فـراغـات الذاكـرة

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٤/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٤٠ ص
فـراغـات الذاكـرة

محمد بن سيف الرحبي

alrahby@gmail.com

www.facebook.com/msrahby

نهاية ورقة في شجرة العمر:

باقة ورد،

الأحمر الملتبس بالحب،

والأصفر الضاجّ بالغيرة..

على الغلالات الخضراء ما يتساقط،

من تلك الشجرة الذابلة.

**

النهايات المتلاحقة تربك الخطو..

وروحي ميدان رماية.

مفتوح للرامين السذّج

لو يجيدون التصويب مبكرا..

إنما السهام ترسم لوحتها،

.. وأنا.

**

في مطلع عام جديد..

يزهر على روحي.

ورقة، أخرى، بيضاء،

وعطر ينبعث من الذاكرة

سأكبر عاما.. بعد عام من الآن،

وتسقط الورقة..

**

كم بقي من ورقة هناك،

ما زالت متماسكة،

على الغصن الأخير؟!

متمسّكة بآخر نسمة هواء

تتحشرج في الصدر؟

**

على جدار العمر،

أرتق تجاويف الذاكرة،

بورقة انسحبت منها حياتها

وأســـأل الشجــــرة، إذا تمتــــلك ما يكفي..

للتجويف الأخير،

هذا الذي يحجب مكانه دوني.

**

حينما تسقط آخر ورقة،

لن تبقى شجرة هناك..

تتخلى عن صمودها،

عائدة للتراب، حيث جذورها الأولى..

ومنبتها الأول.

**

أحتاج زمنا، كاحتياجي لك..

أقلّب فيه دفتري،

عشرات السنين التي مرّت

واندفعت إلى خارج الوادي.

تجتاحني نحو مجهول.

أقف على تلّته الآن،

وأصبح المجهول الذي خشيته.

متمسكا بوردتين،

.. وبك.