فرنسا تدرب قوات عراقية لمحاربة داعش

الحدث الأربعاء ١٣/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٣٠ م
فرنسا تدرب قوات عراقية لمحاربة داعش

بغداد – ش – وكالات
تستعد وحدات من القوات الخاصة العراقية التي تشكل رأس حربة القتال ضد تنظيم داعش، بمساندة عسكريين فرنسيين، لاستعادة الأراضي التي استولى عليها المتطرفون، وضمنها الموصل.
ويعلن اللفتنانت فلوريان امام حوالى عشرة "متدربين" متحلقين حول مجسم يمثل مبان وطرقات ومسالك، "ساعرض عليكم الوضع لمهمة اليوم"، ويلخص المدرب الفرنسي الوضع للعسكريين العراقيين في معسكر في بغداد "أنتم في محيط الرمادي (التي استعادتها القوات العراقية في ديسمبر)، وقامت إحدى فرقكم بمراقبة مصنع للعبوات الناسفة اليدوية الصنع".
ويترتب على القوات الخاصة الاقتراب من المصنع والتثبت من المباني المجاورة وتأمين الطرق المؤدية إليه، بما في ذلك طرق إجلاء أي جرحى. ويهم عناصر الوحدات الخاصة في جهاز مكافحة الارهاب العراقي الذي يشرف عليه مباشرة رئيس الوزراء حيدر العبادي، بتنفيذ المهمة الموكلة إليهم. وعدوهم الأول هو هذه العبوات الناسفة اليدوية الصنع التي يستخدمها تنظيم داعش، وكذلك حركة طالبان في أفغانستان وعناصر تنظيم القاعدة في مالي.
وهذه العبوات التي توضع في الجرافات والاحزمة الناسفة والادوات المنزلية، تتسبب بنسبة 80% من الخسائر في صفوف القوات العراقية التي تقاتل تنظيم داعش، بحسب بعض التقديرات.
ويقوم الجهاديون بتفخيخ المنازل التي يخلونها بهذه المتفجرات، ومهاجمة الحواجز العسكرية بالسيارات المفخخة وتفجير انفسهم في اماكن عامة. وحذر اللفتنانت فلوريان "انتبهوا هنا إلى الطريق الترابي، من المرجح انه ملغم بالعبوات اليدوية الصنع"، قبل ان يتاكد ان "المتدربين" استوعبوا المعلومات الاساسية لتفكيك هذه الافخاخ.
وعند اعطاء المدرب اشارة الانطلاق، يقفز عناصر جهاز مكافحة الارهاب في اليات هامفي اميركية قديمة مصفحة حاملين رشاشاتهم، ويباشرون تطبيق ما تعلموه.
ومن المقرر نشر هذه الوحدات الخاصة في مواقع الاهداف المقبلة لتنظيم داعش التي سيتم تحديدها سواء غرب بغداد او شمالها حيث الموصل، التي دعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إلى استعادة السيطرة عليها من تنظيم داعش خلال العام الجاري.
ويتولى حوالى 150 عسكريا فرنسيا تدريب قوات جهاز مكافحة الارهاب على التعامل مع العبوات اليدوية الصنع وخوض معارك في المدن، ويقدمون النصائح لهيئة اركان فرقة المشاة السادسة في الجيش العراقي في بغداد، كما ينتشر عدد مساو من العسكريين الفرنسيين في شمال العراق إلى جانب قوات البشمركة الكردية.
وفيما يبقى عناصر القوات الاميركية في "موقعهم المحصن"، يتمركز المظليون الفرنسيون في معسكر جهاز مكافحة الارهاب العراقي، فينامون وياكلون مع العراقيين.
ويتولى الفرنسيون حوالى 10% من جهود تدريب القوات العراقية ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، وهذه المساعدة العسكرية على تواضعها تمكنهم من الوصول إلى معلومات ثمينة لتقييم الوضع على الارض.

وقال الكولونيل رينو سينيتير قائد القوة المكلفة تدريب العراقيين "نجمع معلومات من هؤلاء الجنود عندما يعودون من الجبهة". واوضح انه مع اشتداد الضغوط عليه، "يتجه داعش إلى استراتيجية تقوم على سياسة الارض المحروقة، مع عمليات خطف رهائن واعدامات جماعية وتفجيرات وانتحاريين واطلاق مواد كيميائية".
ولم يعد بوسع التنظيم الذي خسر 40% من الاراضي التي احتلها عام 2014، حشد قواته بدون التعرض لضربات من التحالف. وقال قائد منطقة المحيط الهندي البحرية في الجيش الفرنسي الاميرال انطوان بوسان "انتقلوا بالتالي إلى اعمال المضايقة، (الكر والفر)، انهم يحاولون الافلات".
وقال عباس الشاب البالغ من العمر 17 عاما وهو من بغداد ان هذا التدريب الذي استمر اربعة اسابيع تحت اشراف العسكريين الفرنسيين مهم للغاية. واوضح "حين وصلنا إلى هنا، لم نكن نعرف شيئا. نشعر باننا نتقدم يوما بعد يوم"، فيما يستعد للانضمام إلى ثلاثة من اشقائه على الجبهة.
وكان معظم المجندين مثله، من العمال وسائقي سيارات الاجرة وغيرهم، وقد عرضت عليهم في هذه الوحدات اجور تفوق اجور الجنود النظاميين، كرئيس الوزراء.
ويضيف عباس متحديا "تعلمت ان اتحلى بالشجاعة على خوض القتال. علموني ان اطلق النار مغمضا عيني. من واجبي اليوم ان اقاتل داعش".