهي رسالة لكل إنسان يفهمها ويتذوقها بنفسه فالفنان الحقيقي من يعبر بفنه عما حوله من مشاهد وقضايا وأحداث تهم المجتمع لأنه جزء منهم ولا ننسى أن لكل فنان أسلوبه الخاص وتقنياته التي تختلف عن غيره من الفنانين ولكنها تلتقي معهم في أنها تحمل رسالة ومضمونا يفهمها الآخرون بمختلف ثقافاتهم، فاليوم تقام الكثير من المعارض الفنية في السلطنة ويوجد العديد من الفنانين العمانيين المميزين وللفن في السلطنة جمهوره الخاص من متذوقين ونقاد ومتابعين، والفن يعكس كذلك تقدم وحضارة الأمم وثقافتها والنقوش على جدران تلك الحضارات مازالت تحكي قصصها ورسالتها.
وحول المدارس الفنية قال العاصمي: لا أقيد نفسي في فنان أو مدرسة فنية، بل أحاول البحث عن أسلوبي الخاص وأتميز به عن غيري، فهكذا الفنان كالطائر الحر في سماء الفن ولكن ما يشدني كثيرا هو فنون الحضارات والإرث الفني الذي تركته تلك الحضارات القديمة من تنوع فنونها والتي تحتاج منا الوقوف عليها وفهمها وتعليم الأجيال القادمة أهمية وقيمة الفنون التي كانت تلك الحضارات القوية تهتم بها.
وأضاف: هناك الكثير من الأعمال والمجالات الفنية وبعضها لها ذكرياتها الجميلة ومازلت أحتفظ بها وأذكر منها
اللوحة المضيئة وهي لوحة من القماش بأسلوب العقد والربط مع توظيف إضاءة خلفية ومعلقة بالجلد الطبيعي وتحكي أحد التقاليد والتراث العماني مع إضافة صبغات الجلد من اللون البني ومجسم الصمود وهو مصنوع من الأسلاك والفايبر يجسد اليد التي تخرج من أرض قاحلة تتثبت بالحياة ولوحة السفينة والصيادين وترسم جمال النهار وحياة الصيادين وسفنهم من ألوان الجواش ولوحة القرية بقلم الرصاص مشهد يصور القرية العمانية القديمة وجمالها وبساطة الحياة فيها وتداخلات هندسية ومجسم من البلاستيك الملون يمثل تداخل المثلث مع المستطيل ولوحة العلم والتعلم بالفوتوشوب وتتحدث عن المعلم والتعليم والنهضة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- وغيرها الكثير من الأعمال، كما شاركت بعدة معارض ومسابقات منها معرض التربية الفنية العاشر بجامعة السلطان قابوس ومعرض التربية الفنية الحادي عشر بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية ومعرض في حب عمان.
وشـــــاركت مع نخبة من المعلمين في إعداد ديكور وخلفيات احتفال محافظة الداخلية بالعيد الوطني40 وتم تكريمي من المنتدى التربوي كأفضل مشاركات بقسم الفنون التشكيلية.
وفــــــي خــتام حديثه قال العاصمي: طموحي أن يكون هناك معهد متخصص لتعليم الفـــــنون والأدب والمسرح يضم أفضــــل الفنانين والمثقفين.