عواصم – ش – وكالات
مجددا تعود الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبعد قمة عربية في القاهرة، واجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وبشكلٍ متزامن، أبدت أنقرة استعدادها للتوسط بين البلدين، فيما دعت بكين الرياض وطهران للتهدئة.
وزير خارجية تركيا مولود تشاويش أوجلو قال في كلمة له أمام السفراء الأتراك يوم أمس الإثنين إن تركيا مستعدة للقيام بما يتطلبه الأمر للمساعدة في انهاء التوترات بين إيران والسعودية التي تصاعدت بعد أن أعدمت الرياض نمر النمر يوم الثاني من يناير ولم تتمكن طهران من حماية السفارة السعودية من هجوم عليها.
ومن أنقرة إلى بكين؛ دعا دبلوماسي صيني رفيع المستوى السعودية وإيران إلى "الهدوء وضبط النفس" خلال زيارة قام بها الى البلدين الاسبوع الفائت، بحسب ما افاد بيان رسمي صادر عن الحكومة الصينية.
وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع ايران خلال الشهر الجاري بعدما هاجم متظاهرون مقري بعثتيها الدبلوماسيتين في طهران ومشهد احتجاجا على اعدام رجل الدين السعودي المعارض نمر باقر النمر.
وانعكس التوتر بين القوتين على كل الشرق الاوسط والعالم الاسلامي ويخشى ان يؤثر سلبا على عملية تسوية النزاعين في سوريا واليمن. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيانين منفصلين نشرتهما على موقعها الالكتروني ان مساعد وزير الخارجية الصيني جانغ مينغ التقى الاسبوع الفائت مسؤولين سعوديين وايرانيين كبار خلال جولة من يومين شملت البلدين.
وقال احد البيانين ان الدبلوماسي الصيني عبر في السعودية عن امله في التزام كل الاطراف الهدوء وضبط النفس وتسوية الخلافات بالحوار وبذل جهود مشتركة لدفع الوضع باتجاه الانفراج.
واوضح البيان الثاني انه كرر في ايران الدعوة الى الهدوء وضبط النفس وعبر عن الامل في ان تعمل كل الاطراف معا لحماية السلام والاستقرار الاقليميين. وتعتمد الصين على الشرق الاوسط للحصول على امداداتها النفطية لكنها نأت بنفسها لفترة طويلة عن النزاعات الدبلوماسية وغيرها في المنطقة. وبدأت مؤخرا تقوم بدور اكبر لا سيما على صعيد الازمة السورية.
واستضافت بكين الشهر الفائت اجتماعا ضم مسؤولين كبار من السلطات السورية والمعارضة سعيا الى "حل سياسي" للازمة . واستخدمت بكين حق النقض (الفيتو) اربع مرات لمنع تبني مجلس الامن الدولي اجراءات مرتبطة بهذا النزاع، يدعو آخرها الى تحقيق في جرائم حرب في هذا البلد.
في غضون ذلاك؛ طالبت وزارة الخارجية الإيرانية المجلس البلدي في طهران بإعادة اسم "بوستان" إلى الشارع الذي كانت تقع فيه السفارة السعودية بعدما غيره محتجون إلی اسم "نمر النمر"، بحسب ما جاء في موقع روسيا اليوم.
ونقل رئيس اللجنة الخاصة بأسماء الأماكن العامة في المجلس البلدي لطهران مجتبی شاكري، أن وزارة الخارجية طلبت من المجلس الإبقاء علی الاسم القديم للشارع وعدم إجراء أي تغيير عليه.
واعتقلت السلطات الإيرانية 66 بتهمة مهاجمة السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، بعدما نشرت معلومات أولية عن أن من قُبض عليهم 40 شخصاً.
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية الإيرانية حسين علي أميري قد أعلن إقالة المعاون الأمني في محافظة طهران صفر علي براتلو من جانب وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، بداعي تقصيره في عمله حيال الحفاظ علی أمن السفارة السعودية في طهران.
وعلى صعيد آخر؛ توعد تنظيم القاعدة في بيان مشترك لفرعيه في شبه الجزيرة العربية والمغرب العربي "بالثأر" من السعودية لاعدامها اكثر من اربعين عنصرا مرتبطين به مطلع الشهر الجاري.
وحمل البيان المؤرخ في العاشر من يناير وتداولته منتديات الكترونية، توقيع تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الذي نشأ من دمج فرعي التنظيم في السعودية واليمن، و"قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الاسلامي" الموجود في دول شمال افريقيا.
واعلنت وزارة الداخلية السعودية في الثاني من يناير، تنفيذ حكم الاعدام بحق 47 مدانا "بالارهاب"، نمر النمر، وآخرون مرتبطون بالقاعدة، ومحكومون لتورطهم في عمليات تبناها التنظيم خلال العقد الاول من الالفية الثالثة.
ومن ابرز هؤلاء فارس آل شويل الذي قدمته وسائل اعلام سعودية على انه من ابرز رجال الدين المرتبطين بالتنظيم وابرز "منظريه" الشرعيين. وفي تسجيل صوتي منسوب اليه، اعتبر ابراهيم بن حسن العسيري، احد ابرز قياديي القاعدة في شبه الجزيرة والذي يعد بمثابة "مصمم القنابل" فيه، ان الذين نفذ حكم الاعدام بحقهم هم من "الابطال الشهداء".
واضاف "ذنبهم الوحيد انهم قارعوا الصليبيين في الجزيرة في الوقت التي كانت الطائرات الاميركية تنطلق منها لتقتل اخواننا المسلمين المستضعفين في افغانستان والعراق" عامي 2001 و2003.
وسبق لتنظيم القاعدة ان نفذ في الاعوام الماضية، تفجيرات وهجمات لاخراج سجناء مرتبطين به في دول عدة مثل اليمن والعراق وافغانستان. وفجر انتحاري يقود سيارة مفخخة نفسه في الرياض في 16 يوليو الماضي عند نقطة تفتيش على طريق مؤد الى سجن الحائر الذي يخضع لحراسة مشددة ويعتقد ان اسلاميين متشددين مسجونون فيه.