عمان والكويت..تعبيد طرق السلام الأقليمي

بلادنا الأربعاء ٣٠/سبتمبر/٢٠٢٠ ٠٩:٣٦ ص
عمان والكويت..تعبيد طرق السلام الأقليمي

مسقط - العمانية

تنظر عمان حكومة وشعبا بتقدير واعتزاز كبيرين بالعلاقات المتميزة التي تربط السلطنة بالكويت ويتذكر العمانيون الحفاة والترحاب الذي وجدوه من الشعب الكويتي في السابق حينما أضطرتهم الظروف الصعبة للهجرة والعمل وقد كانت دولة الكويت الشقيقة إحدى الدول الشقيقة التي عمل بها العمانييون واسهموا مع أشقائهم في الكويت في مسيرة التنمية لهذا البلد الخليجي الشقيق.

كانت اخر زيارتين للمغفور له للسلطنة في 2020 وفي 2017 ففي الزيارة الاولى قدم المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الصباح-طيب الله ثراه -التعازي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أبقاه الله- في وفاة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور-طيب الله ثراه- اللذين ربطتهما علاقات اخوية شخصية كرساها لمصلحة شعبيهما الشقيقين ولتدعيم الأسس الراسخة والقوية لمجلس التعاون الخليجي.

اما الزيارة الاخرى فكانت في وم الاثنين 23 جمادى الأولى 1438هـ الموافق 20 فبراير 2017 حينما حل سموه -طيب الله ثراه ه-ضيفا كبيرا -على عمان والمغفور له السلطان قابوس-طيب الله ثراه- ويومها فتح العمانيون قلوبهم وأذرعهم بترحيب عميق لزيارة العاهل الكبير.

تمكنت العلاقات العمانية الكويتية ومنذ سنوات طويلة أن تتجاوز الطابع التقليدي للعلاقات بين الدول الشقيقة، لتنطلق بفضل الرعاية السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، والمغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- وأخيه المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه - هذه العلاقات وبفضل الإرادة المشتركة والمتبادلة لتطويرها وتنميتها لتتواكب مع ما يجمع بين جلالة السلطان المعظم وأخيه الراحل من روابط عميقة ومن اعتزاز وتقدير وود دائم ومتواصل، يمتد بتأثيراته الطيبة والملموسة إلى كل جوانب ومستويات العلاقات بين الدولتين والشعبين العماني والكويتي الشقيقين.

فجعلت الأسس والركائز المتينة للعلاقات العمانية الكويتية نموذجاً يحتذى على صعيد العلاقات بين الأشقاء.

أن جلالة السلطان المعظم وسمو أمير دولة الكويت الشقيقة الراحل متفقان في إيمانهما العميق بالسلام وبضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية وعبر الحوار البناء والالتزام الواضح والقوي بأسس وقواعد التعامل الدولي وفي مقدمتها حسن الجوار، والتعاون بحسن نية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت أية ظروف أو مبررات لتتمكن دول وشعوب المنطقة جميعها من بناء حياتها وحاضرها ومستقبلها وفق ما تراه مناسباً لها، وحسب خياراتها الحرة..

ونظراً لأن هذه مبادئ وأسس لا خلاف عليها وتؤيدها كل الشعوب والمواثيق الدولية والإقليمية، فإن ترجمتها إلى خطوات عملية ملموسة في علاقات دول المنطقة جميعها، من شأنه أن يسهم في التقريب بينها وتيسير التوصل إلى توافق فيما بينها حول مختلف القضايا والتطورات، سواء القائمة أو المحتملة، ومن ثم تحقيق مصالحها المشتركة والمتبادلة وزيادة قدرتها الفردية والجماعية لمواجهة أية مخاطر أو تهديدات قائمة أو محتملة بفعل ما يجري في المنطقة ومن حولها من تطورات وتغيّرات لا بد وأن يضعها الجميع في اعتباره.

وحظى السلطان قابوس بن سعيد والشيخ صباح الاحمد -طيب الله ثراهما - بتقدير إقليمي ودولي كبيرين، وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية، وهو ما أضفي أهمية على رؤيتهما، وعلى جهودهما ومساعيهما الخيرة، التي حرصت دوماً على كل ما يعود بالخير ويعزز فرص السلام والأمن والاستقرار والتقارب بين دول وشعوب المنطقة..

على صعيد العلاقات العمانية الكويتية، فإن هذه العلاقات سارت بخطى وثيقة ومتتابعة ومتجاوبة بشكل متزايد مع تطلعات الدولتين والشعبين العماني والكويتي الشقيقين مستمدة المزيد من القوة والقدرة على الانطلاق نحو آفاق أرحب من دعم ورعاية جلالة السلطان المعظم وأخيه الراحل الشيخ صباح الاحمد.

وفيما يخص التبادل التجاري بين السلطنة ودولة الكويت تقوم اللجنة العمانية الكويتية المشتركة بجهود متعددة لدفع وتوسيع نطاق التعاون بين الدولتين الشقيقتين في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليم والبحث العلمي والشباب والخدمة المدنية والبيئة وغيرها من المجالات التنموية المختلفة، حيث توجد العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين التي تم توقيعها على مدى السنوات الماضية، كما يقوم القطاع الخاص الكويتي والعماني بدور متزايد لدعم سبل ومجالات الاستثمار بين البلدين، لا سيما في المجالات التجارية والعقارية وغيرها، وتظل هناك العديد من المجالات والفرص الواعدة لتوسيع وتعميق مجالات التعاون والاستثمار المتبادل وتعزيز التعاون المثمر بين الدولتين والشعبين الشقيقين لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة لهما، بما يعود بالخير أيضاً على دول وشعوب المنطقة