تفاعل كبير للنهوض بالمنتجات الوطنية!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٣/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص
تفاعل كبير للنهوض بالمنتجات الوطنية!

على بن راشد المطاعني

في الوقت الذي تبذل فيه الجهات الحكومية جهودا كبيرة في الارتقاء بالمنتج المحلي من خلال تسويقه داخليا وخارجيا، وتعزيزتواجده في المناقصات الحكومية كشرط لإرساء المشاريع وتفضيله عن غيره من المنتجات، وسنّ التشريعات التي تعفيه من الضرائب والرسوم وإضفاء كل التسهيلات عليه أكثر من غيره من المجالات، بل ينبغي الدفاع عن المنتجات العمانية في الدول الأخرى والترافع في قضايا الإغراق التي ترفعها بعض الدول ضد المنتجات العمانية وغيرها من الإشكاليات التي تواجه السلع والبضائع العمانية في الخارج، كما أن الجهد الآخر الأكبر يقع على أصحاب الشركات ورؤسائها في النهوض بمنتجاتهم بكل الطرق من خلال تعزيز هياكل التسويق في شركاتهم لتكون إحدى الوحدات الإدارية لتنشيط عملية التسويق داخليا وخارجيا، وسبر أسواق جديدة من خلال إيجاد وكلاء جدد لمنتجاتهم وصناعاتهم، والمشاركات الفاعلة في المعارض الداخلية والخارجية كأحد الجوانب الهامة لتعزيز التواجد للصناعات العمانية في السلطنة ودول العالم، وبذل جهود كبيرة لتحريك المياه الراكدة حتى تكون المنتجات الوطنية والصناعة بشكل عام قاطرة الاقتصاد الوطني التي تقود قاعدة تنويع مصادر الدخل في البلاد، وتحقق الاكتفاء الذاتي من السلع والبضائع، وتحد من الاستيراد وتبعاته.
فاليوم المواطن العماني لا يعرف الكثير عن المنتجات الوطنية في الكثير من المجالات التصنيعية الغذائية والكمالية، فكيف له أن يتجه إلى أرفف المحلات ليطلب منتج بلاده، ويفاضله على غيره من المنتجات الأخرى، إذا لم يكن هناك نشاط تسويقي وإعلامي مكثف ومتواصل عن هذه المنتجات وجودتها ومواصفاتها وأهميتها الاقتصادية للبلاد والعباد.
فبلا شك إن الجهود التي تبذلها لجنة المنتجات الوطنية " أوبكس " في تعزيز المنتجات الوطنية أرست مفاهيم جديدة في النهوض بالمنتجات العمانية داخليا وخارجيا من خلال العديد من السبل التي تتبعها في تسويق المنتج العماني في الأسواق الداخلية والخارجية، وإيجاد شراكات قوية بين أصحاب المصانع والشركات تكللت بعلاقة وثيقة ذات منفعة كبيرة لأصحاب المصانع الذين ارتأوا أن هذه العلاقة أثمرت عن نتائج إيجابية أسهمت في تعزيز تواجد المنتجات المحلية في السلطنة ودول أخرى من جانب، وحلحلة العديد من الإشكاليات التي تقف كتحديات وراء ولوج منتجاتنا للأسواق الخارجية من جانب آخر، فضلا عن إيجاد حلول للعديد من الإشكاليات لدى الجهات الحكومية الأخرى تمثلت في إعطاء مجال أفضل للمنتج العماني وإضفاء المزيد من التسهيلات من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي وسد جانب من الاستيراد وانعكاساته على ميزان المدفوعات، وتنشيط القطاعات الأخرى ومدخلات الإنتاج في العديد من المجالات، فضلا عن استيعاب الكوادر الوطنية.
فإيجاد هذه القناعات هي التي دفعت أرباب المصانع الكبيرة والمتوسطة للتفاعل والتجاوب مع جهود لجنة الترويج للمنتجات الوطنية باعتباره أكثر ثمرة لنتائج العلاقة الوطيدة بين أصحاب المصانع والشركات المنتجة وبين اللجنة التي تمثل جهات حكومية وممثل للقطاع الخاص فهي تقوم بدور محوري كبير في تذليل كل الصعوبات التي تقف أمام الصناعات العمانية وتفتح آفاقا واسعة للتوسع الدولي في تسويق المنتجات العمانية.
