تقرير إخباري: الكتل السياسية في البرلمان العراقي تحاول الالتفاف على مرشحي العبادي للحكومة الجديدة

الحدث الأربعاء ١٣/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
تقرير إخباري:
الكتل السياسية في البرلمان العراقي تحاول الالتفاف على مرشحي العبادي للحكومة الجديدة

بغداد – ش – وكالات

تحاول الكتل السياسية في البرلمان العراقي الالتفاف على مرشحي رئيس الوزراء حيدر العبادي للحكومة الجديدة التي يريد تشكيلها من أشخاص تكنوقراط بهدف مكافحة الفساد وتحسين الخدمات في إطار إصلاحات أعلنها تحت ضغط شعبي.
وقال أعضاء في مجلس النواب العراقي لوكالة فرانس برس إن الكتل السياسية الرئيسية في المجلس رشحت شخصيات مرتبطة باحزابها للحكومة الجديدة في محاولة للالتفاف على مرشحي العبادي.
وقال مقرر البرلمان نيازي أوجلو "كل مكون (سياسي) يبحث عن حضور في مجلس الوزراء"، مضيفا "اللمسات الأخيرة ما زالت تجري على لائحة المرشحين الجدد" الذين سيعرضهم رئيس الوزراء خلال جلسة الثلاثاء.
وكان العبادي أعلن سلسلة من الاصلاحات شملت تعيين "تكنوقراط وأكاديميين من أصحاب الاختصاص" بدلا من مسؤولين معينين على اساس حزبي.
وقدم الأسبوع الفائت إلى مجلس النواب قائمة مرشحيه إلى الحكومة التي يريد تقليص عدد حقائبها ايضا، فيما يواجه معارضة كبيرة من الاحزاب الرئيسية التي تهيمن على السلطة في البلاد.
وقال النائب حميد معله، المتحدث باسم كتلة "المواطن"، إحدى الكتل الرئيسية في مجلس النواب، "قدمنا ثلاثة مرشحين وستقدم الكتل الأخرى مرشحيها، إلى الحكومة".
وأضاف أن "أغلب الكتل تريد أن يكون الترشيح من خلالها"، مشيرا إلى أن عملية التصويت داخل البرلمان على المرشحين ستكون اليوم الثلاثاء. وقالت النائبة سمير الموسوي العضو في ائتلاف "دولة القانون"، أكبر الكتل في البرلمان، إن "اسماء المرشحين الجدد ليست الاسماء نفسها التي قدمها رئيس الوزراء".
اما سالم العيساوي، النائب عن "اتحاد القوى"، فقال "لدينا اولوياتنا في ما يتعلق بالاصلاح". وقال "يجب التفاهم ما بين الكتل السياسية ورئيس الوزراء على معايير اختيار الوزراء"، في اشارة إلى ضرورة وجود مرشحين من كتلته.
وقال النائب عمار طعمة، رئيس كتلة "الفضيلة"، أحد الاحزاب الرئيسية في البرلمان، ان التحالف الكردستاني الذي يجمع النواب الاكراد "لم يقدم اسماء مرشحيه حتى الان".
لكن الحزبين الرئيسيين في التحالف الكردستاني، الحزب الديموقراطي الكردستاني (بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني) والاتحاد الوطني الكردستاني (بقيادة جلال طالباني) اعلنا في بيان رفضهما لمرشحي العبادي.
وقال بيان رسمي للحزبين ان "اي تغيير في مؤسسات الحكومة يجب ان يضمن حصة الاكراد"، مؤكدين ان "القيادات السياسية لاقليم كردستان ستقوم بتحديد من يمثل كردستان".
واضاف طعمة ان لجنة برلمانية مختصة "اعطت تقييما بعدم الموافقة على الترشيحات" الواردة في قائمة العبادي. ودفع هذا التوتر السياسي اثنين من مرشحي العبادي إلى الانسحاب.
وكتلة الاحرار التي تمثل التيار الصدري في البرلمان هي الكتلة السياسية الوحيدة التي تدعم العبادي في اختيار تشكيلة حكومية جديدة من مرشحين تكنوقراط مستقلين.
وقالت النائبة زينب الطائي العضو في كتلة "الاحرار" أمس الاثنين "نطالب بان يكون المرشحون تكنوقراط، والاهم ان يكونوا مستقلين، وكان انصار مقتدى الصدر نظموا اعتصاما، شارك الصدر في جزء منه، لمدة اسبوعين عند مداخل رئيسية للمنطقة الخضراء في وسط بغداد، بهدف الضغط على رئيس الوزراء لتنفيذ الاصلاحات.
وتحت ضغط هذه المطالب الشعبية التي ترددت في تظاهرات متكررة خلال الفترة الماضية ودعوات من المرجع الكبير اية الله علي السيستاني، قدم العبادي سلسلة اصلاحات بينها التغيير الحكومي.
ويشمل الاصلاح الذي سبق ان صوت عليه البرلمان تغييرا شاملا لجميع رؤساء الهيئات المستقلة والوكلاء والمديرين العامين والسفراء، وصولا إلى القيادات الامنية التي شملتها المحاصصات الحزبية والطائفية مع توالي تشكيل الحكومات.
ويطالب الشارع بتحسين الخدمات والوضع المعيشي المتدهور للعراقيين. لكن مساعي العبادي مهددة بالفشل بسبب هيمنة الاحزاب الكبيرة على السلطة من خلال المحاصصة السياسية وتقاسم الامتيازات والمناصب العليا في الدولة.
إلى ذلك؛ بحث وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أمس الاثنين في بغداد التي وصلها في زيارة غير معلنة جهود الحرب ضد تنظيم داعش، والتي تلعب باريس دورا كبيرا فيها.
والتقى الوزير الفرنسي الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري. وافاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية العراقية ان وزير الدفاع الفرنسي "جدد دعم بلاده للعراق في مجال تدريب وتسليح قواته العسكرية مشيراً إلى ان العراق دفع ثمناً مضاعفاً لتصديه لتنظيم داعش الاجرامي".
كما التقى الوزير الفرنسي رئيس مجلس النواب العراقي، حسبما افاد بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس البرلمان. وجاء في البيان انه "تم خلال اللقاء مناقشة تطورات الاوضاع الامينة في العراق وسبل التعاون والتنسيق لمكافحة الارهاب في العالم والحد من تهديداته، ومستجدات الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي".
وتشارك فرنسا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش من خلال شن ضربات جوية على مواقع التنظيم في العراق.
وتبنى التنظيم هجمات باريس التي اودت بحياة 130 شخصا العام الماضي، ما زاد المخاوف من قيام الجهاديين بهجمات مماثلة مجددا.
وقال المدعي العام الفدرالي البلجيكي ان الخلية الجهادية التي خططت للهجوم على مطار بروكسل الشهر الماضي الذي اسفر عن مقتل 32 شخصا كانت تخطط في بادىء الامر لضرب باريس.
واستولى التنظيم على مساحات شاسعة من الاراضي في يونيو 2014 لكن القوات العراقية استعادت سيطرتها على العديد من المدن بدعم من طيران التحالف الدولي.
ووصل لو دريان بغداد بعد زيارته إلى الكويت، حيث استقبله خلالها نظيره. وتأتي زيارته بعد ايام قليلة من زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري التي تعهد خلالها زيادة العمل العسكري ضد تنظيم داعش الذين يعانون من خسائر متتالية.