واشنطن منفتحة على التفاوض مع بيونجيانج

الحدث الأربعاء ١٣/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
واشنطن منفتحة على التفاوض مع بيونجيانج

هيروشيما (اليابان) – ش – وكالات

صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين ان الولايات المتحدة مستعدة "لتعزيز" الضغط على كوريا الشمالية بعد استفزازاتها الاخيرة، لكنها تبقى منفتحة على التفاوض.
وقال كيري لصحافيين بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في هيروشيما "ما زال من الممكن ان نعزز الضغط وهذا يتوقف على افعال" كوريا الشمالية.
واضاف "قلنا بوضوح (...) اننا مستعدون للتفاوض حول اتفاقية سلام" في شبه الجزيرة الكورية.
وكان كيري صرح في شباط/فبراير ان كوريا شمالية خالية من السلاح النووي يمكنها ان تجري مفاوضات مع واشنطن لابرام اتفاقية تنهي الحرب الكورية (1950-1953).
وانتهت هذه الحرب بهدنة وليس باتفاق سلام. وتصر واشنطن على تخلي بيونغ يانغ عن السلاح النووي لتوقيع اتفاق سلام.

ادانة واسعة
أدان وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى امس الاثنين التجارب النووية والصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية في وقت سابق هذا العام .
وأفادت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء بأن الوزراء أعربوا أيضا خلال اجتماعهم في مدينة هيروشيما غربي اليابان عن مخاوفهم إزاء النزاعات البحرية في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي .
وفي بيان رسمي مشترك صدر عقب اجتماعهم الذي استمر ليومين قال وزراء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة إنهم يدينون "بأقوى العبارات" الاستفزازات الكورية الشمالية المتكررة التي تنتهك عدة قرارات لمجلس الأمن الدولي.
وذكرت كيودو أنه في بيان منفصل حول الأمن البحري ، دعا وزراء الدول السبع جميع الأطراف المعنية إلى الإحجام عن عمليات استصلاح الأراضي وبناء المنشآت للاستخدام العسكري في بحر الصين الجنوبي ، في انتقاد واضح لتحركات الصين لتعزيز مطالباتها بالسيادة في المياه المتنازع عليها.
وكان وزراء خارجية مجموعة الدول السبع قد بحثوا أيضا مسألة الإرهاب وأزمة الهجرة في أوروبا.

فرار
من جهة اخرى اعلنت الحكومة الكورية الجنوبية امس الاثنين ان ضابطا برتبة كولونيل في الجيش الكوري الشمالي فر الى الجنوب في 2015 ليكون اكبر مسؤول عسكري من الشمال ينشق عن النظام، اضافة الى دبلوماسي وثلاثة من افراد عائلته.
ولم تذكر اي تفاصيل عن هوية هذا الضابط باستثناء انه كان قبل فراره مسؤولا عن عمليات التجسس التي تستهدف سيول في مكتب الاستطلاع العام الكوري الشمالي، كما ذكرت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب).
واكد متحدثان باسم وزارتي الدفاع والتوحيد الكوريتين الجنوبيتين هذا الفرار. ونقلت يونهاب عن مسؤول في الحكومة قوله "انه اكبر مسؤول عسكري يلجأ الى الجنوب".
ويعتقد ان الكولونيل قدم تفاصيلا عن عمليات المكتب ضد كوريا الجنوبية الى السلطات في سيول، بحسب المسؤول الذي لم يكشف عن هويته.
كما اكد المتحدث العسكري باسم وزارة التوحيد تقرير صحيفة "دونغ ايه ايلبو" اليومية الاثنين بان دبلوماسيا كوريا شماليا يعمل في بلد افريقي فر الى سيول في ايار/مايو الماضي مع ثلاثة من افراد عائلته.
وتأتي هذه المعلومات بعد ثلاثة ايام على اعلان سيول الخميس عن فرار 13 كوريا شماليا كانوا يعملون في مطعم تملكه الدولة الكورية الشمالية في مدينة نيغبو جنوب شرق الصين.
وسجلت حالات فردية مماثلة من قبل لكنها المرة الاولى التي يقوم فيها هذا العدد من العاملين في مكان واحد بخطوة من هذا النوع.
ووصل هؤلاء الكوريون الشماليون، وهم مدير المطعم و12 امرأة، الذين كانوا يعملون في مدينة نينغبو الساحلية في شرق الصين وتمكنوا من الوصول الى كوريا الجنوبية بعد عبورهم بلدا في جنوب شرق آسيا.
ونادرا ما تؤكد كوريا الجنوبية رسميا انشقاق كوريين شماليين خصوصا اذا كانوا من الشخصيات البارزة، مشيرة الى حرصها على امنهم. كما تتجنب كوريا الجنوبية اي توتر دبلوماسي مع الدول التي يقوم هؤلاء بعبورها.
وتعتبر الصين الحليف الرئيس لكوريا الشمالية. وقد احتجت بيونغ يانغ مرارا على استخدام المنشقين لاراضي كوريا الشمالية للفرار من البلاد الى سيول.

اتهامات المعارضة
انتقدت المعارضة في كوريا الجنوبية الاعلان عن فرار الكولونيل واتهمت الحكومة بالسعي الى تحسين موقعها قبل يومين من الانتخابات التشريعية في حملة ركزت الى حد كبير على اداء الرئيسة بارك غيون-هيي وحزبها المحافظ "ساينوري".
ونفت وزارتا الدفاع والتوحيد اي استخدام انتخابي لهذا الاعلان واكدتا ان لجوء الكولونيل امر يثير اهتماما عاما.
وسيجري التصويت على مقاعد المجلس ال300.
وقال الخبير السياسي شوينغ سيونغ-شانغ من معهد سيجونغ للابحاث في سيول "لا يسعني سوى ان اعتبر هذه المعلومات النادرة محاولة للتأثير على الانتخابات".
واضاف انه في السابق كان يتم الاعلان عن الانشقاقات بعد اشهر من التحقيقات وبموافقة الشخص المعني، وذلك حرصا على عائلاتهم في الشمال.
ويأتي انشقاق هؤلاء بينما تشهد شبه الجزيرة توترا كبيرا منذ التجربة النووية الرابعة التي اجراها الشمال في الرابع من يناير وتلتها تجربة صاروخ بعيد المدى في شباط/فبراير.
وتمكن حوالى ثلاثين الف كوري شمالي من الهرب الى الجنوب من الفقر والقمع في بلدهم على الرغم من المخاطر.
وكان عدد المنشقين الذي وصل في بعض السنوات الى الفين تراجع منذ تولي كيم جونغ اون السلطة في 2011.
ويقول خبراء وناشطون ساعدوا هؤلاء اللاجئين ان الذين يتمكنون من مغادرة كوريا الشمالية لديهم بشكل عام اقرباء في الجنوب او ينتمون الى نخبة تملك المال الكافي والعلاقات للقيام بهذه الرحلة.
وكان اكبر منشق كوري شمالي الى الجنوب هو هوانغ جانغ-يوب الايدولوجي والمعلم السابق لكيم جونغ-ايل. وفر عبر سفارة كوريا الجنوبية في بكين في 1997 وتوفي في سيول في 2010.