برلمان عُمان المفتوح ينطلق من ظفار

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٧/سبتمبر/٢٠٢٠ ٠١:٤٤ ص
برلمان عُمان المفتوح ينطلق من ظفار

بقلم: علي بن راشد المطاعني

يكتسب لقاء حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه بشيوخ وأعيان محافظة ظفار بقاعة الحصن بحي الشاطئ بولاية صلالة أهمية كبيرة على العديد من الأصعدة والمستويات الهادفة إلى بناء عُمان المستقبل، وتعزيز صور التلاحم بين القيادة والشعب العُماني لصياغة متطلبات المرحلة بالمزيد من المشاركة الشعبية والتواصل المجتمعي، والاطلاع على ما تحقق في هذه الأرض الطيّبة من تنمية في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والاستماع لآراء ومقترحات المواطنين في المتطلبات التنموية، الأمر الذي يبعث على الارتياح لهذا النهج الحميد الذي يختطه جلالة السلطان المعظم في إدارة شؤون البلاد مترسما خطى المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - الذي أرسى دعائم برلمان عُمان المفتوح طوال السنوات الخمسين الماضية، ورسّخ أُسس الديمقراطية الشعبية المفتوحة بين القيادة والرعية، وأزاح كل الحواجز التي تحول دون المشاركة الفاعلة لأبناء هذا الوطن في بناء وطنهم.
فهذا اللقاء في محافظة ظفار يشكّل خطوة مهمّة في ترسيخ المشاركة الشعبية والتواصل المجتمعي الهادف إلى بناء جسور التواصل بين القيادة والشعب، وإدراكا من جلالته لأهمية مثل هذه اللقاءات في تحقيق تطلعات أبنائه وتوثيقا للروابط المتينة التي تؤكد حرص جلالته على أن يكون قريبا من أبناء شعبه، فهذا النهج العُماني المتفرّد يقدّم نموذجا رائعا للتفاعل والتناغم ما بين القائد وشعبه.
ومن حسن الطالع أن تنطلق لقاءات جلالة السلطان من هذا الجزء العزيز من بلادنا لنُعيد عبر الخطوة اجترار أقصوصة النهضة العُمانية التي انطلقت كذلك من هذه البقعة الطيّبة قبل خمسين عاما خلت، لتتواصل الدلالات وتتلاقى في نقطة شديدة التوهج لها من المعاني والمفردات ما لها.
جلالته بذلك يقدّم (عمليا) شرحا ونهجا ميدانيا لحكومته في ماهية أن يكون الأداء الحكومي في المرحلة القادمة ويتلخص ببساطة في الاقتراب من المواطنين والاستماع إليهم وجها قبالة وجه، وإزاحة كل الجدران والحُحب التي تحول بين المواطن والمسؤول، فذلك هو النهج الذي تنبثق من خلاله آلية وبرامج خطط التنمية المستدامة بالبلاد، والاطلاع على الفرص في المحافظات وتقييم المشروعات والاستماع إلى المواطنين بكل الحفاوة والترحيب.
ويأتي هذا اللقاء بعد إعادة هيكلة الحكومة وبلورة توجهات جديدة في إدارة العمل في أجهزة الدولة تقوم على العديد من المبادئ الهادفة للارتقاء بمنظومة العمل الحكومي وصولا لتحقيق التطلعات المستقبلية وترشيق الأجهزة الإدارية بما يُسهم في تسريع وتيرة العمل في الدولة ليتواكب مع المتغيّرات الحديثة في الإدارة والتقنية المتسارعة.
كما أن اللقاء يأتي بعد أن أسّس جلالته نظاما جديدا للمحافظات لإضفاء المزيد من الاهتمام بها وتسريع وتيرة الاستثمار باستغلال المزايا النسبية وتعزيز اللا مركزية في اتخاذ القرار وبما يُسهم في النهوض بها لاستيعاب التطوُّرات المتسارعة في تجويد منظومة العمل والأداء الحكومي عبر منح صلاحيات واسعة للمحافظين لتسيير العمل التنموي في الولايات بكفاءة عالية وبالسرعة المطلوبة.
لقد تكلل أول لقاءات جلالته بأبناء شعبه في ظفار بالنجاح وتم عبر اللقاء رسم معالم الطريق للمرحلة القادمة بحول الله من خلال تناوله للقضايا التي تعنى بالشأن الوطني ومقتضيات المرحلة التي تتطلب المزيد من التكاتف والتعاضد بين الحكومة والمواطن، إضافة لضرورة تعزيز الجوانب التنموية ومعالجة الاختلالات الهيكلية الهادفة لإعطاء العمل الوطني دفعة جديدة في مسارات النهضة المتجددة التي تشهدها البلاد، وتضييق الفوارق بين العاملين في الدولة وتوحيد المزايا وغيرها من الجوانب التي تُضفي زخما جديدا للروح الوطنية المتوثبة للعطاء بغير حدود.