"نزوى" .. نموذج مصغر لعمان

بلادنا الأحد ٠٤/أكتوبر/٢٠٢٠ ٠٩:١١ ص
"نزوى" .. نموذج مصغر لعمان

نزوى - الشبيبة

جيتلي: تضم نزوى كل ما بالسلطنة من تنوع وتجمع ما بين معظم أنواع السياحة سواء التراثية والمزارات السياحية وسياحة الاستجمام والتسوق

تعد ولاية نزوى بمحافظة الداخلية واحدة من الوجهات السياحية المفضلة في السلطنة دائما وذلك لما تزخر به من معالم سياحية متنوعة، ولما اشتهرت به على الدوام من حيث تاريخها العريق فهي العاصمة العمانية القديمة وهي المدينة التي اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية في العام 2015م.. ويرى سنديب جيتلي، الرئيس التنفيذي لشركة أوبار للمنتجعات والفنادق، والمدير العام لفندق جولدن توليب، أن نزوى من أفضل الوجهات السياحية المفضلة في الوقت الحالي وفي الفترة المقبلة، فبعد عناء فترة طويلة من البقاء بالبيت وعدم الخروج وفي ظل الإجراءات الاحترازية التي أتخذت للحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) تأتي ولاية نزوى لتكون الأنسب والأقرب والأفضل للسياحة وقضاء أفضل الأوقات للجمع ما بين الزيارات السياحية والاستجمام وغيرها. 

يقول جيتلي: تنال نزوى هذه المكانة لأسباب كثيرة فهي تعتبر تعتبر نموذجا مصغر لعمان، فهي تضم كل ما تتمتع به السلطنة من تنوع بدءا المناخ المتميز، وهي الولاية التي تجمع ما بين معظم أنواع السياحة سواء التراثية والمزارات وسياحة الاستجمام والتسوق وغيرها، وتتميز بقربها من العاصمة مسقط كما أنها يميزها قربها من الجبل الأخضر وولاية الحمراء مما يجعل كثير من الناس يفكرون في المجيء لقضاء عدة أيام مقسمة ما بين نزوى والجبل الأخضر والحمراء. فنزوى تضم كافة أنواع التراث العماني الأصيل من الصناعات الحرفية والتقليدية من صناعة الخناجر والمصنوعات الفضية كإنتاج الخلاخيل والأطواق والقلائد، والخشبيات والصناعات التقليدية كصناعة الفراش الذي يوضع تحت الطعام، وصناعة ماء الورد الذي يستخلص بعملية التقطير، وصناعة الحلوى. وهي تضم الأسواق التقليدية القديمة فسوق نزوى واحد من الأسواق التاريخية المعروفة وهو سوق الولاية الذي يضاهي سوق مطرح في العاصمة مسقط، ويقع على مقربة من أسوار قلعة نزوى، وقد ظل هذا السوق على مدى مئات السنين سوقا مميزا يحتضن في تقاسيمه وتفرعاته الكثير من الصناعات التقليدية المحلية كصناعة الخناجر والفضلة والنحاس والغزل وبيع المواشي والأسماك والخضار والمشغولات اليدوية.

ويضيف المدير العام لفندق جولدن توليب: تضم نزوى القلاع والحصون والوديان والأفلاج والحارات القديمة وليس أدل على ذلك من قلعة نزوى التي تعتبر واحدة من الرموز العمانية الأصيلة حيث كانت نزوى عاصمة لعمان في فترات متقطعة ما بين القرنيين الميلاديين الثامن والثاني عشر، وحافظت نزوى على مكانتها البارزة كمدينة للعلم والمعرفة . تنفرد قلعة نزوى التي بناها الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي عام 1650 بشكلها الدائري الضخم، وترتبط القلعة بحصن ذي ممرات متاهية معقدة. وتعد ضمن أقدم القلاع في سلطنة عمان حيث تنفرد بشكلها الدائري الضخم المطمور بالتراب، ارتفاعها 24 مترا وبها سبعة آبار وفتحات متعددة لمرابطة المقاتلين المدافعين عن القلعة والمدينة خلال العصور القديمة.

