"من إسطنبول إلى باريس".. بواكير الرحلات الشرقية إلى أوروبا

مزاج الأربعاء ١٩/أغسطس/٢٠٢٠ ١٩:٥٥ م
"من إسطنبول إلى باريس".. بواكير الرحلات الشرقية إلى أوروبا

بيروت- ش- العمانية
تندرج رحلة محمد جلبي أفندي إلى فرنسا ضمن الرحلات الدبلوماسية، إذ عيّنه السلطان العثماني أحمد الثالث مبعوثاً إلى الملك لويس الخامس عشر لفتح عهد جديد في العلاقات بين الامبراطورية العثمانية وفرنسا.

وتعدّ هذه الرحلة التي عرف صاحبها باسم "بيكرمي سيكز" من بواكير هذا النوع من الرحلات في التراث العربي الإسلامي، إذ قام بها في عامي 1720-1721م، ودوّنها إثر عودته من باريس في شكل تقرير قدمه إلى الصدر الأعظم إبراهيم باشا.

ونظراً للقيمة التاريخية لهذه الرحلة التي تندرج في بواكير الرحلات الشرقية إلى أوروبا، قام الباحث المغربي د.محمد الزاهي بتحقيق نسختها المخطوطة المحفوظة في مكتبة جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقد دوّن محمد أفندي المتوفى سنة 1145هـ/ 1723م في رحلته، ما شاهده في فرنسا من مظاهر التقدم العلمي والمعماري والفني، ووصف القصور والحدائق والمعاهد التعليمية والمسارح وتحدّث عن مكانة المرأة ودورها في الحياة العامة.

وقال المحقق عن انطباعاته خلال مرحلة تعرفه على نص الرحلة: "كلما تقدمت في قراءة نص الرحلة -رغم أسلوبه الضعيف- أدركت قيمة ما دونه محمد أفندي، فقررت تحقيق هذه الرحلة، آملا أن أساهم في إضافة نص مهم ووثيقة نادرة إلى المكتبة العربية أسهمت إلى حد ما في بناء جسور التواصل بين العالم الإسلامي وأوروبا في القرن الثامن عشر للميلاد.

واعتمد المحقق في عمله بالإضافة إلى نسخة جامعة هارفارد على نسخة أخرى محفوظة في المكتبة الملكية بمدريد، فقارن بين النسختين، واشتغل على سد ثغرات الواحدة منهما بالأخرى، وأعد فهرساً للأعلام والأماكن والموضوعات، وقدم دراسة ضافية للرحلة بما يشكل مدخلاً إلى الرحلة وموضوعاتها وزمنها ومسارها وشخصية صاحبها.