جامعة السلطان قابوس تقدم دراسة عن دور العلاج بالحجامة

بلادنا الثلاثاء ٢٠/أكتوبر/٢٠٢٠ ١٢:٠٩ م
جامعة السلطان قابوس تقدم دراسة عن دور العلاج بالحجامة

مسقط - الشبيبة

قدم فريق طبي من مستشفى جامعة السلطان قابوس دراسة عن دور العلاج بالحجامة في السيطرة على الألم: مراجعة علمية شاملة. ضم الفريق كل من الدكتور عبدالعزيز بن محمود بن ناصر المحرزي، طبيب استشاري أول بطب المجتمع والصحة العامة، والدكتورة أسماء بنت سعيد بن حمد الشيذانية، طبيب استشاري بطب المجتمع والصحة العامة بالمستشفى الجامعي.

وتعد الحجامة إحدى أهم وسائل علاج الطب الشعبي التي استخدمتها شعوب الأرض المختلفة، وقد أشارت البحوث إلى أن تاريخ استخدام هذه الوسيلة يعود إلى قدماء المصريين قبل ما يقارب 5500 سنة، وانتقلت بعد ذلك إلى الحضارة اليونانية، وبعدها إلى الحضارة الرومانية، وإلى بقية بقاع العالم.

وقد كانت الحجامة إحدى وسائل العلاج المعروفة وقت بزوغ الإسلام، وأشار الرسول – صلى الله عليه وسلم – باستخدامها. ووصفها أبو بكر الرازي، أحد أكبر العلماء والأطباء المسلمين، بأنها عملية للتخلص من الدم الفاسد الموجود في أوعية الدم السطحية.

تستخدم الحجامة كعلاج لعدة مشاكل صحية وأمراض عديدة لاسيما تلك المرتبطة بالألم ومنها آلام أسفل الظهر، وآلام الرقبة، إضافة الى الأمراض الجلدية وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتطرقت الدراسة كذلك إلى النظريات العلمية التي حاولت تفسير التأثيرات الإيجابية للحجامة على الجسم بصورة عامة وعلى الألم بشكل خاص. ويتم إجراء الحجامة عن طريق وضع أكواب على نقاط جلدية معينة يتم اختيارها حسب نوع الألم، وأكثر المناطق شيوعا هي منطقة الظهر وذلك لإحداث مناطق ذات ضغط جوي منخفض بواسطة مضخة هواء يدوية صغيرة أو مضخة كهربائية أو بواسطة الحرارة عن طريق إشعال النار، ويؤدي ذلك إلى انجذاب الجلد داخل الأكواب.

هناك أنواع عديدة من الحجامة، ومن أبرزها الحجامة الجافة وهذا النوع هو الأكثر شيوعًا في الصين، والحجامة الرطبة وتستخدم كثيرًا في السلطنة ويقوم خلالها المعالج بإحداث خدوش في الجلد لاستخراج الدم.

استعرضت الدراسة نتائج أهم التجارب السريرية للأمراض المرتبطة بالألم، والتي تستخدم فيها الحجامة بكثرة وهذه الأمراض هي ألم أسفل الظهر، وألم الرقبة، وآلام المفاصل، والألم العصبي التالي، ومتلازمة النفق الرسغي، والألم العضلي التليفي.

وقد أشارت النتائج إلى فوائد الحجامة بشكل عام في تخفيض حدة الألم، وعودة الحركة الطبيعية للجزء المتأثر من الجسم، وتحسن في جودة الحياة في معظم الأمراض إلا أن الأدلة العلمية كانت متفاوتة في بعض الحالات مقارنة بالأخرى، وكانت جميع هذه الدراسات تعاني من مشاكل جوهرية تتعلق بمعايير جودة البحوث من النواحي الآتية: عدد المشاركين يعد صغيرًا نسبيًا بالرغم من العدد الكبير لهذه الدراسات، معايير اختيار المرضى كانت مختلفة، أنواع الحجامة وعدد الجلسات والفترة الزمنية للعلاج كانت مختلفة كذلك، وسائل تقييم الألم ومعايير التقييم الأخرى كانت مختلفة، والمدة الزمنية للدراسات تعد قصيرة ولا تتعدى ثلاثة أشهر.

وقد سلطت الدراسة الضوء على موانع استخدام الحجامة كالجلطات الدماغية، وأمراض القلب الشديدة، وفشل الأعضاء، والالتهابات الجلدية، ومرض فقر الدم، والسرطان. أما بالنسبة للآثار الجانبية للحجامة فمنها ما يمكن تجنبه كالندوب والكدمات والحروق والالتهابات الجلدية، وتلك التي لا يمكن تجنبها كالصداع والدوار واللوعان والإرهاق وقلة النوم واحمرار وانتفاخ الجلد.

أشارت الدراسة كذلك إلى أهمية اتباع الإجراءات اللازمة لمكافحة العدوى كالتعقيم واستخدام الأدوات المعقمة خلال عملية الحجامة.

وقد خلصت الدراسة إلى ضرورة إجراء المزيد من البحوث والتقصي عن الفوائد المحتملة للحجامة في هذا النوع من المشاكل الصحية المرتبطة بالألم المزمن، وأهمية توحيد المعايير البحثية وتحسين جودة البحوث لكي تكون النتائج ذات مصداقية أكبر. هذه الدراسة تمثل دعوة للتقارب والتكامل بين الطب الحديث والطب الشعبي بحيث تكون للمريض في المستقبل حرية الاختيار بين أنواع العلاج المختلفة إذا أثبتت الدراسات فوائدها.