وأصبح اليوم هناك فهم مشترك بين الجهات المنوط بها الاهتمام بالمنتجات الوطنية وبين الشركات والمصانع في البلاد يتمثل في المشاركات الكبيرة في المعارض الخارجية التي يتسابق الكثيرون في تمثيل منتجاتهم في الأسواق الخارجية مثل معرض أوبكس في أديس أبابا الذي يشارك فيه أكثر من مائة مصنع وشركة جاءت من قطاعات مختلفة ومحافظات السلطنة لإطلاع الآخرين على منتجاتهم وإيجاد وكلاء لهم وغيرها من الفعاليات التي أوجدت علاقة شراكة بين الطرفين قلّ ما تحقّقت في السنوات الماضية بهذا التفاعل والتجاوب الكبير الذي أسهم في بلورة خطوات عملية على أرض الواقع وسوف تنعكس على تمكين المنتجات الوطنية في الداخل والخارج.
لذا فاستمرار تعزيز المشاركات الداخلية والخارجية للصناعات العمانية وسبر أغوار الأسواق الأخرى هو أحد السبل للارتقاء بالصناعة وتمكينها من إيجاد بصمة لها في دول العالم لتكون سفيرة للسلطنة الدولة التي لها علاقة وطيدة مع أغلب دول العالم، وهو ما يجب استثماره في المرحلة الراهنة اقتصاديا.
ولا يغيب عن التفكير والتخطيط في النهوض بالصناعة العمانية، أن التسويق الداخلي لإيجاد أرضية قوية للصناعة والمنتج المحلي وتعريف المستهلك أمر أساسي في إيجاد أرضية صلبة لمنتجاتنا تكون زاد المستهلك كلما أراد التسوق يضع منتجات بلاده في قائمة المفضلات من السلع والبضائع التي يحتاجها شهريا، فنحن معنيون كأصحاب مصانع أن يكون المواطنون والمقيمون على دراية واطلاع كبيرين بمنتجاتنا من خلال استخدام كل السبل التي تعرفهم بمنتجات بلادهم وجودتها وقيمتها المضافة العالية على كل الأصعدة والمستويات، ودون ذلك فمن الطبيعي أن تواجه هذه المنتجات مصاعب في فرض نفسها على المستهلك إذا لم تكن هناك نظرة عميقة وواسعة لمفاهيم التسويق والإعلام التي تصاحب بداية أي مصنع أو شركة خاصة في عالم اليوم وفي ظل التطور التكنولوجي، فليس الأهم إيجاد صناعات ومصانع ومنشآت ولم تكن هناك خطط وبرامج تسويقية وإعلامية فاعلة ترافق إنشاء المصانع والشركات الإنتاجية وتصرف المنتجات للأسواق في الداخل والخارج.
بالطبع هناك جهود تبذل من الكثير من المصانع بدأت تعي أهمية التسويق وتدرك أهمية الإعلام لأي منتج، ولكن مازال الكثير من أرباب العمل يحجمون عن التسويق والأنشطة الإعلامية بدواعٍ كثيرة لم يعد لها مكان في عالم اليوم، بل تؤدي بصناعاتنا إلى الوراء، الأمر الذي يتطلب أن يعي الجميع بأن الأمور تغيّرت والمستهلك يجب أن يذهب إليه قبل الآخرين ونقنعه بماهية صناعاتنا وقوتها قبل أن يسبر اتجاهاته الآخرون بآلياتهم التسويقية الضخمة.
نأمل أن تكلل الجهود المبذولة من لجنة الترويج للمنتجات الوطنية بالنجاح بالمساعي التي تبذلها على العديد من الأصعدة والمستويات الهادفة إلى تمكين المنتجات الوطنية وأن يزيد التفاعل من جانب أرباب العمل وأصحاب المصانع في هذا الجهد المبذول لتتكامل الجهود وتتضافر لدفع صناعاتنا للأمام فهي المحرك الأساس للتنمية في البلاد والدعامة لقطاع الصناعة، والعجلة القوية للاقتصاد الوطني.