يوم "تاريخي" في هيروشيما

الحدث الأربعاء ١٣/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
يوم "تاريخي" في هيروشيما

هيروشيما (اليابان) – ش – وكالات

عبر جون كيري اول وزير خارجية اميركي وارفع مسؤول حكومي في بلده يزور نصب هيروشيما امس الاثنين، عن "تأثره العميق" امام "قدرة هذا المكان" الذي يذكر "بقوة وقسوة" بضرورة التخلص من الاسلحة النووية.
ولم يقدم كيري اعتذارات رسمية من الولايات المتحدة عن اول قصف ذري في التاريخ لكنه دعا امام الصحافيين الى "عالم بلا اسلحة نووية" كما فعل قبله وزراء خارجية مجموعة السبع.
وقال وزراء الخارجية في بيان اطلقوا عليه اسم "اعلان هيروشيما" اليوم "نؤكد من جديد التزامنا اقامة عالم اكثر امانا وايجاد ظروف لعالم بلا اسلحة نووية". وذكروا بين التحديات "استفزازات كوريا الشمالية المتكررة ".
وصباح امس الاثنين زار وزراء خارجية الدول السبع بمن فيهم كيري متحف نصب السلام الذي يشكل شهادة محزنة على القصف النووي الذي دمر المدينة واودى بحياة 140 الف شخص في السادس من اغسطس 1945.
وكتب وزير الخارجية في الكتاب الذهبي للمتحف ان "كل العالم يجب ان يرى قوة هذا النصب ويشعر بها"، كما ورد في النص الذي وزعته وزارة الخارجية الاميركية.
واكد كيري الذي قاتل في حرب فيتنام قبل ان يصبح مشككا في النزعة التدخلية للولايات المتحدة ومؤيدا لنزع السلاح ان "هذا يذكرنا بقوة وقسوة بان واجبنا لا يقتصر على وضع حد لتهديد الاسلحة النووية بل علينا ايضا ان نفعل كل ما هو ممكن لتجنب الحرب".
وبعد زيارتهم للمتحف الذي يعكس حجم الكارثة بصورة قاسية، توجه وزراء خارجية دول مجموعة السبع الى الحديقة المحيطة به.
ووضعوا اكاليل من الورود امام القوس الذي يشرف على قبر دونت عليه اسماء الضحايا مع وعد حفر على الحجر "ارقدوا بسلام، فلن نسمح بتكرار هذه الفاجعة".
واستقبلهم حشد من التلاميذ الذين كانوا يلوحون باعلام الدول السبع (الولايات المتحدة واليابان وكندا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والمانيا) وقاموا بتسليمهم عقدا لطيور من ورق ترمز الى السلام.

