تكميم وسائل الإعلام في تركيا.. يتزايد

الحدث الخميس ١٤/أبريل/٢٠١٦ ٢٢:٥٠ م
تكميم وسائل الإعلام في تركيا.. يتزايد

أسطنبول – ش – وكالات
يقول متين يلماز رئيس تحرير صحيفة سوزجو إحدى أجرأ وسائل الإعلام التركية في انتقاد الحكومة إنه يزن كلماته بقدر أكبر من العناية هذه الأيام. وتزين جدران مقر الصحيفة صفحاتها الأولى التي تقف شاهدا على وضعها كحصن لمعارضة الرئيس رجب طيب أردوجان وحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية. وتحتفي الصحيفة بجذورها العلمانية برفع الأعلام التركية الحمراء وصور مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
غير أن إغلاق صحف ووضع صحف أخرى تحت إدارة الدولة في الشهور الأخيرة وإبعاد بعض الشخصيات الإعلامية عن الميكروفون وتقديم شكوى قضائية ضد ممثل كوميدي في التلفزيون الألماني لإهانته أردوجان جعل الصحفيين من أمثال يلماز يقولون إنهم يفكرون مرتين في عواقب ما يكتبون ويفعلون.
وقال يلماز لرويترز في مكتبه بإحدى ضواحي اسطنبول "لا يسعك إلا أن تتساءل ‘هل سترفع دعوى قضائية إذا قلنا كذا؟‘" وأضاف وهو ينظر من فوق كتف زميل له يعمل في تصميم صفحات الجريدة "من سوء الحظ أننا وصلنا إلى مرحلة إذا كتبت فيها حرف الراء من كلمة رئيس يتم فتح تحقيق ورفع دعوى قضائية عليك."
ويرفض أردوجان هذه الاتهامات. ويقول إن الصحفيين أحرار في انتقاده مشيرا إلى عناوين أخرى وصفته بأنه "قاتل" و"لص". كما يقول مسؤولون في الحكومة إنه لم يحدث أن تعرض صحفيون للمقاضاة بسبب عملهم وإن بعضهم اعتقل للاشتباه في عضويته في جماعات متطرفة.
وقال أردوجان لقناة سي.إن.إن التلفزيونية في 31 مارس خلال رحلة إلى واشنطن "لا أنا ولا حكومتي فعلنا أي شيء قط لمنع حرية التعبير أو حرية الصحافة. بل على العكس كانت الصحافة في تركيا شديدة الانتقاد لي ولحكومتي." وقد أثار سجل تركيا في حرية الصحافة قلقا بين بعض الساسة في الاتحاد الأوروبي دفعهم للتساؤل عما إذا كانت مرشحا مناسبا لعضوية الاتحاد.
وقد طلبت أنقره من السلطات الألمانية محاكمة الممثل الكوميدي يان بوهمرمان بتهمة "الإساءة لمؤسسات وممثلي دولة أجنبية" بعد أن ألقى قصيدة هزلية عن أردوجان في التلفزيون.
وجاء ذلك في وقت حساس للمستشارة أنجيلا ميركل التي استعانت بأردوجان في التعامل مع أزمة المهاجرين لأوروبا. وبخلاف ما حدث من إغلاق الصحف الذي احتل العناوين في تركيا يخشى بعض الصحفيين والجماعات الحقوقية والحلفاء الغربيون من تقلص مساحة التعبير عن المعارضة بوتيرة سريعة.
ويقول منتقدون للحكومة إن منافذ إعلامية رئيسية مثل صحيفة حريت أو قناة سي.إن.إن ترك وكلاهما مملوكان لمجموعة دوجان الإعلامية البارزة تتعرض لضغوط متزايدة للسير على نهج الحكومة في تغطيتها.
قالت صحيفة حريت الأسبوع الفائت إنها ضمت الكاتب عبد القادر سيلوي وهو من كتاب الأعمدة البارزين الموالين للحكومة في حين أغلقت مجموعة دوجان الشهر الماضي موقع راديكال الإخباري اليساري الليبرالي لأسباب وصفها رئيس تحريره بأنها مالية.
وقال ميرجون جاباش المذيع السابق في قناة سي.إن.إن ترك وهو من منتقدي الحكومة "اتخذت المجموعة خطوات معينة للتوصل إلى حل وسط مع أردوجان... وأجرت تعديلات على المضمون." وكانت الشركة أوقفت برنامجه وقالت إن ذلك يرجع لأسباب مالية.
وامتنعت مجموعة دوجان وصحيفة حريت وقناة سي.إن.إن ترك عن التعقيب.
وفرضت على مجموعة دوجان غرامة ضريبية قيمتها 3.8 مليار ليرة (1.3 مليار دولار) في عام 2009 كما رفع النائب العام في اسطنبول الشهر الفائت دعوى على مؤسسها آيدين دوجان بتهمة إدارة شبكة لتهريب الوقود وهي تهمة نفاها.
وقالت الحكومة مرارا إن هاتين القضيتين ليست لهما دوافع سياسية.
ومنذ تولى أردوجان منصب الرئيس في أغسطس عام 2014 رفعت 1845 دعوى على أفراد لإهانته.
وفي الشهر الفائت تولت الدولة إدارة صحيفة زمان أكبر صحف البلاد والتي تربطها صلات بجماعة كولن الدينية. وحدث الشيء نفسه مع صحيفتين أخريين للمجموعة هما بيجون ومليت في أكتوبر الفائت.
وقالت الحكومة إن السلطات تجري تحقيقا فيما إذا كانت الصحف متورطة في تمويل جماعة كولن بالمخالفة للقانون ونفت الصحف هذا الاتهام.
من ناحية أخرى دفعت محاكمة رئيس تحرير صحيفة جمهوريت ورئيس مكتبها في أنقرة واللذين يواجهان السجن مدى الحياة بتهمة التجسس دبلوماسيين أجانب لحضور جلسة محاكمة قبل أسبوعين تأييدا لهما.
وكانت الصحيفة نشرت لقطات تظهر أن جهاز المخابرات ساعد في إرسال أسلحة إلى سوريا. قالت الحكومة إن الشاحنات المعنية كانت تحمل مساعدات وإن المحاكمة مسألة أمن وطني.

