إنزيم مكافحة التجاعيد

مزاج الجمعة ١٥/أبريل/٢٠١٦ ٠٣:١٥ ص

سارة نابتون - ترجمة: أحمد بدوي

علاجات مكافحة التجاعيد التي تصاحب الشيخوخة باتت قاب قوسين بعد أن اكتشف العلماء الإنزيم المسؤول عن شباب البشرة، وللمرة الأولى أعلن علماء في جامعة نيوكاسل أنهم قد اكتشفوا أن مركب الميتوكوندريا 2 يتوقف عن العمل بصورة صحيحة مع التقدم في العمر. ويوجد الإنزيم في بطاريات الخلايا الميتوكوندريا، ويقوم بدور جوهري في الحفاظ على نعومة البشرة ونضارتها. والآن بعد تحديد الإنزيم المسؤول عن شباب البشرة، يعتقد العلماء أنهم سيكونون قادرين على ابتكار علاجات ومستحضرات تجميل تزيد من نشاط الإنزيم ومن ثم استعادة حيوية ونضارة الوجه.

يقول أستاذ الأمراض الجلدية والطب الجزيئي في جامعة نيوكاسل مارك بيرش الذي قاد فريق الدراسة إنه مع تقدم الجسم في العمر تنخفض الطاقة الحيوية الموجودة في الخلايا بينما تتزايد الجذور الحرة الضارة، وهذه العملية يمكن رؤيتها بسهولة في الجلد في صورة زيادة الخطوط الدقيقة والتجاعيد والترهل، وأضاف بيرش أن الدراسة كشفت لأول مرة أنه مع التقدم في العمر يحدث انخفاض معين في نشاط إنزيم الأيض الرئيسي الموجود في بطاريات خلايا الجلد، وهذا يعني أن لدينا الآن العلامات البيولوجية المحددة لتطوير وفحص العلاجات المضادة للشيخوخة وإمكانية إنتاج مستحضرات تجميل وكريمات لمعالجة هذا الانخفاض في الطاقة الحيوية، وهناك الآن إمكانية اكتشاف علاجات مكافحة الشيخوخة والتي يمكن تحديدها لملاءمة مختلف أنواع البشرة مع إمكانية معالجة الشيخوخة في أجزاء أخرى من الجسم. كما أن نتائج الدراسة قد تقود أيضا إلى فهم أكبر لكيفية تقدم باقي أعضاء الجسم في العمر، ما يعني تمهيد الطريق لتطوير علاجات في عدد من الأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك السرطان.
وجرى قياس نشاط المركب 2 عند 27 متبرعا تتفاوت أعمارهم من 6 إلى 72 عاما، حيث تم أخذ عينات من مناطق من الجلد محمية من الشمس لتحديد ما إذا كان هناك اختلاف في النشاط مع زيادة العمر. وتم استخدام تقنيات لقياس أنشطة الإنزيمات الرئيسية في الميتوكوندريا التي تشارك في إنتاج الطاقة في خلايا الجلد، وقد وجد أن نشاط المركب 2 ينخفض بشكل ملحوظ مع التقدم في السن.

ووجد العلماء أن السبب في ذلك هو انخفاض كمية إنزيم البروتين، كما لوحظ أيضا أن هذا الانخفاض يحدث فقط في الخلايا التي توقفت عن التكاثر. وقال الدكتور ايمي بومان الباحث المشارك في معهد جامعة نيوكاسل للطب الخلوي إنه يُعتقد منذ فترة طويلة أن الميتوكوندريا تلعب دورا مهما في عملية الشيخوخة، ولكن الدور الدقيق ظل غير واضح، وجاءت الدراسة لتقربنا خطوة على الأقل إلى فهم كيف يمكن لهذه الهياكل الخلية الحيوية أن تسهم في شيخوخة الإنسان، ونأمل في نهاية المطاف أن نحدد على وجه الدقة الأجزاء التي يجب استهدافها في الميتوكوندريا في محاولة لمكافحة علامات الشيخوخة.

عن صحيفة ذا تليجراف