أوقفوا هؤلاء المهرجين

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٥/سبتمبر/٢٠٢٠ ٢١:٠٧ م
أوقفوا هؤلاء المهرجين

عيسى المسعودي

يبدأون بتصوير أنفسهم ويظهرون لنا بصور ومشاهد مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيقوم البعض منهم بتصوير نفسة كشخصية مضحكة وساذجة والبعض يختار تصوير نفسه في مشاهد مخله بالآداب مثل الرقص والغناء بإسلوب مثير أو الحديث بكلمات عاطفية تثير الناس بينما فضل البعض اختيار إسلوب "خالف تعرف" والبعض اختار تصوير نفسه في كل الأوضاع والأماكن حتى يراه الناس وهو في المطعم مثلا أو في رحلة سياحية أو على الشاطئ بينما البعض اتجه الى التقليد أو تصوير بعض المشاهد الإنسانية لبعض العائلات أو الافراد أو تصوير نفسة كشخصية ناقدة ومحبه للوطن دون أن يكون لدية معلومات حقيقية أو على الأقل أبسط المهارات المطلوبة وغيرها من مشاهد التصوير من أجل الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي.

كل ذلك لتحقيق هدف واحد وهو زيادة المعجبين والمتابعين على صفحات الانستجرام والفيسبوك وتويتر لدرجة أن البعض في البداية يقوم بترجى الناس ومطالبتهم بكل الوسائل لكي يتابعوه ويعبرون عن إعجابهم بتصرفاته وكلامه عبر التعليق أو تأكيد الإعجاب أو حتى إعادة التغريدة لكي تصل الى أكبر مجموعة وبالتالي يحاول بكل الوسائل لزيادة أعداد المتابعين مستخدما لتحقيق ذلك كل الوسائل المقبولة وغير المقبولة وللاسف الكثير منهم نجح اليوم وأصبح لديه متابعين بمئات الآف ويتباهى بذلك أمام الجميع ليبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة في مشواره للظهور وإبراز وتسويق نفسه كشخصية مؤثرة حسب مايطلق عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي متسلحا بقاعدة المتابعين والجماهير ومحاولا الإستفادة من هذه القاعدة في تحقيق مكاسب مالية وشخصية !!

لذلك وبعد أن نجحوا في زيادة المتابعين وأصبحت لهم قاعدة جماهيرية بطرق أقل ما نصفها بأنها رخيصة بدأو يتحولون الى أمور وموضوعات اخرى لتحقيق كما قلنا مكاسب شخصية ومادية مثل ابتزاز الشركات بالقيام بنقد الخدمات التي تقدمها هذه الشركات وتعزيز ذلك ببعض المشاهد التصويرية والقيام بنشر مقاطع تصف هذه الشركات بابشع الوصف ويظهرون هذه الشركات أمام المجتمع بصورة سيئة لدرجة أن البعض منهم يقوم بالاتصال بهذه الشركات مباشرة وتهديدهم بنشر المزيد لتقوم هذه الشركات أو المؤسسات بتوقيع عقد معهم للترويج لمنتجاتهم وإبراز الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة بدون حتى التأكد إذا هذه المنتجات صالحة أو غير صالحة.

وكذلك للترويج لوكلاء السفر والسياحة وكذلك وللاسف الشديد تقوم بعض الشركات بإعطاء مايسمون أنفسهم بمؤثرين أو مشاهير الهدايا للتوقف عن هذه الحملات الدعائية السيئة للشركات ليكرر هؤلاء المهرجين هذه التصرفات والأساليب مع مؤسسات اخرى وللأسف لم يسلم أحد منهم مثل البنوك وشركات الاتصالات وشركات السيارات والمراكز التجارية والمطاعم وشركات ومؤسسات الخدمات.

الجميع مستهدف من هذه الفئة لكسب المال والمصالح الشخصية ليس هذا فقط فمع الأيام وجد هؤلاء المهرجين أن حياتهم تغيرت وأرباحهم زادت وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي كنز بالنسبة لهم لذلك تحولوا إلى نقد المؤسسات الحكومية وخاصة التي تقدم خدمات للجمهور وبنفس الطريقة الأولى حتى وصلوا إلى مرحلة أنهم قريبون جدا من كبار المسؤولين فأصبحت كل طلباتهم مجابة المعقولة منها و غير المعقولة وتفتح لهم الأبواب ويقدمون في المجالس والاجتماعات والمؤتمرات رغم أنهم لايتمتعون بأقل الامكانيات من حيث الفكر أو الأسلوب ليطلقوا على أنفسهم بعد ذلك إعلاميين أيضا ليضاف هذا اللقب الجديد للألقاب السابقة مثل المؤثرين والمشاهير والملهمين !!

ومع كل يوم جديد أصبح البعض من هؤلاء المهرجين يتمادوا ويتباهوا بما يقومون به من أعمال وتصوير مشاهد مسيئة حتى لنا كمجتمع عماني معروف بالأخلاق والعادات والتقاليد الحميدة وهذا للأسف نتيجة لعدم وجود المراقبة الكافية والرادعة لهذه الفئة التي وللاسف تقوم يوميا ببث السموم ونشر أحيانا الأكاذيب أو تسويق منتجات غير معروفة وليس لها تصريح في السوق كل هذا فقط لكسب الأموال لدرجة أننا وصلنا اليوم أن بعض الشركات الإقليمية وبالتعاون مع بعض وكالات الإعلانات في السلطنة تتعاقد مع هؤلاء المهرجين لتسويق وبيع منتجات غير معروفة وباتباع أساليب تشويقية ومثيرة لاستقطاب إعجاب الناس وللأسف يستخدمون العنصر النسائي في بعض الأحيان لإثارة إعجاب الجمهور وغيرها من التصرفات غير الأخلاقية والنتيجة بلاشك تكون كارثية على الجميع وعلى هؤلاء المغردين وأصحاب الحسابات أنفسهم فيقعون في الأخطاء غير المتوقعة وبالتالي يمكن استغلالهم من خارج السلطنة بشكل سيئ مثل ماحصل في بعض الدول بالمنطقة ، لذلك نطالب الجهات المختصة إعطاء هذا الموضوع أولوية خاصة في المرحلة المقبلة ووقف هذا التهريج والابتزاز والاستغلال في مواقع التواصل الاجتماعي وإعداد القوانيين والتشريعات التي تحمى المجتمع من هذه التصرفات ومن الرسائل التي تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي كما نوجه رسالتنا للشركات والأفراد بالتعاون وبالتصدي لهؤلاء المهرجين وعدم التعامل معهم والإبلاغ عنهم إذا دعت الضرورة بحيث لاننظر فقط الى المكاسب التسويقية على حساب استقرار المجتمع والمحافظة عليه فالجميع عليه دور مهم يجب ان يقوم به.