إصدار كتاب "المكتبة العامة وقصص أخرى" للكاتبة آلي سميث

مزاج الأحد ١٩/يوليو/٢٠٢٠ ١٩:٤٠ م
إصدار كتاب "المكتبة العامة وقصص أخرى" للكاتبة آلي سميث

أبوظبي- ش
صدرت مؤخرا ترجمة كتاب "المكتبة العامة وقصص أخرى" للكاتبة الأسكتلندية آلي سميث، وقد نقلته إلى العربية الدكتورة ابتسام بن خضراء وراجع الترجمة فخري صالح، وأصدره مشروع "كلمة" للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي.

تقدم الكاتبة سميث في هذا الكتاب مجموعة قصص قصيرة تتسم بخيال منطلق دون حدود، وهي دفاع ذكي شامل يثير الدهشة عن المكتبات العامة. تقول سميث إنها، وأثناء قيامها بتحرير الكتاب، سألت بعض صديقاتها وأصدقائها ماذا تعني المكتبة العامة بالنسبة لهم، وتضيف أنه، وخلال فترة وجيزة -بضعة أشهر- أُغلقت ثلاث وعشرون مكتبة.

شكّلت إسهامات أصدقائها وصديقاتها الخط الناظم للكتاب، إذ يتجلى في القصص الشغف المؤثر الذي تدافع به سميث وصديقاتها عن المكتبات. فالمكتبات "كانت على الدوام جزءاً لا يتجزأ من أية حضارة"، وهي "المكان الوحيد الذي يمكن للمرء اللجوء إليه، حيّز مجاني، حيّز ديمقراطي، يمكن لأيٍّ كان التوجّه إليه والاختلاط فيه بالآخرين دون أن يحتاج لدفع المال"، وهي "توفر إمكانية الوصول المجاني إلى الحواسيب، وتساعد في تعلُّم طريقة تشغيلها".

اللافت في القصص تركيزها أحياناً على شخصيات أمينات المكتبة، فهن لطيفات، جاهزات لتأمين الكتب غير المتوفرة لديهن من مكتبات أخرى، جديات، شجاعات، يثرن الرعب في النفس رغم دماثتهن، يمكن أن تعير إحداهن كتابا للكبار إلى طفلة، ولكن مع رفع الحاجبين استهجاناً، بل إن بعضهن يقرأن الطالع خلسة.

يمكن القول إن قصص هذه المجموعة، وعلى غرار قصص مجموعاتها السابقة، تسير وفق تراكيب متشابهة، حيث يبدأ الراوي مساراً لكن الفكرة أو الحكاية التي يجري سردها قد لا تكتمل ليجري الاستطراد إلى فكرة أخرى، وربما عاد إلى المسار الأول. لكن هذه الاستطرادات التي تبدو وكأن لا محل لها تضفي عمقاً انسانياً على الموضوع. القصص هي شرح لأحاسيس وانطباعات أكثر من كونها سرداً لأحداث. بل إن الأحداث قد تكون أحياناً مجرد خلفية للتعبير عن الأحاسيس.

ترتبط آلي سميث بعلاقة خاصة بالكلمات، فالراوية في "المرة الأخيرة"، يستغرقها التفكير في اختلاف معاني الكلمات بمرور الزمن. وتجد سميث متعة في استخدام الكلمات والعبارات بطريقة مختلفة، فالكلمات في كتاباتها تكتسب حياة خاصة بها وصوراً ومعاني مبتكرة. إنها لغة أشبه بالتهويمات، تتلاحق فيها التفاصيل اليومية الصغيرة وتتداعى فيها الأفكار التي تبدو للوهلة الأولى وكأنها غير مترابطة ولا علاقة لها بما يحدث، لكن خيطاً خفياً يربط بين الأفكار المتناثرة هنا وهناك لينظم منها معنى. المجموعة أشبه بعرضٍ لأبطال الكتب والأشعار والطيور والموسيقى والطبيعة والأدباء والفنانون (الأحياء والأموات) الذين تتقاطع حياتهم أحياناً مع الراوي، وقد تتقاطع حياة الراوي مع روح شخص عادي؛ يحدث كل ذلك في تلاعب متقن بالزمن والأصوات ليشكل لوحة سيريالية يبدو الزمن فيها مائعاً كما في لوحة سلفادور دالي الشهيرة "الزمن".

آلي سميث كاتبة ومؤلفة مسرحيات وأكاديمية وصحفية اسكتلندية. ولدت في إنفيرنس في 24 أغسطس من عام 1962. تعيش حالياً في كمبريدج. في عام 2016 وصفها سيباستيان باري بأنها "الأسكتلندية التي ستحصل على جائزة نوبل مستقبلاً". في عام 2007، انتُخِبَت عضواً في "الجمعية الملكية للآداب".

تتمتع آلي سميث بكل الخصائص المميزة لكتّاب القصص القصيرة؛ من الانضباط الدقيق في رسم الحبكة، ودقة الملاحظة للتفاصيل المكثفة، والقدرة على الاستفادة من الشخصي والفردي للفت النظر إلى حقائق عامة، والمهارة في الإيحاء بوجود عالم أرحب خارج حدود القصة.

أما المترجمة ابتسام بن خضرا فهي مترجمة مغربية من أصل فلسطيني، ولدت وتعلمت في سوريا، وحصلت على إجازة في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق عام 1983. أوفدتها شركة شل سوريا إلى الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1996 للتخصص بالترجمة، فحصلت على شهادة دكتوراة عام 2000. ترجمت كتبًا ومنشورات وتقارير متعددة لدور نشر عربية ودولية.