دانا دوفي - ترجمة: أحمد بدوي
تناول كميات معتدلة من السكر ضروري لصحة الجسم، ومنذ ملايين السنين كان أجدادنا يعتمدون على الفواكه الغنية بالسكر من أجل البقاء. ولم يكن اعتمادهم على هذه المواد الغذائية للحصول على كميات هائلة من الطاقة وحسب ولكنها كانت تساهم أيضا في تخزين الدهون، وهو أمر جوهري تقوم عليه الحياة، بل قد يكون الحد الفاصل بين الحياة والموت خلال الأوقات الصعبة، وأولئك الذين لم يحصلوا على قدر كاف من السكر يفتقدون الطاقة والقدرة البدنية على إنتاج أجيال جديدة.
غير أن آلية حب السكريات التي تطورت بمرور الوقت في الدماغ البشري أخذت منحنى خطيرا في عصرنا الحالي في مختلف أنحاء العالم مع الميل إلى استهلاك كميات كبيرة من السكر تفوق بكثير ما يحتاجه الإنسان للبقاء في صحة جيدة. ومع أن زيادة الوزن وتسوس الأسنان قد تكون العواقب الأكثر وضوحا للاستهلاك المفرط للسكر إلا أن هناك العديد من الآثار الأخرى «الخفية» التي تترتب على تناول كميات زائدة من السكر.
القلب
عندما يتناول الإنسان السكر يدخل إلى مجرى الدم، ومع وجود مستويات عالية من السكر في الدم تحدث آثار سلبية على الجهاز الأهم في جسم الإنسان وهو القلب. وفي دراسة نشرت عام 2013 في دورية جمعية القلب الأمريكية Journal of the American Heart Association وجد الباحثون أن كميات كبيرة من السكر، وخاصة الجلوكوز، تتسبب في الضغط على القلب وانخفاض وظيفة العضلة، وإذا ترك هذا الضغط لفترة طويلة للغاية قد يؤدي في النهاية إلى فشل القلب وفقا لتقرير صحيفة كليفلاند كلينيك.
وبالمثل فإن تناول كميات كبيرة من الفركتوز، وهو نوع آخر من السكر يوجد عادة في الأغذية المحلاة اصطناعيا يتسبب في خفض مستويات الكولسترول الجيد وفقا لتقرير أوردته مجلة صحة المرأة Women’s Health ، وهذا قد يؤدي إلى إنتاج نوع معين من الدهون المعروفة باسم الدهون الثلاثية، والتي تنتقل من الكبد إلى الشرايين وتزيد مخاطر التعرض لنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
الدماغ
كما كشفت دراسة عام 2002 أجريت في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس عن وجود ارتباط مخيف بين الاستهلاك المفرط للسكر وصحة الدماغ، ووجدت الدراسة أن الوجبات الغذائية عالية السكر تؤثر على اللدونة العصبية والسلوكية المرتبطة بمادة كيميائية تعرف باسم عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ brain-derived neurotrophic factor وهذا يؤدي إلى انخفاض كفاءة وظائف القدرة على تكوين ذكريات جديدة وتخزين المعلومات الجديدة، فيما ربطت أبحاث أخرى أيضا بين انخفاض مستويات هذه المادة الكيميائية والإصابة بالاكتئاب والخرف.
الكليتان
وتلعب الكلى دورا مهما في تصفية الدم وتنقيته، ووجود مستويات عالية للغاية من السكر في الدم يمكن أن يسبب إفراطها في العمل وأضرار لاحقة. ومن المعروف أن وجود كميات عالية من السكر في الدم أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ومع امتداد العمر بالكلى لسنوات عديدة في القيام بترشيح السكر الزائد تتضرر وظائف الكلى على نحو خطير، وهذا قد يؤدي إلى تسرب الفضلات في الجسم. ووفقا لجمعية السكري الأمريكية فالنتيجة النهائية لتراجع وظائف الكلى هي الإصابة بأمراض الكلى، وإذا تركت دون علاج تكون النتيجة النهائية الفشل الكلوي التام الذي يتطلب التدخل بعمليات زرع الأعضاء أو الغسيل الكلوي.
عن ميديكال ديلي