خط ملاحي بين مينائي صلالة وجبل علي

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٤/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٠٥ ص
خط ملاحي بين مينائي صلالة وجبل علي

حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com

ازداد ارتباط الموانئ العمانية البحرية مع الموانئ الاقليمية والعالمية نتيجة لزيادة عددها على الساحل العماني الطويل من جهة، والتوسعات الهيكلية في البنى التحتية واللوجستية التي شهدتها هذه الموانئ خلال الفترة الماضية، بحيث أصبحت بعضها متخصصة في أعمالها الخدمية وتناولها لمختلف المنتجات والسلع من جهة أخرى. وفي الوقت الذي تفرغ فيه ميناء السلطان قابوس بمطرح في استقبال السفن السياحية العملاقة التي تحمل آلالاف السياح على متنها، وتحويل أعمالها السابقة من استقبال السفن التجارية إلى ميناء صحار الصناعي، فقد أصبح ميناء صحار اليوم مركزا ومرتعا لشحن وإنزال البضائع والآلات والمعدات الثقيلة والصناعية، فيما أصبح ميناء صلالة مركزا لتناول الحاويات الكبيرة التي تحمل آلاف الحاويات النمطية. وخلال الفترة المقبلة سيتم تفعيل أعمال ميناء الدقم، خاصة أنه يتميز بوجود مركز للحوض الجاف.
لقد ازداد ارتباط هذه الموانئ في ضوء الحركة التجارية النشطة التي شهدتها السلطنة على مستوى الأعمال التجارية خلال العقود الماضية، وما يصاحب ذلك من حركة اقتصادية كبيرة أخرى في المنطقة بالرغم من تأثر أسعار النفط في الوقت الحالي، الأمر الذي يعطي فرصة أكبر للموانئ المحلية والخليجية بأن تلعب دورا أكبر في عمليات تصدير وإعادة تصدير مختلف السلع والمنتجات إلى الاسواق الخليجية والآسيوية والافريقية وغيرها من الموانئ العالمية الأخرى.
ومن هذا المنطلق وقعت الشركة العُمانية لنقل الحاويات احدى الشركات التابعة للشركة العمانية للنقل البحري مؤخرا اتفاقية تجارية مع ميناء صلالة لبدء وتسيير خط ملاحي بين ميناء صلالة بمحافظة ظفار وميناء جبل علي في دولة الإمارات العربية المتحدة كجزء من الخط الملاحي الجديد الذي دشنته الشركة بداية العام الحالي، والذي سيعمل على ربط موانئ صلالة والدقم وصُحارمن جهة ،وميناء جبل علي بدولة الإمارت العربية المتحدة من جهة أخرى، وذلك اعتبارا من منتصف الشهر الحالي وبحيث تكون الخدمة مبدئيا كل أسبوعين، ويتم تطويرها لاحقا لتصبح عملية النقل أسبوعية.
شهد ميناء صلالة توسعات عديدة خلال السنوات الماضية بحيث أصبح قادرا أن يستقبل اليوم سفن تجارية عملاقه نتيجة لبنية الخدمات التي تم تزويدها بهذا الميناء، والتوسعات التي جرت بها لاستقبال مثل هذه السفن التي تحتاج إلى إمكانات وخدمات معينة سواء في البحر أو في حالة الرسو على الميناء. وأصبح هذا الميناء يحقق اليوم إنجازا جديدا حيث تمكن مؤخرا من استقبال سفينة حاويات يبلغ طولها حوالي 399 مترا وتتسع لحمل 18270 حاوية نمطية لشركات نقل عالمية قادمة من أوروبا لشركة ميفيوميرسك. وقد سبق للميناء أن حقق رقما قياسيا سابقا عند استقباله سفينة أم إس سي لندن التابعة لشركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة في الفترة الماضية، وهي تعتبر من أكبر سفن للحاويات يستقبلها ميناء صلالة في ذلك الوقت، الأمر الذي يؤكد بأن الاتفاقية الاخيرة للميناء مع ميناء جبل علي سوف يسهل الأمر على التجار العمانيين وأصحاب المؤسسات التجارية في توصيل وإعادة توصيل شحنات البضائع إليهم دون أي تأخير أوعقبات.
وهذا ما تحتاج إليها مؤانئنا في السلطنة، الأمر الذي يتطلب بأن تكون اجراءت إنهاء معاملات التخليص اليومية مرنه وسلسلة سواء من حيث حمل أوت فريغ بضائع التجار العمانيين لكي لا يضطروا إلى دفع غرامات أو دفع رسوم الأرضية، خاصة وأن الكثير من العمانيين دخلوا في مجال فتح مكاتب التخليص وإنهاء المعاملات الخاصة بالشركات والمؤسسات العمانية، الأمر الذي يتطلب من مسؤولي الموانئ التعاون معهم، وتقدير ظروف هؤلاء الشباب في العمل الحر، وبحيث تكون خدمات الشحن سارية على مدار اربع وعشرين ساعة.
إن مثل هذه الاتفاقيات سوف تؤدي إلى حصول اهتمام متزايد ومستمر على المستوى العالمي تجاه الموانئ في المنطقة، وهي ستعمل على كسب ثقة خطوط الشحن العالمية الأخرى للتعامل مع سفن عملاقة قادمة. وهذا يتطلب تحسين وتطوير الخطوط المغذية في الموانئ العمانية وتوسيعها لربطها مع الموانئ العالمية لتتمكن من العمل بكل كفاءة وتقدّم الخدمات اللوجستية الفعالة لجميع موانئ المنطقة وخارجها، وبالتالي العمل على توسيع الاسواق وتحقيق سياسة التنويع الاقتصادي. ونؤكد بأن الموانئ العمانية البحرية أصبحت اليوم ومن خلال تعاملها النشط مع الموانئ الخليجية والعالمية تعزز ارتباطها الملاحي من جهة، وتوفر ممرات تجارية إضافية للشركاء التجاريين من جهة أخرى، الأمر الذي سوف يساهم في سرعة نقل وإيصال البضائع للعملاء، وتخفيف الضغط على الطرق البرية التي تحتاج إلى صيانة دورية. كما أن اتفاقية ميناء صلالة مع ميناء جبل علي ستعمل في تعزيز الخطوط الملاحية بين البلدين وتعزيز التجارة الخارجية مع السطنة والدول المجاورة، بالاضافة إلى أنها ستوفر بوابة ربط بشبكة خطوط الملاحة العالمية أيضا.