معرض "الضوء و الفرشاة" يفتح الخيال على امكانية التجديد الفني

مزاج الخميس ١٤/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٣٥ ص
معرض "الضوء و الفرشاة" يفتح الخيال على امكانية التجديد الفني

مسقط -ش
معرض "الضوء والفرشاة" هو الوليد الاول لتجربة جديدة من نوعها في مسقط تقوم على الدمج بين فني التصوير والرسم، وعندما يحدث أن تلتقي الفرشاة بالعدسة والضوء فإن الناتج سيكون حتما لوحات يتراقص فيها الجمال ويجبرك على الإمعان فيها لتكتشف بصعوبة أين لعب الضوء لعبته وأين اختبأت ضربات الفرشاة.
معرض الضوء والفرشاة كان تجربة جمالية مبتكرة بامتياز لكل من الفنان التشكيلي عبد المجيد كاروه والفنان حسن علي جواد والذي استضافه معرض متحف بيت الزبير مساء أمس الأول بحضور نخبة كبيرة من عشاق الفن والمهتمين، وضم المعرض ما يناهز الثمانون عملا فنيا تنوعت بين الصور والرسم والأهم كانت الأعمال التي حملت فكرة الدمج بين الفنين معا وجزء كبير من الاعمال كان قد حمل ملامح مطرح الجميلة الواجهة البحرية وسوق مطرح القديم والمنازل ذات الطراز المعماري القديم والنوافذ والأبواب وقلعتي الجلالي والميراني كلها كانت لوحات بصرية غاية في التنوع والجمال.

المعرض الأول
بفكرة جديدة اختار حسن علي جواد اللواتي أن يتميز معرضه الأول، صور عديدة من أعماله كان قد التقطها منذ مدة وتعد باكورة ما قام بتجميعه على مدار السنين وبقيت حبيسة الأرشيف، وأخرى جديدة التقطها من أجل المعرض وأراد من خلالها التعبير عن عشقه الطويل الذي يمتد إلى مراحل الطفولة الاولى حين أهداه والده آلة تصوير وكان التصوير في مسقط في مهده آنذاك.
عن المعرض يقول: "لم تستمر الحياة إلا بالتطور والتغيير ولم يتطور الفن إلا بخيال الفنان الواسع وحسه املرهف حين يقوم بمزج المكونات الطبيعية والجمالية التي يراها من حوله ليخلق فنا يسهل عليه تحويله إلى لوحة معبرة ليتمتع بها الناظر الذي لا يستطيع أن يصل إلى خيال الفنان أو المكان الذي أوجد فيه الفن.
ويضيف: "إيماني بالتطور والتغيير أوحت لي بفكرة دمج صوري الفوتوغرافية مع لوحات مرسومة وبهذا يتم مزج الضوء مع ألوان الفرشاة لخلق إبداع يستثير الإدراك الحسي ويفتن الناظرينن وقد وجدت في الفنان عبد المجيد كاروه الفنان المطلوب ليقوم بوضع حسه الفني على الصور التي هي بطبيعتها تعتبر صور مرسومة بالضوء من الطبيعة والبيئة العمانية ولتكون هي المرة الاولى التي يتم فيها تقديم أعمال فنية تحمل توقيع اثنين من الفنانين معا. لقد كانت تجربة رائعة امتدت على مدار عام كامل.

عاشق مطرح
لا يمكن وصف الفنان المبدع عبد المجيد كاروه إلا بالابن البار لولاية مطرح، ففي كل لوحة من أعماله يظهر مدى عشقه وتعلقه بمسقط رسه. نوافذها وأبوابها وكورنيشها وحتى سيارة الشرطة وسيارات التكسي وجدت طريقها إلى لوحاته. يمكن وصف الأعمال بانها نابضة بالحياة تصور مطرح بشرا وحجرا من الزخارف على جدران البيوت إلى النوافذ العتيقة وزحام الناس في السوق والمتأملون على الكورنيش إلى قلعتي الجلالي والميران. كلها اعمال نابضة بالحياة.
يقول كاروه: عشقي لا محدود لولاية مطرح ، عايشت أحداثها وأحبَّها بإرثها التاريخي الضارب في الجذور كمينائها البحري العريق، والسوق القديم وأزقتها العتيقة إضافة إلى الفن المعماري في كل رُكن من أركان مبانيها التراثية فهي ملهمتي الأولى" .

ويضيف: "كانت تجربة مثيرة وممتعة جدا التي قمت بها مع المصور حسن، استغرقت عاما كاملا من العمل والتحضير وتنفيذ الأعمال معا، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها فنان تشكيلي ومصور على مزاوجة أعمالها وتقديم هذا الدمج المبتكر بين الضوء والفرشاة وكما ترون فإنها تجربة حصدت الإعجاب والنجاح مما يشجع على المضي قدما بهذا الطريق القائم على التجديد في اسلوب طرح الأفكار المبتكرة والدمج بين الفنون.
يعد الفنان عبدالمجيد كاروه من الفنانين المجيدين والنشيطين، له العديد من المشاركات الداخلية والخارجية والمعارض الفردية وهو حاصل على عــدد من الجوائــز في مختلف المشاركـات الفنيـة.