كيف نُعدُّ طلبتنا نفسيًا مع بدء العام الدراسي الجديد؟

بلادنا الأحد ٢٠/سبتمبر/٢٠٢٠ ١٨:٠٨ م
كيف نُعدُّ طلبتنا نفسيًا مع بدء العام الدراسي الجديد؟

مسقط - الشبيبة


منى العدوية: على أولياء الأمور الحوار والنقاش مع أبنائهم؛ ليكونوا جاهزين نفسيًا وفكريًا لاستقبال عامهم الدراسي الجديد.

فوزية الوهابية: أولياء الأمور الشريك الرئيس في العملية التعليمية.

خالد التركي: على أولياء الأمور التأكيد على أبنائهم بضرورة التعليم مهما كانت العوائق

هناء البريكية: القلق والتعلم لا يجتمعان في تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية.

صالح العبري: القرار الذي اتخذته الوزارة في تطبيق التعليم المدمج يدل على حرصها الشديد على سلامة أبنائنا وحرصها على تحصيلهم العلمي.

سجى البحرانية: "الوقاية خير من قنطار علاج" قاعدة ذهبية تجنبنا الإصابة بفايروس كورونا.

أسعد العبري: سأتقيد بالتعليمات الصحية التي ستوجهنا بها إدارة المدرسة.

تركي الصالحي: سأنشر الوعي فيما بيننا حول ضرورة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمام، والاحتفاظ بمسافة تسمح لنا بالبقاء آمنين.


      مع إعلان وزارة التربية والتعليم عن موعد بدء العام الدراسي الجديد(2020/2021م)، وتطبيق التعليم المدمج في كافة المراحل التعليمية، يُظهر الكثير من الطلبة حبهم للعلم، ورغبتهم للعودة إلى المدرسة، وتقبلهم للتعليم المدمج كحل مؤقت إلى حين إنجلاء الجائحة – بإذن الله- عازمين على تحقيق أفضل النتائج، في التقويم التربوي وفي التخفيف من آثار الجائحة على مدارسنا. 

    في هذا الاستطلاع سنسلط الضوء على آراء عدد من التربويين وأولياء الأمور في كيفية التعامل مع هذه الحالة، وإعداد الطلبة وتهيئتهم نفسيا للتعليم المدمج في ظل هذه الظروف، وتحقيق عام دراسي مكلل بالنجاح.

لنبني شخصيته وفكره

   يقول الدكتور سعيد بن خميس المقبالي أخصائي نفسي بمدرسة أسيد بن حضير للتعليم الأساسي (5-10) بتعليمية محافظة جنوب الباطنة: "أستطيع أن أقول إن توقف الطلبة عن الذهاب إلى المدرسة وتوقفهم عن التعليم يحرمهم من فرص النمو والتطور، فالمدرسة مركز لممارسة الأنشطة الاجتماعية والتفاعل الإنساني؛ لذلك سيفقد الكثير من الطلبة التعليم أولا وعلاقاتهم الاجتماعية ثانيا، وتعد هذه المفقودات جزء أساس من التعلم والتطور، وسيقع عبء كبير على الأهل في المقابل حيث يتطلب منهم تيسير تعليم أبنائهم في المنزل، وهذه مهمة يصعب على الكثير منهم القيام بها؛ وذلك لأسباب كثيرة ليس مكانها هذا الحديث.

    ويشاطره الـقول الحـسين بن إبـراهيم الخنبشي، أخصـائي اجتـماعي من مدرسة الإمـام الربـيع بن الحبيب بتعليمية محافظة جنوب الباطنة حيث يقول:" يُعد التعليم وارتباطه بالحضور إلى المدرسة رافد أساسي في بناء شخصية الطالب وفكره، وإعلان الوزارة عن تطبيق التعليم المدمج في ظل هذه الظروف ليس إلا تقليل للفقد التربوي والعلمي لدى الطلبة ومواصلة التعلم، ففي حالة اعتماد التعليم عن بعد فقط، سيكون له آثار نفسية واجتماعية عليهم منها: ضعف التلقي وفهم العلوم المعروضة، والحد من دافعيتهم للتعلم والتفاعل بينهم وبين أقرانهم، ويبنهم وبين المعلم والمحتوى العلمي.