يوم تاريخي
وصرح وزير الخارجية الياباني فومي كيشيدا ان يوم الحادي عشر من ابريل 2016 هو "يوم تاريخي" لبلده.
واضاف وزير الخارجية الياباني في بيان "أعتقد أن أول زيارة على الإطلاق من وزراء خارجية مجموعة السبع للنصب التذكاري هي خطوة تاريخية أولى صوب إحياء المساعي الخاصة بعالم خال من الأسلحة النووية."
بعد الزيارة التي قام بها كيري ونظرائه من المجموعة أصدر الوزراء بيانا يعيد التأكيد على التزامهم ببناء عالم خال من الأسلحة النووية لكن البيان أضاف أن هذه المساعي عقدتها الاستفزازات المتكررة من كوريا الشمالية والوضع الأمني المتدهور في سوريا وأوكرانيا.
وعلى الرغم من أن كيري ليس أكبر مسؤول أمريكي يتفقد المتحف والمتنزه التذكاري في هيروشيما حيث سبقته إلى ذلك في 2008 نانسي بيلوسي التي كانت ترأس في ذلك الوقت مجلس النواب فإنه أرفع مسؤول في الفرع التنفيذي بالولايات المتحدة يزور النصب.
وقال كيري في سجل الضيوف في المتحف "يجب على الجميع في العالم أن يروا ويشعروا بسطوة هذا النصب التذكاري. إنه تذكرة قوية ومؤلمة وملزمة ليس فقط بالتزامنا بإنهاء تهديد الأسلحة النووية وإنما بإعادة تكريس كل جهودنا لتفادي الحرب نفسها."
وبعد وقوف الوزراء دقيقة حدادا قدم تلاميذ يابانيون اصطفوا على المدخل ملوحين بأكاليل مصنوعة من طيور ورقية ترمز للسلام بألوان أعلام كل دولة من الدول الأعضاء بمجموعة السبع.
وبناء على اقتراح من كيري قام الوزراء أيضا بزيارة ارتجالية لموقع يسمى قبة القنبلة النووية وهو أطلال للمبنى الوحيد الذي بقي قائما بالقرب من موقع انفجار القنبلة وحاليا مدرج على قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وأدى إلقاء طائرة حربية أمريكية قنبلة نووية على هيروشيما في السادس من اغسطس آب 1945 إلى تحويل المدينة إلى رماد وقتل نحو 140 ألف شخص بحلول نهاية ذلك العام.
وبعد إلقاء هذه القنبلة بثلاثة أيام ألقيت قنبلة نووية أخرى على نجازاكي في التاسع من اغسطس آب 1945 .واستسلمت اليابان بعد ذلك بستة أيام.

اوباما قريبا

وقد تمهد زيارة كيري الطريق أمام زيارة غير مسبوقة لهيروشيما من قبل رئيس أمريكي خلال فترة رئاسته عندما يحضر أوباما الاجتماع السنوي لزعماء مجموعة السبع في مدينة يابانية أخرى الشهر المقبل.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض لم يتخذ قرارا بعد بشأن الزيارة إلا أن مسؤولا أمريكيا بارزا قال أمس الأحد إن أوباما الذي زار كوبا الشهر الماضي أظهر استعداده للإقدام على أفعال مثيرة للجدل مثل زيارة هافانا.
وتعد زيارة وزراء خارجية مجموعة السبع للمتحف والنصب التذكاري جزءا من جهود اليابان كي تبعث رسالة قوية لنزع السلاح النووي من هيروشيما أول مدينة تتعرض لقصف نووي.
وبدا كيري مبتسما وصافح الاطفال قبل ان يقف متجهما امام النصب الى جانب نظيره الياباني فوميو كيشيدا.
ويمكن ان تمهد زيارة كيري لمشاركة الرئيس الاميركي باراك اوباما في قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع في 26 و27 ايار/مايو في الارخبيل، وان لم يتخذ اي قرار رسمي حتى الآن. وقد اعلن اوباما منذ 2009 تطلعه الى "عالم بلا اسلحة نووية".
وقال رجل الاعمال جون ميورا (43 عاما) الذي كان في الحديقة "لا نشعر بالكراهية ولا بالغضب" حيال الولايات المتحدة. واضاف "اريد ان يرى الرئيس بنفسه ما حدث".
وطغت هذه الزيارة غير المسبوقة للولايات المتحدة وكذلك للقوتين النوويتين الاخريين في مجموعة السبع، فرنسا وبريطانيا، على المحادثات التي يجريها وزراء الخارجية حول القضايا الراهنة الكبرى.
وقد بحثوا في اجتماعهم الذي يعقد وسط اجراءات امنية مهمة وتمهد لسلسلة لقاءات قبل القمة، مسألة الارهاب في اطار الملف السوري ومكافحة تنظيم داعش على حد قول وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت.
وشغلت الصين ايضا حيزا كبيرا في مناقشات مجموعة السبع التي تنوي اصدار وثيقة حول الامن البحري في اطار سعيها للحد من طموحات بكين في بحار الصين.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعا مجموعة السبع الى عدم الخوض في "الخلافات التاريخية او حتى النزاعات على الاراضي". وقال ان "ذلك لن يحل المشكلة بل سيؤثر على الامن الاقليمي".