العالم ينتظر انتخاب أول امرأة لمنصب الأمين العام

الحدث الثلاثاء ١٢/أبريل/٢٠١٦ ١٩:٠٤ م
العالم ينتظر انتخاب أول امرأة لمنصب الأمين العام

في خروج عن السرية التي استمرت سبعين عاما سينظم المرشحون لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة في الأسبوع الحالي فقرات شبيهة بالحملات الانتخابية في الجمعية العامة حيث من المرجو أن يؤثر هذا على التصويت الخاص لمجلس الأمن الذي يختار الفائز. ودفع البحث عن خليفة للأمين العام الحالي بان جي مون- الذي يترك منصبه في نهاية العام الحالي بعد فترتين مدة الواحدة منهما خمسة أعوام- أكثر من ربع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للسعي لانتخاب أول امرأة لمنصب الأمين العام. وعلى الرغم من أن مجلس الأمن الذي يضم في عضويته 15 دولة سيختار رسميا مرشحا للجمعية العامة لانتخابه لمنصب الأمين العام الثامن للأمم المتحدة في العام الحالي ينظر لتصويت الجمعية العامة عادة على أنه عملية روتينية شكلية. ولابد أن تتفق الدول التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا على المرشح المختار. وهذا يجعل الدول الخمس صاحبة القرار في الأمر.

وبعد التغييرات التي أقرتها الجمعية العامة في العام الماضي تم للمرة الأولى نشر قائمة المرشحين وخطابات الترشيح والسير الذاتية للمرشحين على موقع الأمم المتحدة. وفي سابقة أخرى من نوعها سيعقد المرشحون الثمانية الذين تم اختيارهم حتى الآن اجتماعات مع الجمعية العامة في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس. وسيكون لكل منهم فقرة يعرض من خلالها أوراق اعتماده ويجيب على الأسئلة في جلسة تستغرق ساعتين. وظاهريا يعد هذا تحولا نحو إضفاء طابع ديمقراطي على عملية سرية تسيطر عليها الدول الخمس صاحبة حق النقض. لكن لا يوجد ما يلزم الدول الخمس بالاهتمام بمدى شعبية المرشحين في الجمعية العمومية وسيظل من الممكن اختيار المرشح في توافق سري لمجلس الأمن كما حدث على مدار سبعة عقود.

وبسؤال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عما إذا كان للاجتماعات أي تأثير على الدول التي تمتلك حق النقض قال "ربما". وأضاف "بالنسبة لنا من المهم أن نستمع لآراء الآخرين وأنا واثق أنهم لن يترددوا في إخبارنا باختياراتهم. لذلك ستكون عملية مثيرة للاهتمام." لكن لن تجري الجمعية العمومية أي تصويت أو اقتراع غير رسمي لإخطار مجلس الأمن المرشحين المفضلين. وقال الدبلوماسي الدنماركي موجنس ليكيتوفت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة الحالية في مقابلة "حتى أكبر القوى تحتاج لأصدقاء وغالبية أصدقائهم يطلبون بالفعل عملية أكثر انفتاحا حيث يمكن أن يكون لهم تأثيرا فعليا." *نصف المرشحين نساء قال دبلوماسيون إن روسيا لم تبد حماسا تجاه قواعد الشفافية الجديدة وترى أن الاجتماعات المقرر عقدها بلا قيمة. وقالوا إن الأمر الرئيسي الذي يهم موسكو هو أن يكون الأمين العام القادم من أوروبا الشرقية تماشيا مع تقليد غير رسمي بتداول المنصب بين المناطق.

ومن المرجح أن يجري المجلس أول تصويت غير رسمي خلف الأبواب المغلقة في يوليو تموز ويهدف لاتخاذ قرار بحلول سبتمبر أيلول بحيث يمكن للجمعية العامة أن تنتخب الأمين العام القادم في أكتوبر تشرين الأول. وتريد 56 دولة على الأقل تتصدرها كولومبيا والعديد من جماعات المجتمع المدني أن يتم انتخاب أول امرأة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة منذ تأسيسها في نهاية الحرب العالمية الثانية. وتحاول مجموعة من عضوات الكونجرس دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما للضغط من أجل انتخاب امرأة. ونصف المرشحين حتى الآن نساء بالفعل وهن إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وهي من بلغاريا ووزيرة الخارجية الكرواتية السابقة فيسنا بوسيتش ووزيرة خارجية مولدوفا السابقة ناتاليا غيرمان ورئيسة وزراء نيوزلندا السابقة هيلين كلارك التي ترأس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ومن المرشحين للمنصب أيضا وزير الخارجية المقدوني السابق سرجيان كريم ووزير خارجية الجبل الأسود إيجور لوكسيتش والرئيس السلوفيني السابق دانيلو تورك والرئيس السابق للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين انطونيو جوتيريس وهو أيضا رئيس وزراء البرتغال سابقا. وقال العديد من الدبلوماسيين إن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تفضل "السرية" على "العلن" في اختيار الفائز بالمنصب. وأثار الأمين العام السابق كوفي عنان غضب الولايات المتحدة بعدما وصف غزو العراق عام 2003 بغير الشرعي. وقال بعض الدبلوماسيين إن هذا دفع الولايات المتحدة لاختيار شخص أكثر مرونة وأسفر هذا عن اختيار بان جي مون. وتريد بعض الدولة "جنرالا" هذه المرة يمكنه تطهير الأمم المتحدة في أعقاب الاتهامات الأمريكية المتعلقة بفضيحة رشوة والاتهامات بارتكاب قوات حفظ السلام انتهاكات جنسية في جمهورية أفريقيا الوسطى.