قلعة بهلاء وحصن جبرين

ويقول: إذا ما توجهت نحو ولاية بهلاء على بعد دقائق ستجد قلعة بهلاء وهي من القلاع الهامة بالسلطنة وتم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو كمحمية ثقافية في 1987 وتضم المحمية واحة بهلاء بأسواقها التقليدية وحاراتها القديمة ومساجدها الأثرية وسورها الذي يبلغ طوله ما يقارب 13 كلم ويعود تاريخ بنائه إلى فترة ما قبل الإسلام، ويعود تاريخ القلعة للألف الثالث قبل الميلاد، وقد ارتبطت بالعديد من الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس.. وكذلك هناك حصن جبرين، وقام ببنائه بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي عام 1670م وهو مكون من ثلاثة أدوار ويحتوي على 55 غرفة، يبلغ طوله حوالي 43 مترا وعرضه 22 مترا ويبلغ طول سوره الشرقي حوالي 72 مترا ويخترق الحصن من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي فلج جبرين الذي يمر بوسط الحصن ويوجد بالحصن ضريح الإمام بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي وقد صمم الحصن ليكون قصرا لإقامة الإمام، وقامت وزارة السياحة والتراث بترميم الحصن وتأثيثه عام 1982م بغرض فتحه للزوار. وكان الحصن منطقة تجمع علمية ودينية وتخرج منه الكثير من العلماء والمشايخ.

ويشير جيتلى إلى أن هناك فلح دارس الذي لا يقل أهمية عن بقية المواقع التاريخية والأثرية والمزارات السياحية العمانية فقد تم اختارته لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «اليونسكو» ضمن 5 أفلاج عمانية لإدراجها بقائمة التراث العالمي في المنظمة، ويعتبر فلج دارس من أكبر الأفلاج في السلطنة من حيث كمية مياهه المتدفقة وطول قناة التصريف التي تمتد لمسافة 5 كيلومترات، ولذا فهو يعد أحد أهم الأفلاج العمانية التاريخية والمزارات السياحية الفريدة التي تستهوي السياح والزوار للسلطنة.

كما يشير إلى أن هناك معلم من أبرز المعالم في محافظة الداخلية وهو كهف الهوتة الذي تم تسمية بهذا الاسم نسبة إلى قرية الهوتة التي يقع الكهف ضمن نطاقها، وتم افتتاحه كمزار سياحي في 2006، ويمتد لمسافة 5 كيلومترات تحت الأرض، أما المسافة التي يمكن الدخول إليها هي 860 مترا تبدأ بعدها البحيرة التي تمتد لمسافة 4 كيلومترات، وتتطلب لاجتيازها تجهيزات خاصة، وتبدأ الرحلة داخل الكهف بقطار يأخذ الزوار من الاستقبال في رحلة تقرب من الخمس دقائق بين مناظر الجبال والوديان إلى فم الكهف ثم بعد ذلك تتابع الرحلة مشيا على الأقدام في رحلة دائرية وحتى الخروج من نفس المدخل مرة أخرى، وتختلف درجات الحرارة داخل الكهف من البرودة والرطوبة حسب الصعود والارتفاع واتساع المكان وضيقه. وهناك وعلى بعد دقائق تقع مسفاة العبريين وهي منطقة سكنية تقع في ولاية الحمراء، ويعود تاريخ أقدم بناء بها إلى حوالي 200 عام حيث تم إنشاء معظم بيوت القرية على أحجار كبيرة وهي مصنوعة من الأحجار ومستمدة خاماتها من البيئة الطبيعية إذ تعتبر هذه القرية مصبا للأمطار والتي تتدرج فيها الصخور الكبيرة الحجم وينبع من أسفل القرية فلج المسفاة والذي يمتد لمئات الأمتار لكي يسقي المدرجات الجبلية.

