الطفولة المبكرة والـلـغــات

مزاج الأربعاء ١٣/أبريل/٢٠١٦ ٠١:٠٥ ص

صامويل أوزبورن - ترجمة: خالد طه

كشفت دراسة حديثة أن الاختلاف بين أدمغة الأطفال ثنائيي اللغة والأطفال أحاديي اللغة يمكن اكتشافه في سن مبكرة جدا عند سن 11 شهرا من العمر.

فقد أظهر الأطفال ثنائيو اللغة نشاطا أكبر في مناطق الدماغ المرتبطة بـ «الوظيفة التنفيذية» وهي المنطقة التي تتحكم في مهمات مثل حل المشكلات أو تحويل الانتباه.
وقالت ناجا فرجان راميريز، المعدّة الرئيسية للورقة البحثية: «تشير نتائجنا إلى أنه حتى قبل بداية الكلام، فإن الأطفال الذين ينشأون في أسر ثنائية اللغة يحصلون على تدريب على مهمات مرتبطة بالوظيفة التنفيذية. وهذا يشير إلى أن ثنائية اللغة لا تشكل تطور اللغة فحسب، بل أيضا تشكل التطور المعرفي بشكل عام».
في البحث المنشور في مجلة العلوم التنموية، استخدم الباحثون جهاز تخطيط الدماغ المغناطيسي لقياس المجالات المغناطيسية التي تنتجها التيارات الكهربائية في الخلايا العصبية في أدمغة الأطفال. وقد استخدمت الدراسة 16 طفلا يبلغون 11 شهرا من العمر، ثمانية منهم من أسر تتحدث اللغة الإنجليزية فقط، وثمانية آخرون من أسر تتحدث اللغتين الإنجليزية والإسبانية.
وقد استمعوا إلى تسجيل مدته 18 دقيقة لأصوات حروف مثل «دا» و «تا»، وضمت أصواتا خاصة باللغة الإنجليزية أو الإسبانية.
وعند مقارنة استجابات الدماغ بين الأطفال أحاديي اللغة والأطفال ثنائيي اللغة، وجد الباحثون اختلافا واضحا في مناطق الدماغ المرتبطة بالوظيفة التنفيذية.
وفي قشرة الفص الجبهي والقشرة الأمامية المدارية من المخ، استجابت أدمغة الأطفال الناشئين في بيئة اللغتين الإسبانية والإنجليزية استجابة أقوى لأصوات الكلام.
ويمكن أن تكون الدفعة التي تلقتها الأجزاء من المخ التي تتعامل مع الوظيفة التنفيذية هي نتيجة للانتقال ذهابا وإيابا بين اللغتين، مما سمح لها بممارسة وتحسين مهارات الوظيفة التنفيذية.
قالت ناجا فرجان راميريز: «مخ الطفل الذي يبلغ من العمر 11 شهرا يتعلم أي لغة أو لغات موجودة في البيئة وهو قادر على تعلم لغتين بنفس مقدار قدرته على تعلم لغة واحدة».
«إن نتائجنا تؤكد فكرة أنه ليس فقط الأطفال الصغار هم القادرون على تعلم لغات متعددة، بل إن الطفولة المبكرة هي الوقت المثالي للبدء في تعلم اللغات».

خدمة إندبندنت -