(لإضافة تعليقات لوزير الدفاع الإسرائيلي)
من دان وليامز
القدس 12 أبريل نيسان (رويترز) - أبدت إسرائيل اليوم الثلاثاء موافقة على إعادة مصر لجزيرتين بالبحر الأحمر في مضيق استراتيجي للسعودية إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إن الرياض تعهدت باحترام شروط معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
وتقع جزيرتا تيران وصنافير في المدخل الجنوبي لخليج العقبة ووقعت مصر والسعودية اتفاقية لترسيم الحدود يوم الجمعة الماضي وقالت القاهرة في اليوم التالي إن الرسم الفني لخط الحدود أسفر عن وقوع الجزيرتين داخل المياه الإقليمية للسعودية. وتسيطر مصر على الجزيرتين منذ عام 1950.
وأغلقت مصر مضيق تيران عام 1967 وهو ما دفع إسرائيل لشن حربها على مصر ودول عربية أخرى. وعندما أبرمت مصر وإسرائيل اتفاق سلام عام 1979 تعهدت القاهرة باحترام حرية الملاحة في العقبة وإيلات وهو التزام قالت السعودية أنها ستحترمه عندما تتسلم الجزيرتين.
وإيلات هو الميناء الإسرائيلي الوحيد في خليج العقبة والبحر الأحمر والعقبة هو المنفذ الوحيد للأردن هناك.
وقال راديو الجيش إن يعلون أكد في إفادة للمراسلين العسكريين الإسرائيليين اليوم الثلاثاء على أن السعوديين الذين لا تربطهم علاقات رسمية مع إسرائيل سيلتزمون بتفاصيل معاهدة السلام.
وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أٌبلغ مقدما بالاتفاقية المصرية-السعودية ولم يبد أي اعتراض على الفور.
ورأى عضو بارز في البرلمان الإسرائيلي ينتمي لحزب نتنياهو أن الاتفاقية لا تمثل تهديدا لإسرائيل.
وقال تساحي هنجبي الذي يترأس لجنه الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي "إنها (الاتفاقية) تتعلق بنا ولا تزعجنا."
وأضاف "السعوديون الملتزمون بحرية الملاحة وفقا للقانون الدولي لن يلحقوا الضرر بجوهر الاتفاق المبرم بين مصر وبيننا في هذا الشأن وستبقى حرية الملاحة في العقبة وإيلات كما هي."
من جانبها قالت السعودية إن الاتفاقية لن تغير موقفها من إسرائيل.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة مع محطة (سي.بي.سي) الفضائية المصرية الخاصة يوم الأحد "لن يكون هناك علاقة مباشرة بين المملكة العربية وإسرائيل بسبب إعادة هذه الجزر."
لكنه أضاف في إشارة فيما يبدو إلى العلاقات المصرية الإسرائيلية "هناك اتفاقية والتزامات وافقت عليها مصر تتعلق بهذه الجزر والمملكة العربية ملتزمة بهذه الالتزامات بدون أي علاقة أو أي تواصل مع الجانب الإسرائيلي."
وأشار بعض المعلقين الإسرائيليين إلى أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية والخطة المتعلقة بها لبناء جسر يربط بين مصر والسعودية عبر الجزيرتين ربما تسهل وصول المتشددين إلى سيناء.
لكن هنجبي رفض هذا الافتراض ووصفه بأنه "قلق مرضي". ورحب بالتقارب بين الدول العربية السنية التي تشارك إسرائيل في عدائها لإيران الشيعية وحزب الله الشيعي في لبنان وكذلك للجماعات الإسلامية المتشددة التي تزعج المنطقة.
وقال هنجبي المقرب من نتنياهو منذ زمن طويل "نحن مهتمون بتوسيع نطاق التعاون في المحور السني الذي يصارع المحور المتطرف الذي تتزعمه إيران."
وأضاف "كلما ارتبط السعوديون ودول الخليج بشكل عام بالدول التي تربطنا بها اتفاقيات سلام وشكلوا معا جبهة استراتيجية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإيران وحزب الله وضد كل اللاعبين الذين هم أعداؤنا الفعليون ستكون النتيجة في نهاية المطاف هي الاتحاد وليس الضعف." (شاركت في التغطية لين نويهض في القاهرة - إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)