شناص - عبدالله العامري
شهدت ولاية شناص كغيرها من ولايات السلطنة أحداث تاريخية هامة وفي مراحل زمنية من العهود السالفة كل حسب موقعه، وقد حظيت ولاية شناص باهتمام من لدن السلطان سعيد بن تيمور - رحمه الله - ليكون فيها مطار لهبوط الطائرات وتقديم الخدمات اللوجستية وخدمات دفاعية عند الضرورة، ونظرا للعلاقات الطيبة بين سلطنة مسقط وعمان والمملكة المتحدة وفي ظل ما شهدته المنطقة في تلك الفترة من تزاحم عالمي لتوسعة العلاقات والنفوذ، سعت الحكومة البريطانية مع حكومة سلطنة مسقط وعمان بحكم موقعها الاستراتيجي وعمقها الحضاري وتنوعها الجغرافي بإقامة مواقع لهبوط الطائرات (مطارات) في عدد من الولايات.
وقبل أن يتم اختيار مواقع لإقامة مطار بولاية شناص كانت مراسلات عدة بين السلطان سعيد بن تيمور ووالي شناص الشيخ منصور بن غالب العامري الذي عين واليا على شناص (1932)م.
ولتسليط الضوء عن تلك المهمة تواصلت «الشبيبة» مع المكرم الشيخ منصور بن حارث العامري، عضو مجلس الدولة ليحدثنا عما وصله عن تلك المرحلة من تطورات. حيث قال في بداية حديثه: تمكن السلطان سعيد بن تيمور رحمه الله ببعده السياسي من إيجاد مناخ إقليمي متوازن برغم الصراعات الدولية التنافسية التي كانت تحيط بالمنطقة بحكمته وحسن إدارته لشؤون البلاد ولشح وقلة الموارد المالية إلا انه أوجد علاقات جيده مع بعض الدول التي كانت تشكل الثقل الإقليمي والعالمي.
فقد أمر السلطان سعيد بن تيمور، الجد منصور بن غالب العامري رحمه الله والي شناص بموجب خطابه السامي عام 1933م (من سعيد بن تيمور إلى جناب الشيخ المحب المكرم الاحشم الوالي منصور بن غالب « سلام عليك ورحمة الله وبركاته محبك بخير من كرم الله لازلت بخير وما هنا من علم وبعد فعن قريب ستصل احدى الطيارات إليكم في شناص وفيها أحد ضباط الدولة البريطانية فالمراد منك عند وصولها أن تذمر عبرة حالاً لنزوله فيها واذا اراد التجول في البلد فالمراد ان تصحبه إلى حيث أحب من انحاء البلاد للاطلاع عليها واستقبال يليق في حقه لتعلم والسلام). وهذا الخطاب السامي أمر بإيجاد موقع مناسب لإقامة مطار بعد وصول ضباط يمثلون الحكومة البريطانية وفي أحد المراسلات من الزيارات برئاسة القنصل البريطاني.
مطارين
وحول المطارأو مهابط لطائرات عسكرية في ولاية شناص فقد تم اقامة مطارين بعد مراسلات عدة من السلطان والمجلس النيابي..وصل القنصل البريطاني والوفد المرافق من الضباط المختصين ليكون في استقبالهم (الجد) والي شناص رحمه الله، ومعه المعنين في الولاية وكان وصولهم في الناحية الشرقية من الحصن علي موقع مستوي حطت عليه طائرتهم وتم نقلهم بوسائل النقل المتوفرة في ذلك الحين الى مقر اقامتهم المعد لاستقبالهم (وفقا لتوجيهات جلالته) ليتم بعد ذلك التنقل لعدة أماكن اشار إلى أهمية موقعها السلطان سعيد بن تيمور ويكون الوالي الشيخ منصور بن غالب العامري معهم في كل تحركاتهم ومن التعليمات المعروفة من السلطان سعيد لولاته في هكذا حالات (أن لا يغيب عن ناظريك أمر).
ويضيف الشيخ منصور بن حارث العامري: وتضمنت إحدى الخطابات الواردة من المجلس النيابي لجلالة سلطان مسقط وعمان إلى والي شناص ونصه كالآتي: من المجلس النيابي لجلالة سلطان مسقط وعمان إلى جناب الشيخ المكرم منصور بن غالب العامري والي شناص سلمه الله تعالى (سلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد فعن قريب سيصل إلى شناص قنصل الدولة البريطانية ومعه أنفار من رجال الطيران قاصدين إنشاء محطة للطيران بشناص فالمراد منك أن تستعد لملاقاتهم وتقوم بمساعدتهم فيما يحتاجون إليه هذا ما لزم بيانه والسلام).
مواقع
مبيناً: إن بعض من تلك المواقع المقترحة لم يكن من السهل الوصول إليها فيتطلب المسير لمسافات على الاقدام وبطلب من الوالي يتعاون الأهالي والأعيان في تسهيل الخدمات، استقر البحث من الفريق المكلف على موقعين يشكلان الأهمية في تلك الفترة الأول يكون في مركز الولاية بالقرب من حصن شناص والآخر في قرية أسود الجبلية ليتم رفع التصور من قبل القنصل والفريق العسكري الي السلطان سعيد رحمه الله. ووفقا للمراسلات عملت تلك المطارات بعد عام 1934م.
والجدير بالذكر ان التوسعات والاستخدامات والمستجدات في المطارين كانت تتم بالتشاور مع والي شناص الذي بدوره يطلع السلطان سعيد عن كل التطورات، وفقا لتعليماتـــــه، لتبقــى سيادة القرار لصاحب القرار.