البعد المعرفي والمنظومة اللوجستية

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٠/سبتمبر/٢٠٢٠ ١٥:٢٥ م
البعد المعرفي والمنظومة اللوجستية

محمد رامس الرواس 

« إن رؤية عمُان بمنظورها الشامل تعتبر البعد المعرفي ضروري ليكون رافداً للبعد الزماني والمكاني للسلطنة من أجل تحقيق واحداث مكننة الاعمال خاصة اللوجستية منها بالسلطنة عبر استخدام أحدث التقنيات ونظم المعلومات «

إن ادراك أهمية البعد المكاني والزماني للسلطنة ليعد من الضرورة عند التخطيط لأنشاء كيان لوجستي إقليمي عماني بالمنطقة ، وتعد المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة والمناطق الصناعية ،والنقل والموانئ ، والمدن الذكية وغيرها من مؤسسات الدولة معنية مباشرة برسم خارطة نظم اقتصادية مبنية على البعد الزماني والمكاني للسلطنة ، فكافة مؤسسات الدولة خاصة المؤسسات الاقتصادية مقبلة وملتحقة برؤية عمان 2040 ، ومطلوب منها صياغة خططها وأهدافها التفصيلية من أجل استثمار امثل للبنى التحتية الاساسية الموجودة خاصة بمجال النقل وتقنية المعلومات والتي تعتبر المحرك للعملية اللوجستية ، وأنشاء المزيد من الربط الداخلي والخارجي لوجستياً ، لاستكمال السياسة الاقتصادية التي قامت خلال السنوات الفائتة من النهضة المباركة.

واليوم ،ومن خلال البعد المكاني والزماني للسلطنة تستطيع السلطنة الانطلاق نحو فضاءات ارحب في مجال الأنشطة اللوجستية بما يتفق وأحدث التقنيات، ومزيد من التوسع في مجالات النقل والتوزيع سواء بالموانئ او بالمطارات ، او الطرق وسكك الحديد المرتقبة، كل ذلك يصاحبه تقنية حديثة ومراكز لوجستية متوزعة بمختلف المناطق الاقتصادية المختلفة. إن توحيد معايير السياسات الاقتصادية خاصة منها الفنية لملائمة الوضع الاقتصادي العالمي الجديد ، من اجل التنافسية في مجالات النقل والشحن والاستيراد والتصدير والتخزين ، ليعد من المتطلبات الجديدة لاستكمال منظومة اقتصادية، لوجستية نأشيه بالمنطقة والسلطنة متهيئة لذلك ،وحتي يتكامل البعد الزماني والمكاني للسلطنة مع الانشطة الاقتصادية القائمة والمستقبلية بكل مهنية وفاعلية ويخدم توجهات السلطنة في تحويل رؤية عمان الي واقع في المجال الاقتصادي فان البعد المعرفي هو الهدف المقبل. إن انضمام البعد المعرفي الذي يعني التوسع تقنياً ومعلوماتياً الي البعد الزماني والمكاني للسلطنة سوف يشكل علامة نجاح فارقة في مجالات شتي منها النقل والتوزيع والاستيراد والتصدير ، كون البعد المعرفي قادر على المساهمة في التسهيل والتبسيط والاسراع والمتابعة والوصول لإدارة الانشطة التجارية والصناعية من والي الموانئ والمطارات العمانية ومن ثم الي المصانع والمؤسسات وبالعكس. اسياد ،ومركز عمُان للوجستيات وشركات النقل البحري، وشركات الخدمات اللوجستية وغيرها الخاصة والعامة تتطلب منها المرحلة الحالية تظافر الجهود وتناسقها عبر اقامة مؤتمرات لوجستية سنوية لترتبط من خلالها بأهداف التنمية ورؤية عمُان 2040 والمشاريع اللوجستية القائمة وتنتهي بتوصيات وفريق متابعة لها.

ختاماً لم تغفل رؤية عمان ربط التعليم والتدريب بمخرجات النقل والاتصالات واللوجستيات والمدن الذكية والمعرفة والابتكار، كون القادم أيجاد مخرجات من المؤسسات التعليمية تنتظرها فرص عمل مباشرة.