مسقط - الشبيبة
في إطار تقييم مدى انتشار عدوى مرض كوفيد-19 في المجتمع العماني كجزء من الاستراتيجية الوطنية للفترة القادمة من التصدي لجائحة كوفيد-19 فقد انطلق المسح الوطني الاستقصائي المصلي لعدوى مرض فيروس كوفيد-19 بتاريخ 12 يوليو 2020، على أن يتم المسح على مراحل تتضمن أربع دورات، حيث ستستغرق كل دورة خمسة أيام، ويفصل بين كل دوره وأخرى أسبوعان وذلك على مدى عشرة أسابيع.
هذا وقد تم تذليل التحديات التي واجهت الفرق على الصعيد الميداني وتم إيجاد الحلول الناجعة لها لضمان مواصلة سير عملية المسح بسلاسة على الوجه الذي خطط له ، كما تم استيفاء جمع العينات بالاعداد المطلوبة للدورة الأولى وإجراء الفحوصات التشخيصية اللازمة والعمل جاري على الانتهاء من تحليل النتائج ومن ثم ستقوم المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بإعداد تقرير مفصل عن نتائج المرحلة الأولى خلال الفترة القادمة على أن يتم استكمال المراحل القادمة للمسح للوقوف على مدى انتشار المرض .
الجدير بالذكر أنه تم تغيير الخطة الزمنية لانطلاق الدورة الثانية والتي كان مقررا لها أن تبدأ الأسبوع الماضي وذلك لتفادي عرقلة سير العمل حيث تزامنت فترة الإنطلاقة مع فترة إجازة العيد الأضحى وما تبعها من إغلاق بين المحافظات.
وقد أسهمت المرحلة الأولى في توضيح آلية المسح والتي يتم خلالها إختيار الأفراد للمشاركة سواء كانوا مواطنين أو مقيمين من مختلف الفئات العمرية في جميع محافظات السلطنة، على أنه ينبغي التأكيد على بعض الأمور التي أثارت التساؤلات لدى الأفراد في المجتمع ومنها: أولا أن اختيار الأشخاص للمشاركة سيتم بشكل عشوائي لتفادي التحيز الإحصائي في جمع العينات وبالتالي إمكانية تعميم النتائج فيما بعد، ثانيا الأشخاص الذين يتم اختيارهم للمشاركة في المسح سيتلقون رسالة نصية من وزارة الصحة مفادها بأن الشخص تم اختياره للمشاركة في المسح ومن ثم سيتم الإتصال بهم هاتفيا لأخذ الموافقة المبدئية وبعدها يتم توجيه الشخص إلى أقرب مؤسسة صحية حيث سيتم أخذ موافقة كتابية مع تجميع البيانات الديموغرافية للمشارك عن طريق برنامج ترصد بلس وبعدها أخذعينة فحص دم وليست عينة مسح أنف، ثالثا أنه لن يتم فرض العزل الصحي على الشخص بعد أخذ العينة منه خلال فترة انتظار النتيجة ولن يتم إلزام الشخص بارتداء سوار التتبع الإلكتروني، رابعا التأكيد على الإستعانة بأفراد من طاقم الصحة العامة والطاقم الطبي قادرين على التواصل بلغات مختلفة لغير الناطقين باللغة العربية.
وينبغي التأكيد هنا على أنه لا توجد تبعات قانونية مترتبة على عدم المشاركة في المسح ، حيث أن عملية المشاركة في المسح عملية تطوعية ، غير أنه ينبغي رفع مستوى الوعي العام بمدى أهمية هذا المسح في تقييم مدى انتشار عدوى كوفيد-19 حسب الفئات العمرية ، ورصد الحالات غير المشخصة مخبريا، و تقدير مستوى العدوى في مختلف الولايات في السلطنة وكذلك نسبة العدوى فيمن لم تظهر عليهم أعراض، وتقييم آثار الاغلاق في المناطق على انتشار الوباء، هذا وقد أظهرت المرحلة الأولى على أن عملية المسح لاقت تفاعلا مجتمعيا إيجابيا وذلك من خلال الإقبال على المشاركة في عملية المسح مما ينم عن قدر عال من تحمل للمسؤولية الفردية والمجتمعية والتي ستكفل تحقيق المقاصد المأمولة من هذا المسح خلال المراحل القادمة.