مسقط - العمانية
تنفرد قرية "الروضة" بولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية بتنوع محاصيلها الزراعية وخصوبة أرضها ووفرة مياهها على مدار العام، مما أكسب الزراعة فيها اهتمامًا خاصًا من قبل المزارعين، فإلى جانب زراعة أشجار النخيل والحمضيات والأعلاف وأنواع متعددة من أشجار الفاكهة تبرز زراعة "العنب" كأحد أهم المحاصيل الزراعية بالقرية.
وقد بدأ محصول عنب الروضة خلال هذه الأيام وفيرًا في الأسواق الخاصة بالولاية والولايات المجاورة، محققًا عائدًا اقتصاديًا كبيرًا للمزارعين، واستطاع أن ينافس العنب المستورد.
يقول المهندس قيس بن عامر المعولي رئيس قسم التنمية الزراعية بدائرة التنمية الزراعية بنيابة سمدالشأن: "تقدر المساحة المزروعة بمحصول "العنب" في قرية "الروضة" بــــــــــــــــ 13 ألف متر مربع، وينتج منه حوالي 14 طنًا، بقيمة تصل إلى 20 ألف ريال عماني سنويًا".
وأضاف في حديث لوكالة الأنباء العمانية: " إن هناك اهتمامًا كبيرًا توليه وزارة الزراعة والثروة السمكية في مجال زراعة هذا المحصول من الفاكهة، وهي مستمرة في تقديم الدعم المادي والمعنوي للمزارعين من خلال إقامة الندوات، وتوفير الشتلات المُحسنة، وتعريف المزارعين بالطرق الحديثة في مجال الزراعة، والعمل على الترويج للمنتجات الزراعية".
من جانبه قال سرحان بن شطيط الحبسي أحد المهتمين بزراعة العنب في قرية الروضة: "إن الاهتمام بزراعة هذا المحصول في تنامٍ وتطورٍ مستمر، ويلقى الرعاية والاهتمام الملحوظ من قبل المزارعين والمسؤولين في وزارة الزراعة والثروة السمكية من خلال دوائر التنمية الزراعية في الولاية، ويلاحظ ذلك من خلال المساحات الزراعية الكبيرة التي يتم فيها زراعة "العنب" خلال السنوات الأخيرة".
وقد ساهم توفر التربة الزراعية الخصبة والمياه العذبة سواء من الأفلاج أو الآبار في قرية "الروضة" إلى حد كبير في نجاح زراعة محصول "العنب".
ويتم الاهتمام بزراعة "العنب" في القرية من بداية الموسم وحتى موعد الحصاد من خلال العناية بالمحصول عن طريق الري المستمر، والتسميد، والتقليم، وتهيئة البيئة المناسبة له، وحمايته من الآفات الزراعية، باستخدام وسائل الزراعة الحديثة.
وأشار الحبسي إلى أن هناك أنواعًا عديدة من "العنب" منها الأسود، والأبيض، واللبناني، الذي يحقق نجاحًا متميزًا في زراعته وجودته، وقطف محصول "العنب" في القرية يبدأ من شهر يونيو وينتهي بنهاية شهر أغسطس، ويصل سعر الكيلو الواحد منه خلال هذه الفترة إلى ريال ونصف تقريبا، وترتفع قيمته في أواخر الموسم، ويتم تسويقه في الأسواق المجاورة وأحيانا يباع من المزرعة مباشرة، وتعد أسعار محصول العنب مناسبة نظرًا لما يتميز به من جودة عالية في المذاق.
جدير بالذكر أن المزارعين في قرية "الروضة" يهتمون بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى والتي حققت نجاحًا مثل ( التين، والبرتقال، والمانجو)، ويطمحون إلى إدخال محاصيل زراعية أخرى متنوعة بهدف تنوع الإنتاج على مدار العام، وهناك متابعة وتوجيه مستمر من قبل المزارعين أنفسهم في إدارة المزارع خاصة أصحاب الخبرة بجانب الإرشادات الفنية التي يتم الحصول عليها من قبل الفنيين في دوائر التنمية الزراعية، والتي توجه المزارعين إلى الطرق الحديثة في الزراعة سواء لزراعة وحصاد محصول العنب أو غيره من المحاصيل الزراعية الأخرى.