منظومة تشاركية

       وتقول خولة بنت خميس البهلاوية أخصائية نفسية من مدرسة حواء بنت يزيد بتعليمية محافظة شمال الباطنة، قائلة:" التعليم كشجرة يانعة يؤتي الطلبة أكلها كل حين، ويستظلون بظلها، وتوقفهم عن التعلم يعني حرمانهم من النمو الفكري، والعلم النافع الذي يستظلون فيه من حر الكثير من السلبيات، فمع عودتهم إلى المدارس وبدء عامهم الدراسي الجديد في ظل هذه الجائحة لا بد أن تتم تهيئتهم التهيئة النفسية والعمل على بعث الطمأنينة في نفوسهم والتغلب على مخاوفهم من قبل المحيطين بهم خاصة أولياء مورهم.

      من جانبها تقول منى بنت مساعد العدوية من إدارة مدرسة السعد العالمية:" لابد من تضافر الجهود في ظل استمرار هذه الجائحة؛ وذلك لإنجاح العملية التعليمية؛ كونها منظومة تشاركية بين المدرسة وأولياء الأمور.

 وتضيف العدوية: لابد كذلك من تعزيز التكامل وتكثيف الجهود خلال الفترة القادمة، وحتى انطلاق العام الدراسي الجديد، فإنه أمام أولياء الأمور مهام بالغة الأهمية؛ لإنجاح هذه المنظومة، وتحقيق أقصى استفادة تعليمية وتربوية من النظام التعليمي الذي ستتبعه الوزارة بتطبيق التعليم المدمج منها: فتح باب الحوار والنقاش مع أبنائهم، والتحلي بالصبر والهدوء في تَفَهُّم وضعهم النفسي الحالي، وتوجيههم؛ ليكونوا جاهزين نفسيًا وفكريًا لاستقبال عامهم الدراسي الجديد.

      ويشاركهما الرأي سعيد بن عبدالله المياسي مشرف تربوي لمادة اللغة العربية بتعليمية محافظة شمال الباطنة، قائلاً:" في مثل هذه الجوائح الوبائية التي ينتشر تأثيرها في المجتمع بصورة سريعة يظل ولي الأمر حائرًا بين رغبته في ذهاب ابنه إلى المدرسة وخوفه عليه من الإصابة بالمرض، إلا أنه يجب عليه أن يعي اهتمام الوزارة والجهات الأخرى به، وحرصهم على صحته في المقام الأول ومن ثم تعليمه، لذا لابد من ذهابهم إلى المدرسة وفق التصور المطروح، فالوزارة وولي الأمر شركاء في العملية التعليمية وكل منهما يكمل الآخر ويتقبل آراءه ومقترحاته.

الشريك الرئيس

       وتقول فوزية بنت مال الله الوهابية مشرفة مجال أول بتعليمية محافظة مسقط: إن التوقف المفاجئ للتعليم المباشر في المدارس في المراحل التعليمية السابقة أثرعلى تحقيق بعض المخرجات المرسومة في سنتهم الدراسية، إضافة إلى افتقادهم للتواصل مع معلميهم وأقرانهم، وممارستهم للأنشطة المدرسية المختلفة التي تسهم في تكوين شخصياتهم وقدراتهم المستقبلية، فمع انطلاق العام الدراسي الجديد على أولياء الأمورـ الشريك الرئيس ـ مساعدة أبنائهم على اجتياز هذه المرحلة بنجاح؛ وذلك بتعاونهم الكبير مع الوزارة، وتوعية أبنائهم بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها في المدارس، وتهيئتهم لنظام التعليم المدمج، وتقديم الدعم لهم ومتابعتهم، وتجهيز بيئة المنزل للتعليم، وتوفير مستلزمات الدراسة التقنية كل حسب إمكاناته.

      ويؤكد كل من خالد بن سالم التركي معلم لغة عربية من مدرسة عبدالله بن عمرو بن العاص بتعليمية محافظة شمال الباطنة، وهناء بنت سعيد بن البريكية معلمة لغة إنجليزية بمدرسة الأمل للتعليم الأساسي (10-12) بتعليمية محافظة جنوب الباطنة، على الدور المنوط بأولياء الأمور لمساعدة أبنائهم وتجنيبهم قلق العودة إلى المدرسة في ظل تفشي هذه الجائحة، وتطبيق القرار الذي أعلنته الوزارة في العودة إلى المدارس وفي تطبيق التعليم المدمج، فيقول التركي: على أولياء الأمور التأكيد على أبنائهم بضرورة التعليم مهما كانت العوائق بل والتأقلم معها، وأن يجعلوا منهم ذوي شخصية قوية في الاعتماد على الذات ومواجهة كافة الصعوبات.

