عيسى المسعودي
يوم اخر صعب وحزين يمر علينا هذا العام مع اعلان وفاة سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح امير دولة الكويت الشقيقة امير الانسانية والحكمة والمحبة رجل السلام والعطاء فهذه الشخصية تستحق كل الالقاب الرائعة التي يمكن ان نطلقها عليه ، شخصية ارتبطت بالعمانيين كثيرا فدخل في قلوبنا بسرعة وبمحبة شديدة كما دخل قلوبنا كل الكويتين فقد كون الامير الراحل ثنائية رائعة مع المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - فكانوا نصراء لمبادى السلام والتفاهم والمحبة بين الدول والشعوب وساهما وبشكل كبير في تطوير العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين وفي مختلف المجالات والقطاعات بحيث اصبحت هذه العلاقات مثال يحتذى به بين دول المنطقة ليس هذا فقط بل يمكن القول اننا وصلنا بهذه العلاقة الي آفاق ارحب والي علاقات خاصة جدا تجمع الشعبين الشقيقين فتجدنا اليوم نتشارك في الافراح والاحزان والمصير المشترك وبيننا احترام وتقدير ومحبة نموذجية تعطي للعالم صورة مشرفة للعلاقات الخليجية والعربية وبلاشك ان هذه العلاقة لم تكن تصل الي هذه المرحلة لولا اهتمام ودعم امير الانسانية المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الاحمد والمغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراهم فكنا نتابع لقئاتهم واجتماعاتهم والعلاقة الخاصة التي تجمعهم والتفاهم الكبير بينهم في مختلف المواقف والمواضيع وقد انعكس ذلك على الشعبين فكلنا تابعنا كيف تأثر الكويتيون بوفاة سلطان السلام وعبروا عن ذلك بمختلف الوسائل والطرق وبنفس الدرجة والتأثر نتابع اليوم كيف تلقى العمانيون خبر وفاة الامير صباح وتأثرهم بذلك فكل هذه الامور والمواقف دليل على الحب المشترك والحالة الوجدانية الواحدة التي يتحلى بها الشعبين في مثل هذه المواقف فنحن العمانيين نعتز ونفتخر بدور الامير الراحل في المنطقة وبشخصيته الرائعة وحبه الشديد لعمان واهلها.
لم تفقد الكويت وحدها الامير صباح الاحمد بل فقدته عمان وكل الدول الخليجية والعربية والاسلامية وكل الدول التي تنادي بالسلام والمحبة فهو شخصية استثنائية بمعنى الكلمة تفتخر الكويت ونحن معها به وبكل الاعمال الجليلة التي قام بها طوال حياته فقد عاش من اجل نشر السلام والمحبة والتقارب والصداقة بين الدول وحرص على جعل دولة الكويت في مقدمة الدول العصرية ودولة شقيقة وصديقة للجميع تقف مع الحق ومع نصرة المظلوم وساهم الراحل وبشكل كبير في دعم مسيرة مجلس التعاون وكان له دور كبير بحكمته ودبلوماسيته في تعزيز العمل والتعاون الخليجي والعربي وكان له حضور بارز وفاعل في العديد من القضايا الصعبة والتحديات والمواقف التي واجهتها بعض الدول فكان رجل السلام والمحبة ونجح في العديد من المساعي التي قام بها وذلك بشهادة الجميع فكان قائدا ملهما وقدوة للجميع مما جعل الكويت دولة مهمة في المنطقة يجتمع ويلتقي فيها الفرقاء احيانا وكل من يريد النصيحة والرأي ولعلنا نتذكر خلال الفترة الفائتة ورغم حالة سموه الصحية كيف كان يتنقل بطائرته بين دول الخليج وفي ظروف صعبة لتعزيز العمل الخليجي المشترك وايجاد الحلول لضمان المحافظة و استمراية هذا الكيان الهام للمنطقة وتأكيد دعم الكويت لكل المساعي والخطوات التي تحقق ذلك وبالنسبة للامة العربية والاسلامية فيشهد التاريخ ان المرحوم كانت له مواقف مشرفة لمختلف القضايا المصيرية وكان يقف مع كل الدول على خط واحد لتحقيق السلام والعدل والحياة الكريمة لشعوب هذه الدول وترأس بالوساطه لتقريب وجهات النظر في كثير من المواضيع والقضايا الصعبة وكان رحمه الله محل تقدير واحترام من الجميع فما كان من هذه الدول والشعوب سوى رد الجميل بالمحبة والتقدير والاحترام لشخصيته الرائعة وللكويت كدولة راعية للسلام للجميع.
لقد كان للراحل امير الكويت اعمال ومبادرات انسانية ودعم غير محدود في تنفيذ البرامج الخيرية في كثير من الدول العربية والاسلامية وفي مختلف المناطق التي تحتاج الي المساعدة والدعم فكانت بصمته حاضرة عبر مؤسسات الكويت الخيرية واليوم ستجد هذه البذور الطيبة التي غرسها الامير الراحل نبتت وترعرت في حب الامير وفي حب الكويت وفي حب العمل الانساني النبيل الذي يعود على الامة العربية والاسلامية بالخير وسيبقى اسم وشخصية الامير الشيخ صباح باقيه في قلوبنا جميعا وسنذكره بالخير ونترحم عليه فمثل هذه الشخصيات تظل خالدة بيننا وللاجيال القادمة كنماذج يحتذى بها وبسيرتها العطره وبلاشك ان الكويت ستواصل نهج الامير الراحل كراعية للسلام والانسانية وستمد يدها دائما لكل المبادرات التي تساهم في تعزيز الاستقرار ونشر مبادى السلام والمحبة في العالم.