منيرة البلوشية..تحلم بتعريف العالم على الأزياء العُمانية

بلادنا الاثنين ١٢/أكتوبر/٢٠٢٠ ٠٩:١٩ ص
منيرة البلوشية..تحلم بتعريف العالم على الأزياء العُمانية

مسقط - الشبيبة 

لم تكن تعلم بأنَّ تخصصها الأكاديمي في الهندسة المعمارية الذي حلمت به يومًا، سوف يقودها إلى إنشاء مشروع لا يمت بصلة مباشرة له، وأن انتظار قطار التوظيف لن يوصلها إلى تحقيق ذاتها كأي مواطنة تتطلع لأن تُسهم في بناء وطنها في قطاعات ما زال مملوءة بالأيادي الأجنبية في مجالات دراستها وغيرها. إلا أنّها رغبت في تحدي الذات وتجاوز التحديات بإنشاء مشروع نسائي في بيع الأزياء العُمانية والأقمشة ومستلزمات الخياطة بدءًا بخيط الإبرة إلى فتح محلات عامرة الواحد تلو الآخر تعج بالأزياء العُمانية التقليدية وبأنواع القطن والحرير من دول العالم، وتسخّر دراستها الجامعية واطلاعها على توجهات السوق عبر الإبحار في عوالم التقنية وتوظيفها في التسويق الإلكتروني لبضاعتها التي ازدهرت في ظل الظروف الصحية الراهنة لتفشي جائحة كورونا (كوفيد 19)، لتصبح لها بداية جديدة وقوية لمحلاتها التي شرعت في الانتشار بشكل كبير لدرجة أنّ عدد متابعيها وحساب محلاتها على انستجرام بلغ أكثر من 200 ألف متابع من الجادين من متذوقي الملابس النسائية زاهية الألوان.

علامة تجارية

وقد فتح التسوُّق الإلكتروني أمامها أبوابًا جديدة للتوسع كمًا ونوعًا عبر الانتشار في مختلف محافظات السلطنة، ولم تكتفِ بأن يكون مشروعها تجاريًا فقط وإنما دفعها شغفها وحبها لثقافة بلدها والتنوُّع الواسع في أزيائه التقليدية الممتزجة بتعدد الثقافات في المجتمع العُماني بأن تكون لها علامة لمنتجاتها التجارية لإضفاء الجوانب الثقافية على الأعمال التجارية من جانب، وترويج التنوُّع الحضاري في السلطنة لدول العالم من جانب آخر، فكان لها هذا الشغف وذاك الطموح في عكس جانب من جوانب حضارة السلطنة الموغلة في القِدم.

إنها رائدة الأعمال منيرة البلوشية، خريجة هندسة معمارية سنة ٢٠١٣م من الكلية التقنية العليا سابقًا (الجامعة التقنية والعلوم التطبيقية حاليًا)، صاحبة مشروع (الندى للأزياء) ومصمّمة الأزياء التقليدية وبيع مختلف الأقمشة ومستلزمات الخياطة وأيضًا صاحبة موقع alnada.om في وسائل التواصل الاجتماعي.

البداية من المنزل

تروي المهندسة منيرة البلوشية قصتها منذ البدايات قائلةً: بعد الانتهاء من دراستي في سنة ٢٠١٣م بدأت بالبحث على وظيفة، وبعد مُضي فترة دون أن أحصل على عمل بدأت بالتفكير في تأسيس مشروع خاص بي من المنزل عن طريق تطبيق الانستجرام والبدء بتجارة الملابس الجاهزة برأس مال بسيط لا يتجاوز ٦ آلاف ريال عماني فقط، ومع استمراري واهتمامي اليومي جعلت تنويع الملابس التقليدية وتصميمي للأزياء العُمانية اهتمامي الأول.

مزج الهندسة بالأزياء

وتقول البلوشية إنّ دراستها وتعلمها عن دمج الألوان في تخصص الهندسة المعمارية صقل موهبتها في تصميم الأزياء بعد نجاح حسابها على الانستجرام والتجارة من المنزل، وبعد سنتين قرَّرت افتتاح محل تجاري لها في المعبيلة الجنوبية بمحافظة مسقط وأصبح الزبائن يتوافدون عليها من محافظات شمال وجنوب الباطنة وشمال وجنوب الشرقية وباقي محافظات السلطنة، وبعد فترة قامت بتوسعة المحل بالمعبيلة وبعدها فتحت محلاً في العامرات.

وتضيف أنّه وفي ظل جائحة كورونا وكأي مؤسسة صغيرة أصبحت تحت رحمة الجائحة نتيجة للإجراءات التي فُرضت للوقاية، إلا أنها أبت أن تستسلم للظروف ووجدت حلاً لتلافي تداعيات الأزمة الصحية بل واستثمارها، حيث اتجهت للتجارة الإلكترونية من خلال الموقع الإلكتروني وتطبيق للنظامين آبل وأندرويد، مما ساعدها وحقق لها نجاحًا جديدًا وجعلها تخرج من هذه الأزمة أقوى وتوسعت كمًا وكيفًا.

التحديات والدعم المطلوب

ليس بالسهل النجاح في عالم ريادة الأعمال وذلك بسبب صعوبات كثيرة تواجهها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتضرب المهندسة بعض الأمثلة للتحديات مثل عدم وجود قوانين تحمي التجّار المبتدئين وأيضًا ارتفاع التكاليف ومساواة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع الشركات الكبيرة في تطبيق الإجراءات، وفي ظل التغيّرات الحالية واهتمام السلطنة بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأيضًا التجارة الإلكترونية فهي تدعو الجهات المعنية لتسهيل الإجراءات والإسراع بالربط الإلكتروني للمؤسسات ذات الصلة للتقليل من المستندات المطلوبة في كل مرة على رائد الأعمال، وأيضًا دعم رواد الأعمال من حيث تقليل التكاليف عليهم وإعطائهم فرصة للدخول في ريادة الأعمال بأقل مبلغ ممكن.

تمكين المرأة العُمانية

وحول الاهتمام بالمرأة العُمانية ترى منيرة أنّ تمكينها واضح في الكثير من الجوانب التي تفخر بها المواطنة، موضحة أن هناك جوانب كثيرة للتمكين حظيت بها المرأة العمانية سواء في العمل أو المشاركة أسوة بأخيها الرجل وتكافؤ الفرص المتوفرة للجنسين وتمكينها من تبوء المراتب العليا في الدولة كالوزيرة وعضوة مجلس الدولة ومشاركتها في انتخابات الشورى مرشحة ومترشحة، مؤكدة أنّ كل ذلك وغيره جعل المرأة العُمانية تسعد كثيرًا بالمقارنة بنظيراتها في دول العالم، مُضيفةً أنّ الاحتفال بيوم المرأة العُمانية في السابع عشر من أكتوبر من كل عام إشارة بالغة على الاهتمام الذي تحظى به المرأة العُمانية.