وتقول البريكية: إن غياب الطالب عن أروقة المدرسة سيفقده الكثير من المهارات: كمهارة حل المشكلات والتفكير الناقد، وشغف التحدي، فهنا على أولياء الأمور طمأنة أبنائهم، وذلك باطلاعهم على جاهزية المدارس لاستقبالهم، إلى جانب توعيتهم بأن الاستقرار النفسي عامل رئيسي للحفاظ على قوة المناعة، وإن الاستعداد النفسي مطلب أساسي كي تتم عملية التعلم على أكمل وجه، فالقلق والتعلم لا يجتمعان في تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية.

إجراءات وتهيئة

      وحول الإجراءات التي اتخذها أولياء الأمور لتهيئة أبنائهم للتعليم المدمج، يقول صالح بن سعيد العبري(ولي أمر): نشكر الوزارة على ما تبذله من جهود والقرار الذي اتخذته في تطبيق التعليم المدمج مع بدء العام الدراسي الجديد، وهذا يدل على حرصها الشديد على سلامة أبنائنا وفي الوقت نفسه حرصها على تحصيلهم العلمي في ظل انتشار جائحة كورونا، لذا كان حريًا على أولياء الأمور التكاتف معها، وتهيئة أبنائهم للعام الدراسي الجديد، وذلك بتثقيفهم بخطورة فايروس كوفيد-19 والطرق التي تقلل من الإصابة به، وتثقيفهم بآليات تطبيق التعليم المدمج، كي يستطيعوا التفاعل مع معلميهم وزملائهم، وتأدية أنشطتهم الصفية، وطمأنتهم بعدم تضرر تحصيلهم الدراسي أثناء وجودهم بالمنزل، فكل ما عليهم هو الالتزام بمتابعة دروسهم عبر نظام التعلم عن بعد، والتفاعل مع المعلم وتأدية ما يكلفهم به من فروض وأنشطة لاصفية.

القاعدة الذهبية

       وحول الإجراءات الاحترازية التي سيقوم بها الطلبة لتجنبهم وزملائهم الإصابة بعدوى فايروس كورونا (covid-19) مع بدء عامهم الدراسي الجديد2020/2021 طوال وجودهم في المدارس، تقول سجى بنت هاني البحرانية، طالبة بالصف الثاني عشر بالمدرسة الأمريكية البريطانية -مسقط -: هنالك مقولة شهيرة، وأعُدها قاعدة ذهبية :"الوقاية خيرٌ من قنطار علاج"، وحتى أجنب نفسي من الإصابة بهذه الجائحة، سألتزم بأمور عدة، ومنها: ارتداء أدوات الحماية الخاصة بي مثل: الكمام والقفازات، وتعقيم يدي بالمعقم الخاص بي، والاهتمام بنظافتي الشخصية، وتجنب مصافحة الزملاء، وترك مسافة آمنة بيني وبين زملائي ومعلميني، إلى جانب التغذية الصحية في المنزل لتعزيز مناعة جسمي.

        بينما يقول أسعد بن حمود العبري الطالب بالصف التاسع بمدرسة الشيخ ماجد بن خميس بتعليمية محافظة الداخلية، قائلاً: سأتقيد بالتعليمات الصحية التي ستوجهنا بها إدارة المدرسة، والاحترازات الصحية التي كنت أقوم بها منذ ظهور هذه الجائحة: كالتباعد الجسدي بيني وزملائي، إلى جانب تجنب الأماكن التي بها اكتظاظ طلابي مع المحافظة على ارتداء الكمام، وتعقيم يدي باستمرار وغسلها بالماء والصابون كلما سنحت لي الفرصة.

لنوعّي زملائنا

      ويشاطرهما الرأي ميثم بن تركي الصالحي الطالب بالصف الحادي عشر من مدرسة الإمام أحمد بن سعيد بتعليمية محافظة شمال الباطنة الذي يقول: حتى أجنب نفسي وزملائي من الإصابة بهذا الفايروس، سأنشر الوعي فيما بيننا حول ضرورة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمام، والاحتفاظ بمسافة تسمح لنا بالبقاء آمنين، كما سأبلغ المعلمين أو إدارة المدرسة في حالة ظهور أية أعراض للمرض على أحد زملائنا، وعدم الاحتكاك بهم بطريقة مباشرة، بالإضافة إلى توفير أدوات النظافة والتعقيم في فصلنا.