*-*

إطلاق صواريخ جديدة من سوريا على مدينة كيليس التركية
أسطنبول – ش – وكالات
سقطت صواريخ أطلقت من سوريا صباح أمس الاربعاء على مدينة كيليس (جنوب) التركية لليوم الثالث على التوالي، من دون سقوط جرحى، حسب ما اعلن مسؤول لوكالة فرانس برس.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن "أربعة صواريخ اضافية سقطت على المدينة الحدودية اليوم الأربعاء" مضيفا أن الصواريخ لم تسفر عن سقوط ضحايا.
ومنذ مطلع العام تعرضت كيليس لسقوط صواريخ اطلقت بحسب الحكومة التركية -المحافظة من مناطق سورية يسيطر عليها تنظيم داعش ما ادى إلى مقتل مدنيين. وفي كلمة القاها في أنقرة أمس الأربعاء، حذر رئيس الحكومة أحمد داود أوجلو من ان الذين يتجرأون على "القيام بهذه الاعتداءات سيدفعون ثمنا غاليا جدا".
وللدلالة على خطورة الوضع، أعلن رئيس الحكومة توجه وزير الدفاع عصمت يلماظ إلى كيليس بالاضافة إلى مدير المخابرات حقان فيدان ورئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار.
وأمس الأول، أسفر القصف الصاروخي إلى مقتل شخصين وجرح ستة اخرون، حسب وكالة أنباء دوجان. وردا على الهجوم قصفت المدفعية التركية مواقع لتنظيم داعش في شمال سوريا طبقا لقواعد الاشتباك كما ذكرت السلطات.
وتظاهر المئات من سكان المدينة الثلاثاء للمطالبة بامن اكبر كما ذكرت وسائل الإعلام التركية. وأكد داود أوجلو أمس الأربعاء "نتخذ كافة التدابير لضمان أمن مواطنينا".