ما بين الإقامة والاستجمام

وقال جيتلي بأن فندق جولدت توليب نزوى يعد نموذجا لفنادق الإقامة بالولاية بل الأفضل للإقامة والاستجمام هناك، وهو الأعلى من حيث التصنيف السياحي فهو مصنف من فئة النجوم الأربع ولذا يحظى الفندق بإقامة الكثير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية ورجال الأعمال وكثير ممن يزورون الولاية، كما أن الفندق يتمتع بتصميمه المريح الذي يعتمد على الامتداد الأفقي ويعطي المقيمين به نوعا من الراحة خلال إقامتهم، ويأتي ذلك لإتاحة الخضرة والنباتات من حول جميع الغرف التي تطل جميعها على أماكن مفتوحة ومشمسة. ويوفر الفندق لرواده تجربة فندقية لا مثيل لها من خلال خدمات عالية الجودة ومرافق مزودة بأحدث الأجهزة، كما يتميز الفندق بموقعه الفريد وقربه من أبرز معالم مدينة نزوى بدءا من قلعة نزوى وفلج دارس وسوق نزوى وحارة العقر وكذلك قريب من مراكز التسوق بالولاية مثل جراند مول ومركز لولو وغيرها. ويضم الفندق 120 غرفة تشمل 3 أجنحة، كما يضم مسبح متدرج العمق يناسب الجميع بدءا من 80 سم وحتى عمق ثلاثة أمتر كما يوجد مسبح خاص للأطفال، ويضم مركز للياقة البدنية مزود بأحدث الأجهزة. كما ويضم الفندق مطعم يقدم العديد من أنواع الأطعمة الإنتركونتيننتال والعربية والإيطالية وغيرها، وكذلك يضم قاعات اجتماعات للأعمال وهي مناسبة لعقد الاجتماعات ولقاءات رجال الأعمال وورش العمل واجتماعات الشركات. كما يوجد مساحات مفتوحة على حوض السباحة وحديقة مفتوحة لإقامة الحفلات والمناسبات المفتوحة.

وأكد جيتلى على أن الفندق يحرص أيضا على تطبيق أعلى المعايير والإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، ويبدأ من المعايير التي تطبقها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العمانية وجميع الجهات المختصة وفي إطار ذلك تم حصوله شخصيا كمدير عام للفندق على شهادات في السلامة الصحية ضد (كوفيد - 19) من منظمة الصحة العالمية ومن عدد من المنظمات الأخرى، كما تم إعطاء العاملين بالفندق دورات متخصصة في ذلك وكذلك شهادات دولية ومحلية منها في الصحة والسلامة وحتى في توصيل الطعام، كما يتم في الجانب العملي والفعلي على أرض الواقع التعقيم الشامل والكامل للزوار وحقائبهم ومتعلقاتهم بدءا من مدخل الفندق الرئيسي ثم توفير أجهزة قياس الحرارة وتوفير المعقمات في كل مكان بالفندق، كما يتم التعقيم الكامل لكل شيء يستخدمه الزائر للفندق لدرجة أن القلم الذي يستخدمه يكون معقم، وأما بالنسبة لتعقيم الغرف فيتم بشكل مستمر وما بين مقيم بها وأخر ويتم إعطاء فترات تباعد بين مقيم ولآخر للغرف تترواح ما بين 24 ساعة وتصل أحيانا إلى 48 ساعة بحسب نسب إشعالات الفندق.

وعن توقعاته للسياحة في السلطنة خلال الفترة المقبلة قال الرئيس التنفيذي لشركة أوبار للمنتجعات والفنادق سنديب جيتلي: اعتقد أنه سيكون هناك ارتفاع في نسبة السياحة والاشغالات السياحية خلال الفترة المقبلة ولكن لن تكون بسرعة وإنما ستأتي بشكل نتدرج، وستبدأ من السياحة المحلية أو الداخلية وليس من السياحة الخارجية، وذلك لأن الناس جلسوا في بيوتهم لفترات طويلة خلال الأشهر الماضية بسبب الإغلاق وكورونا، لا يخرجون كثيرا ولا يسافرون ولا يستطيعون أن يرفهوا لا على أبنائهم ولا أسرهم ولا حتى أنفسهم وهذا ما جعل الكثيرين يشعرون بالملل والضيق والآن ربما يفكر كثير منهم في الترفيه عن نفسه وأسرته، كما أن كثير منهم يسعون الآن لتعويض ذلك، وكانت أبرز وأفضل وسيلة هي التوجه إلى قطاع الفنادق خاصة والسياحة عموما لما يوفره من إقامات مريحة فاخرة ووسائل ترفيه عالية واعتقد أنه بسبب إغلاق صلالة لفترة طويلة فإن نزوى ومع الجبل الأخضر أصبحت أفضل الوجهات الداخلية للمواطنيين والمقيمين وخاصة مع قربها من العاصمة مسقط وأيضا أنها تجمع ما بين السياحة والزيارات والاستجمام، وهذا ما دعم السياحة المحلية.