شناص- عبدالله العامري
"الشاشة" قارب الصيد التقليدي صغير الحجم مصنوع من سعف النخيل، وصناعة الشاشة من الحرف التقليدية التي أمتهنها العديد من العمانيين الذين يعيشون على الساحل.
ويسرد محمد بن خميس المعمري والمعروف بالدرياهي الذي أشتهر بصناعة الشاشة بقرية البليدة بولاية شناص عن صناعة الشاشة الذي عمل بها لسنوات طويلة.
ويقول الدرياهي أعتمد العمانيون على أنفسهم في الصناعات والمهن التي تعد مصدر رزق لهم، واستطاعوا الاستفادة من خامات البيئة المحيطة بهم في الصناعات الحرفية، مثل صناعة "الشاشة" وهو القارب الصغير التي تعتمد مواد صناعته من أشجار النخيل التي كانت تعد رمز للعطاء.
في البداية يتم تودين سعف النخيل في الماء لمدة 15 يوم (وضع السعف في الماء) ليصبح أكثر مرونة في التشكيل والتصنيع ثم يسحل السعف وينظف من الأشواك ويسمى بالهجة المحلية (زور) وبعدها تصنع قاعة الشاشة (قاعدة الشاشة) وذلك بشك الزور ببعضه البعض من خلال عمل ثقب في الزور باستخدام الشكنة (أداه تقليدية تستخدم لثقب الأخشاب) ويمرر حبل مصنوع من ليف النخيل (مخلفات النخيل) ليثبت الزور ليكون متماسك وبعدها تركب الغصون (أغصان شجرة السدر تأخذ شكل المثلث المقلوب) وتثبت على القاعة وتخرج إلى الأعلى لتكون هيكل للشاشة.
مضيفاً: ويتم حشو القاعة بالكرب (قاعدة سعف النخيل) الذي يعمل على أن تطفوا الشاشة في البحر ولا تغرق أبداً وكذلك يجعل الشاشة أكثر توازناً وثباتاً في عرض البحر، ويغطى الكرب بالزور ويثبت بالشلمان (أغصان الاشجار التي تثبت سطح الشاشة مع الغصون) وبهذه المرحلة ننتهي من إنشاء سطح الشاشة وبعدها نشرع بتركيب التروك (جانبي الشاشة) وذلك بشك الزور وتركيب المجاديف التي تثبت على الغصون أيضا. وبهذه المراحل تنتهي من صناعة الشاشة التي تستغرق من ثلاثة أيام إلى خمسة أيام في صناعتها وتتسع من شخص إلى أربع أشخاص حسب حجم الشاشة.
ويعقب الدرياهي: تم استبدال الكرب بالفلين مؤخراً وحبال الليف بالحبال النايلون وكما بدأت صناعة الشاشة بتلاشي وأصبحت جزء من الموروث الشعبي ويتم صناعة نماذج صغيره مهنا لتكون هدايا تذكارية.